الفصل السابع

20 0 2
                                    

(الفصل السابع)

تصرف بمنتهى النذالة يا مريم ،كان يقضي وقتا طويلا معكما بحكم جلوسه في البيت لفترات طويلة وكنتما مقربين من بعضكما البعض لا أنكر أنه كان يعاملك بشكل أكثر من رائع لا تأكلين إلا من يده ولا تنامين إلا جواره تلك للأسف مشاعر كنت افتقدها أنا وتحاملت على نفسي كثيرا حتى لا أحرمك منها ولكن استغلها هو بشكل قذر وبدأ في إخافتك مني وتحريضك علي ربما لا تتذكرين كل هذه الأمور لكني لم أنسها أبدا مر الشهر الذي طلبه وزاد بعدك عني حتى صرت تصرخين في وجهي لو حاولت الحديث معك فقط طلبت منه أن ينفذ وعده قال لا أستطيع ابنتي لا تحبك ولا تريد أن تمكث معك ثم جعلك تخبريني بهذا بنفسك قال لك سأرحل من هنا هل تودين العيش مع أمك أم معي قلت حينها أنا لا أحب أمي أريد العيش معك كنت أعلم أنك مازلت طفلة لكن الكلمة أحزنتني قلت له مريم ستعتاد الأمر كما أني لن أحرمك منها قال اعتادي أنت الأمر لو رحلت من هنا فستكون مريم معي وبإمكانك الاحتفاظ بالولد ثم قام بحملك وذهب إلى باب الشقة ركضت وراءه قلت اترك طفلتي قال هى طفلتي أيضا بكيت يا مريم وهو يسحبك بعيدا عني وتمسكت بك لأجذبك وللأسف لم أعلم أن ما يحدث أمامك سيتسبب لك في صدمة وأنت في سن صغير قمت بالبكاء والصراخ بشكل هيستيري ثم فقدت القدرة على الكلام بعدها كلما حاولت التحدث كنت تمسكين فمك بيدك وتبكين أكد الطبيب حينها أنك تعرضت لصدمة نفسية ما حدث أمامك اخافك كثيرا قصصت على الطبيب ما حدث فاقترح أن يظل والدك بجانبك وحين رأى هو ذلك استعد للرحيل توسلت إليه أن يبقى ولا يتركك لكنه أبى وقال كيف أمكث وأنت تعايريني بانفاقك وأنا لا أمتلك أي نقود كما أنني لا أملك ما سأدفع به إيجار شقتك قلت له أنا سأدفع لكن لا تتركها هكذا ولن أطلب منك شيئا جعلني اتوسل وأجثو على ركبتي أقبل يده كي يبقى بجانبك حتى تتحسنين علم أنك نقطة ضعفي وظل يبتزني بك لم أشعر إلا والمرض يأكل جسدي تعبت كثيرا وكنت أهمل في صحتي من أجلكما حتى ضعفت قوتي وقلت حركتي ذهبت للأطباء وتعبت من كثرة الأدوية كنت أصبت بمرض في عظمي بسبب قلة اهتمامي بالكشف مبكرا وأخبرني الطبيب أن المرض صار مزمنا لم أستطع المداومة حتى على العلاج كان دخلي بسيطا لا يسمح بكل تلك النفقات أما هو فكان لا يهتم وكلما حاولت التخلص من رفقته ذكرني بما يمكن أن يحدث لك ثم زاد في الأمر فكان يشتري سجائره بالدين من المحلات حتى صعد صاحب المحل يطلب الدخول وحين أخبرته من وراء الباب أن زوجي ليس بالداخل هاج كالمجنون وصاح بصوت عال وأخبرني أن يسدد زوجي دينه كما وصل به جنونه إلى أن يصطحب رفقاء السوء لشقتي لشرب المخدرات حينها جن جنوني وعلا صوتي وصارت الجيران تسمع مشاجرتنا ركض إلى والدته يسألها ما الحل معي فأشارت عليه أن يقوم بضربي فالنساء لا يحتجن إلا للضرب وهو دللني كثيرا على حد قولها ولم يذبح لي القطة أو يكسر ضلعا لكي أخضع له فجاءني مثل الثور الهائج وقام بضربي وأخبرني أنه أخطأ من البداية حينما لم يستمع لنصائح أمه فكانت المرة الأولى ولم تكن الأخيرة وكلما طلبت الطلاق هددني أنه سيحرمني منكما تمردت وتركت العمل وقلت أنت الرجل ولن أعمل ثانية وبالطبع عشت مأساة عرفت معنى أن ننام جائعين ونستيقظ كذلك كان يركض هو لوالدته يأكل عندها ويأخذكم أحيانا معه أو يحضر لنا بواقي طعامها في كيس بلاستيكي لنأكله كنت حرَّمت أى شيء يأتي من ناحيتها ولا أضعه في فمي وأنام جائعة ويكفيني بأنكما أكلتما كان كلما دخل على صاح في وجهي بسبب أني حزينة دائما ثم جذبني من شعري بعنف ذات مرة وأوقفني أمام المرآة وقال انظري لنفسك كيف صار شكلك وأمسك أسفل ذقني بقوة وأجبرني على النظر وقال أخبريني لم على أن اتحمل هذا الشكل مللتك ولم أعد أطيق النظر إليك قلت الحل في يديك طلقني واسترح من وجهي للأبد قال موافق لكن ما المقابل قلت لم أعد أملك شيئا أقدمه لك قال لا أريد شيئا منك أريد تنازلا عن حقوقك وأولادي مقابل طلاقك قلت موافقة على التنازل عن حقوقي لكن أولادي فألف لا لن أفرط فيهم أبدا قال إذا تحملي ما ستواجهينه كنت كالخادمة في منزله الفرق بيننا فقط أنها تأخذ أجرها نقود أما أنا فكان ضربا مبرحا لم يكن أمامي سوى حلين إما مصير أمي أو التحمل ليس هناك حلا ثالثا وضعت أملي كله في أن يسرحني بإحسان ويترك لي الشقة والأثاث لأستطيع تربيتكما دون الحاجة إليه لكنه أبى وصار اللعب معي على المكشوف قال أنا وأنت هنا بالشقة من يكره الحياة فينا يرحل ويترك كل شيء للآخر لا تظني أني سأترك لك أطفالي ليكبروا وهم يكرهونني مثلما أكره أبي سأقوم بذبحهما  إن تطلب الأمر ولا أعطيهم لك وربما اقتلك وأدخل السجن لا يهمني أدركت أن مصير أمي قادم لا محالة كنت أجلس بينكما وكان هو بالخارج وباب الشرفة مفتوح ولعب الشيطان بعقلي فكرت في حملكما والقفز سويا بالفعل تقدمت بكما ناحية الشرفة والدموع تجري في عيني ولكن رُفع أذان العصر وخروج كلمة الله أكبر زلزلت قلبي نعم الله أكبر من هذا الجبروت والظلم الله أكبر وسيحميني منه أخاف لأنني ليس لي أحد ونسيت أن لي ربا يتولى أمري وأمركم عدت ثانية وارتميت أبكي وأبث همومي إلى الله في صلاتي دعوت كثيرا يومها وجاء الخلاص في الليل حين أتاني وأخبرني أنه سيعود لبيت أمه وسأعود معه لأنه لم يعد يستطيع دفع إيجار الشقة قلت له لا قال سآخذ أثاثي وأولادي وأرحل أما أنت فسيكون مصيرك الشارع قلت له لي رب كريم أكرم وأحن على من الجميع فصفعني على وجهي ووضع يده على رقبتي يخنقني قال بكل غيظ الذنب ذنبي أنا تزوجت من امرأة عرفتني وتكلمت معي دون معرفة والدها ثم ترك رقبتي وأطلق ضحكة سخرية وقال والدك هل كانت له كلمة أو وجود من الأساس كان على أن أحسن الاختيار من البداية مكانك الشارع فعلا الذي كنت تنتظرينني به وستعودي إليه ثانية أما أنا فسأتزوج من امرأة محترمة تقدر نعمة أن يكون لها زوجا يأويها في بيته قلت بالفعل عندك حق أنا لست محترمة لأنني تزوجت من شخص مثلك وارخصت نفسي وكرامتي انهال على بالضرب لم أدافع حتى عن نفسي وضعت يدي بجانبي وقلت له إن استطعت ضربي حتي تشرق الشمس فلن أقاوم كنت تنظرين إلي حينها ويحيى يبكي بشدة حين رآني هو هكذا كف عن ضربي ودخل الحجرة وأغلق بابها عليه جلست أنا على الأريكة أحتضنكما ولا يوجد شبر في جسدي لا يؤلمني  والدموع تنهمر كالشلال من عيني خرج هو ووجدني هكذا فاقترب مني انتفضت خائفة فجثا على ركبتيه وقال سامحيني لا أريد فعل كل هذا معك ولم أقصد ما قلته لك وأتعهد بعدم تكراره لكن لا تطلبي الطلاق ثانية لا أستطيع العيش بدونكم لم أجب عليه ظل يتحدث ويتحدث وأنا أنصت ولا أجيب كنت لا أرى سوى وجها بشعا أمامي ثم مل هو من الحديث دون إجابة مني فخلد إلى النوم وبقيت أنا مستيقظة أقكر بعدما وضعتكم في فراشكم
استيقظ هو بعدها بساعات ووجدني ما زلت مستيقظة وقد تورمت عيناي من البكاء فنظر لي وقال لا فائدة فيك تعشقين النكد والحياة بدور الضحية قلت له لم أكن سوى ضحية نفسي الأمارة بالسوء أوقعتني في شخص مثلك فقال لاتحتاجين لتغيير شكلك فقط بل لقص لسانك أيضا وسأقوم أنا بذلك قريبا ثم بدأ بضربي ثانية بشكل أعنف فلم أحرك ساكنا فتوعدني أنه سيكمل على حين يعود إن لم يجدني قد أوقفت كل هذا النكد وأخرجت فكرة الانفصال من رأسي .

الفخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن