(الفصل الحادي عشر)
ظل هاتف مريم في حالة رنين متواصلة ،لم تجد علياء مفر من الرد عليه كان أحمد زوج مريم ،حين أجابت علياء بادرها قائلا وكان منفعلا للغاية : ماذا يحدث يا مريم ؟
قالت علياء أهلا أحمد مريم ليست هنا ،إنها.....
قاطعها أحمد وقال هى ببيت أبيها أليس كذلك؟
إذا كل ما قالته جدتها كان صحيحا أريد تفسيرا حالا بما يحدث
قالت علياء بسرعة هل أخبرت أحدا في بيتك بما حدث؟
قال لها بالطبع لا ،كيف سأخبر أهلي بما حدث كيف أتصرف في ذلك الأمر البيت هنا على قدم وساق استعدادا لحفل المساء هل أخرج لهم بمنتهى السهولة وأخبرهم أن العروس تركت البيت ورحلت إلى والدها وتريد إلغاء الزفاف لن أفتح فمي الآن ولكن هل سنستطيع إخفاء هذا الأمر اليوم هو موعد الزفاف كنت أجهز نفسي كي أمر عليها أصطحبها كما اتفقنا من قبل ولكني فوجئت بهذه المصيبة .
قالت إذا من دون أن يشعر أي شخص بك مُر على بيتنا أخبرك بالأمر لن ينفع كلام الهاتف .قال حسنا سأوافيك بعد قليل.
لم تمر أكثر من ربع الساعة إلا وكان أحمد في بيت خالة مريم يجلس بين علياء وممدوح ،وضحت علياء لأحمد أن هناك سوء فهم وأن مريم حالتها النفسية غير مستقرة وسيتحدثون معها ولن يكون هناك أي تغيير في خطة هذا اليوم ،لكن أحمد لم يقتنع بكلام علياء وقال سأذهب إلى مريم بنفسي لأنهي هذه المهزلة على الفور قامت علياء لترافقه إلى هناك مرة أخرى لكن ممدوح أوقفها وقال لها انتظري هنا لا داعي للفت الأنظار ،انا من سيذهب معه إلى هناك .
***************************************
كانت المواجهة بين مريم وأبيها في أوج قوتها قال لها أعرف أن كل أعذار الدنيا لن تكفيك ولكن ما تفكرين به سيؤذيك أنت ،هكذا لا تنتقمين مني أو لأمك بل تنتقمين من نفسك .
قالت له لقد عرفت كل ما حدث منك في حق أمي تركت لي والدتي حكايتها لكي آخذ العظة منها ربما وصلتني متأخرة ولكنها فتحت عيني بقوة على حقيقة لطالما تجاهلتها قل لي ماذا أفعل إن حدث لي مثل ما حدث لأمي ماذا سأفعل حينها اقترب منها وقال لها أنا بجانبك لن أدع أي مكروه يصيبك أبدا فرفعت عينيها له وقالت لكنك المكروه نفسه وأنت من أصابني أحوجتني إلى الحنان والعطف لمجرد أن أمي قررت وقف تقديم التنازلات والآن ستقف بجانبي كيف ؟
هل ستخبره إن أذلني في خدمة أهله أن عليه أن يتوقف لأنك لست راضيا أن تعامل ابنتك هكذا بالرغم من أنك كنت مثله هل ستقف أمام انعكاسك .
قال لها عماد الأمر لا يقاس هكذا أبدا يا بنيتي والدتي لها مكانة خاصة بقلوبنا بالفعل ونثمن ما قامت به من تضحيات من أجلنا لكن ما نفع مع هشام لم ينفع معي ،لا أنكر أنها تتدخل في شؤون حياتي كثيرا ولكني أحاول دوما أن أبعد هذا عن بيتي وزوجتي العيب في الأساس كان في هشام ،لم يكن أبدا على قدر المسؤولية فاستغلت هى هذا الأمر وفرضت سيطرتها الكاملة عليه وعلى أمك ،وزوجك أنت بالرغم من إحساسك بأنه مثل أبيك لكني أعرف أنه ملتزم دينيا ويخاف الله ومن يخاف الله لا تخافي منه أبدا يا مريم والزواج مهما خططت ورتبت له لن يكون هذا فقط أساس نجاحه
كان عماد يتحدث معها وهشام في واد آخر يفكر في كل كلمة قالها أخوه بالرغم من أنها صحيحة لكنه لم يستطع يوما مواجهته بها ربما لو كان استطاع فيما مضى إفاقته بتلك الكلمات لم ربما كان الأمر قد تغير ثم عاد يخبر نفسه أنه كان يعي ما يفعله جيدا لكنه راهن على صبر حبيبة وحبها له نظر طويلا لإبنته الجالسة أمامه في تلك الحالة المزرية وتذكر زوجته التي لطالما عاشت تلك الحالة من قسوة ما يفعله بها هزه عماد وقال له تحدث يا هشام قل شيئا قال له اتركنا بمفردنا قليلا يا عماد هز أخوه رأسه بالموافقة وخرج متوجها للأسفل أغلق هشام باب الشقة واقترب من ابنته وقال يا الله كم أنك تشبهين أمك نظرت إليه وقالت لهذا تكرهني مثلما تكرهها جرت الدموع من عينيه وقال لها لم أكرهك أبدا هل يكره المرء قطعة منه ضحكت بسخرية وقالت تلك القطعة أنت ألقيت بها فيما مضى ولم تهتم لها أبدا ثم جلس على ركبتيه أمامها وقال أعلم أنك لن تسامحيني أبدا ومعك كل الحق لكن صدقيني كنت ولازلت أحبكم جدا وموت يحيي كسر ظهري لكني حاولت إظهار عكس ذلك ولك الحق في عدم مسامحتي كما لم أستطع أنا مسامحة والدي أبدا حرمت مثلك من قولها وكبرت بعيدا عنه واحتجت أيضا لأن أشعر كيف يكون حضن الأب كنت خير مثال وتجسيد لمقولة فاقد الشيء لا يعطيه ربما استطاع بعض الناس ممن فقدوا شيئا في حياتهم أن يعطوه ببذخ لكني لم أستطع وفي تجربتي الثانية كنت قد تعلمت لأني خفت أن أشعر بالحرمان ثانية كما أنني قد أحببتها ،لم أكره أمك حقا لكني لم أحبها بالشكل الذي عرفته مع زوجتي الثانية عيب أمك أنها كانت متفانية لأقصى درجة سهل إرضائها بأبسط شيء كنت أعلم أولها وآخرها كانت طيبة للدرجة التي جعلتني أمل منها وما أخبرك به ليس ذما فيها ربما كانت تستحق شخصا غيري قامت مريم وقالت بل كانت تستحق رجلا وما تقصه على يؤكد فكرتي عنك قام من مكانه فاستمع إلى صوت الضجيج بالأسفل نزل لينظر ما الأمر فكان عماد يتشاجر مع أخته بالهاتف بعد أن أخبرته زوجته بما حدث وجدة مريم تصيح فيه لأنه يتحدث مع أخته بعصبية فهم هشام الأمر ونظر إلى زوجته بغضب بعد أن أعطت والدته هاتفه قالت له وما شأني أنا ونادت على أولادها وصعدت للأعلى وقالت أنتم أحرار مع بعضكم البعض لا تدخلوني في مشاكلكم
ضحكت مريم وجلست على الأريكة وقالت حسنا يا جدتي سهلت الأمر حقا على والدي كي يخبر الجميع بأن الزفاف سيتم إلغاؤه .
في وسط تلك الضجة كانت زوجة عماد قد فتحت الباب لأحمد ولممدوح ودخلا هما الاثنان وقع الحزن في قلب مريم فور أن رأت أحمد أمامها في تلك الحالة وقال لها إذا كل شيء قيل كان حقيقيا كنت أخبر نفسي وأقول لها طوال الطريق أنني ربما أحلم وفي وسط كابوس مزعج ،بهذه السهولة تتخلين عني وتقومي بعمل فضيحة لكلينا ما الذي حدث مني وأغضبك هكذا هل فعلت فيك ما يستوجب ما تقومين بفعله الآن نظرت لأبيها تنتظر منه أن يتحدث لكنه صمت وتقهقر إلى الخلف في حين حاول عماد تهدئة الوضع قليلا وقال لأحمد لنصعد للأعلى نتحدث فرد عليه أحمد وقال ولتصعد مريم معنا أريد مناقشة الأمر مع زوجتي القرار خاص بنا سويا نظر عمها إليها فهزت رأسها بالموافقة وصعدوا للأعلى
قال لها أحمد تحدثي وإني لمنصت
قالت له مريم أشعر أنني أخطأت في قراري بخصوص الزواج منك وأريد اصلاح هذا الأمر وإلغاء الزفاف .
رد عليها وقال أخطأتِ هل صرتُ الآن خطأ يا مريم ؟
قالت له أنت هكذا تصعب الأمر على يا أحمد .
قال بل أنت من تصعبينه على الكل نحن لسنا مجرد خطيبين نفترق هكذا دون مراعاة أي شيء نحن عقدنا قراننا وصرنا زوجين إن أراد شخص منا الافتراق يخبر الآخر أولا ونتناقش وإن لم نصل إلى حل نبدأ في دخول أطراف من الخارج لكن هكذا تركضين إلى بيت والدك لإنهاء الزفاف قبل ساعات منه دون مراعاة أي شيء أين مريم التي أعرفها؟
قالت تحاول الهروب من جحيم مشتعل بكل بيت في قريتنا
قال لها وضحي كلامك بشكل أكبر
قالت له بيت العائلة وناره المشتعلة في أفراده ،سطوة أبيك عليك أليست كلها دلالات على ما سأعيشه
قال بيت العائلة وكنت موافقة عليه بشدة أما عن سطوة أبي فهو احترام له ولمكانته
قالت مريم شعرة رفيعة جدا بين الانصياع والاحترام وأنا لست مضطرة لعيش الوجع ثانية كل ما أريده حياة هادئة ومساحة حرية أشعر فيها ببعض الخصوصية وهذا ما سأفتقده معك لذا قراري نهائي لا رجعة فيه .
نظر إليها والحزن يعتصر قلبه وقال يا ألف خسارة يا مريم ثم تركهم ورحل
*****************************************
البيت عند أحمد كان يعج بالنساء الأنوار زينت الشارع من بدايته إلى نهايته وكان أبوه واقفا مع العمال وهم يعلقون الأنوار على شقة أحمد من الخارج ،تزينت الشرفة استعدادا للمساء نظر أحمد لكل هذا وصعد للأعلى ودخل شقته فور أن فتحها هبت رائحة الأثاث الجديد وصوت السكون أثار الدموع داخل عينيه فنزلت تجري خديه فتح باب غرفة نومه كان قد زين سريرها بالورد والبالونات ليفاجئ مريم فقد سهر طوال الليلة السابقة فيها واخبرها بأنه سينام زين لها كل شبر في الشقة ظل يدخل ويخرج من كل غرفة باكيا لا يعرف ماذا يفعل وكيف سيخبر من بالأسفل بأنه لن يكون هناك أي زفاف اليوم جلس على الأريكة وألقى بالمفاتيح والهاتف على المنضدة و نظر إلى شقته الواسعة وبدأ يفكر في ما قالته مريم هل حقا بيت العائلة نارا مشتعلة وظل يفكر في أصحابه الذين تزوجوا في بيت العائلة منهم من عاش نارا بالفعل ومنهم من تأقلم ومنهم من فر بزوجته خارجه ولكنه قال لنفسه ولكن أهلي طيبون ثم أردف قائلا ومن منا لا يرى أهله كذلك ثم قال لنفسه ولكن الأم بعد سنوات طويلة من العذاب في تربيتهم ألا تستحق حين تكبر في السن أن تجد من يؤنسها ويعطيها كوب الماء كان الأمر وكأنه تتصارع فيه كل الموروثات والمعتقدات والأعراف مع بعضها البعض في عقل أحمد.
*****************************************
الوقت يمر سريعا على من يريده أن يتوقف كان أذان العصر قد ارتفع وبدأ الجميع في بيت علياء بالشعور بالأمر إيمان تنتظر منذ فترة ليست بالقليلة مريم وصاحبة مركز التجميل هاتفتها أكثر من مرة تسأل عن موعد الحضور وتصب جام غضبها على إيمان وعلياء جلست حجرة مريم تبكي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل وظلت تؤنب نفسها على إعطائها ما كتبته أمها قبيل الزفاف ثم تسأل نفسها هل كانت إشارة من الله لانهاء هذا الأمر بالفعل ، طرقت إيمان على باب حجرة علياء وقالت لها بالله عليك خالتي أخبريني لأفهم ماذا يحدث بالضبط؟
******************************************
انتهت صلاة العصر بالمسجد وبقى أحمد جالسا فيه لا يعرف ماذا يفعل هل يذهب إلى والده ويخبره أم يعود إلى مريم يستجديها اقترب شيخ المسجد منه مباركا له على اليوم السعيد وأخبره أن هناك عالما أزهريا من القاهرة بالقرية اليوم وسيكون حاضرا في صلاة العشاء وطلب منه أن يقوم باشهار عقد القران كما طلب منه أحمد من قبل حين استمع أحمد لتلك الكلمات لم يستطع تمالك نفسه وأجهش في البكاء ربت الشيخ علي كتفه وقال له خير إن شاء الله ثم طلب منه أن يجلسوا في ركن آخر بعيد عن وسط المسجد ليتحدثوا أخبره أحمد بالأمر كان يثق في رأيه كثيرا وتعلم القرآن في صغره على يديه قال الشيخ والله يا بني يئست من الحديث في هذا الأمر مع الجميع نحمل ديننا الحنيف ما لا طاقة له به ليس من الإسلام أن تجبر المرأة على خدمة أهل الزوج إن فعلته فهو فضل منها ومنة وإن تركته فلا إثم عليها ولكن لا حياة لمن تنادي برغم درجة أحمد العلمية كان مندهشا لم يتعلم أصول دينه جيدا فقال للشيخ هل حقا ما تقول ضحك الشيخ وقال وهل سأكذب عليك يا بني ؟ أنا قمت بتطبيق هذا الأمر حين تزوجت ما تريده أمي أفعله لها أنا وأحيانا كانت زوجتي حين تراني هكذا إجلالا لي بسبب عدم إجباري لها تقوم هى بفعله راضية وكنت أعوضها حين تقوم هى بذلك بأن أفعل لها شيئا في المنزل نظير ما قدمت لأمي ،الزواج يا أحمد أخبرنا عنه المولى عز وجل أنه مودة ورحمة تمعن يا بني جيدا في معناهما وستدرك الكثير مما ينقصنا في هذه الأيام قال له ولكن كيف سأحل ذلك الأمر اليوم يا شيخي قال له قم نذهب سويا إلى والدك أولا لأن ما ستعد به الفتاة ينبغي عليك أن تكون قادرا على الوفاء به وإلا ستسقط من عينها وإلى الأبد...................يتبع
#رواية
#الفخ
#منى_وهبه
أنت تقرأ
الفخ
ChickLitاحذري يا بنيتى فخاخ الرجال فكلما هربت من فخ نصبوا لك غيره ، لا يغريك معسول الكلام واحذري ممن لا يقدم سوى الكلمات فالحب إن لم يصحبه الفعل لا أمل فيه فالكلمات تذهب سدى مجرد سراب إن تذهبي وراءه لن تجدى شيئا هكذا نصب لى أبوك أول فخ وقعت أنا به