الفصل العاشر

15 1 1
                                    

(الفصل العاشر)

هل تستطيع إجابتي ؟ هل عندك أى رد ؟
جلس مكانه لم يستطع التفوه بكلمة واحدة وضع يده على وجهه ، التفتت لجدتها وقالت لها أخبريه كيف يجيب افطميه منك كي يستطيع الرد على صغيرته .
بمنتهى الحزم والشدة أشارت الجدة إلى باب البيت وقالت لها أنت  قليلة حياء وتربية ،مثلك مثل أمك بالضبط إلى الخارج لا أريد رؤية وجهك هنا ثانية .
جلست مريم وقالت لن أخرج حتى يقوم هو بطردي من ذلك البيت الكبير ، جمعتِ أولادكِ ببيت واحد وصار لكل منهم شقة خاصة به أجيبيني يا زوجة أبي هل فرضت عليك العيش معها ؟ أجيبك أنا بالطبع لا لن تكررها ثانية حتى لا تهربي من الجحيم ذاته التي عاشت به أمي ،هيأت لكِ كل أسباب نجاح الزيجة وهيأت لأمي كل أسباب فشلها ثم التفتت لأبيها وهو مازال واضعا يده على وجهه ومنكسا رأسه لأسفل وقالت بالطبع تعلمت من تجربتك الأولى وتغاضيت كثيرا وعملت بجد حتى يقال عنك أنك كنت صالحا أما أمي فهى من كانت سيئة ذلك البيت الذي أطرد منه الآن،أنا بالفعل ليس لي مكان فيه اتسع للكل ولم يتسع لأولادك حين أتيت أتعرف عليكم لم أجد لي مكانا بينكم وعبثا حاولت إيجاد هذا المكان، أريدك الآن أن تطردني منه لكي أستطيع أن أرفع رأسي عاليا وأقول إنك مت ولا أشعر أنني أكذب .
صاحت الجدة في وجه هشام وقالت له اطردها خارج المنزل ودعها تسمعها بأذنيها ابنة أمها
رفع هشام وجهه وصاح كفى يا أمي كفاك مريم محقة في كل كلمة قالتها الذنب ذنبي أنا،من أخطأ ويستحق العقاب كان أنا ،كنت أحاول إرضاء الجميع كان موقفي دائما رماديا أنت يا أمي سبب كل ما حدث لي حملتينا دوما ما لا طاقة لنا به ،كانت زيجتك فاشلة وأنت اخترت أن تربينا وقررت عدم الزواج لكنك كنت تذكرينا بهذا كل يوم ،كل ساعة ،كل دقيقة تتحسرين على الماضي وكم أنك كنت جميلة لكنك أغلقت بابك في وجه من اراد الزواج منك ودفنت شبابك ،جعلتينا عبيدا لاخوتك نعمل عندهم دون مقابل وهم لا يتركون فرصة إلا ولابد من تذكيرنا أنهم من قاموا باحتوائنا ورعايتنا ،أنت مذنبة يا أمي بقدري تماما ، لم تعلميني المسؤولية أبدا كنت أخطأ وتدارين على خطئي أخبرتيني أن لكل فرد في أسرتك فضل علىَّ وله حق عندي أخوالي،خالاتي وبالطبع أولادهم لكن أولادي لم يكن لهم أي حقوق أخبرتوني أنكم تساعدونني كي أضغط عليها لتعود وإنها تحاول سحبي منكم وهدم توحدكم وتفرقتنا لا أعفي نفسي مما حدث فأنا لم أكن طفل صغير برغم أنك كنت تعامليني على هذا الشكل يا أمي
ثم التفت إلى مريم وقال لها أعرف أن كل اعتذارت الدنيا لن تكفي ولكن دعيني أعوضك دعيني أكون هذا الأب يا بنتيتي
قطع حديثهما طرقات الباب العالية كان ممدوح وعلياء جاؤوا مسرعين للبحث عن مريم وضعت علياء يدها على قلبها ونطقت الشهادة فور أن رأتها ركضت ناحيتها واحتضنتها وقالت سامحك الله يا مريم أخفتيني كثيرا هيا يا حبيبتى إيمان سألت عليك ،تجهزت وبانتظارك حتى تذهبوا إلى مركز التجميل أفلتت مريم نفسها من حضن خالتها وقالت : لن أذهب لأي مكان لن يكون هناك زفاف اليوم سأقوم بإلغائه
دبت علياء يدها على صدرها وقالت يا مصيبتي،ماذا تقولين أنت؟
ستجلبين لنا العار والفضيحة ستلوكك الألسنة وتصبحي حديث النساء والرجال في كل شبر من قريتنا استغفري ربك يا مريم وهيا .
قالت لها سمعت ما قلت لك يا خالتي
اقترب والدها منها وقال لم يا بنيتي ؟
واصلت علياء حديثها وقالت حرام عليك يا مريم ماذا فعلنا لك لتفعلي بنا هذا لسنا بالمدينة لكي يمر ما تنوين فعله مرور الكرام سنفضح كلنا ،عندي بنات
اقترب خالها ممدوح ووجه إصبعه بغضب في وجهها وقال لها لم نعاملك بقسوة أبدا وأعرف أن ما كتبته أمك أثر بك لكنك لا تتصوري أني سأسمح لك بإهانتنا أبدا الفضيحة التي تفكرين في القيام بها لن تكون لك وحدك بل ستطالنا معك ما عيب أحمد لتقومي بإلغاء الزفاف ؟ إن كان رفض أمك له فأنت كنت تعلمين رأيها لماذا وافقت ؟
بدأت الهمهمات تدور داخل بيت أبيها وكل فرد يلقي بكلمة لاثنائها عن رأيها فوضعت يدها على أذنيها وصرخت وقالت قراري نهائي والفضيحة لن تنال منكما يا خالي وخالتي أنتما خارج هذه القصة قبل حضوركما عرض على أبي أن يعوضني ويمارس دوره كأب لي وأن لي مكانا ببيته لن أطرد منه أبدا وها قد جاءته الفرصة
والتفتت إليه قائلة عوضني يا أبي ومارس دورك وأخبر والد أحمد أنه ليس هناك زفافا اليوم وأنني أريد الطلاق
بدأت جدتها فور سماع تلك الكلمات في الولولة والصراخ وظلت تقول مجنونة مثل أمها وجدتها وتريد جلب الفضيحة لبيتي بعد هذا العمر لم يسمع صوتنا أحد
تدخل ممدوح وصاح في هشام وعماد وقال لهما أمكم تسب أمي وأختي صرخ عماد في أمه لتصمت وأخذ ممدوح وعلياء للخارج أخبرهما أنهما يمكنهما الرحيل الآن وهو سيتحدث مع مريم هو وأبيها قليلا بعيدا عن أمه وسيحضروها بأنفسهم بعد قليل قالت له علياء أنتم السبب في كل ما حدث بعد وفاة والدتها كان في استطاعتكم احتضان الفتاة وإصلاح الكثير معها لكنكم لم تفكروا أبدا إلا في أنفسكم نظر عماد لأسفل وقال ما دخلي أنا ؟
قالت له أنت عمها هى دمك ولحمك الذي فرط الجميع فيه ،أسكتها ممدوح وقال لها لا وقت لهذا الآن وأشار إلى عماد ننتظركم بعد قليل وإلا ستصبح فضيحة تهز الأرجاء .
صعد عماد للأعلى هو ومريم وهشام وقامت زوجات الأبناء بمحاولة تهدئة الجدة ناولتها زوجة عماد كوب الماء أما زوجة هشام فناولتها الهاتف نظرت إليها جدة مريم وقالت ما هذا لوت زوجة هشام فمها وقالت لتتصلي بعمتي تخبرك ماذا نفعل في تلك المصبية ألم تكوني ستطلبينه مني بعد أن تهدئي يا حماتي ؟
جذبت الهاتف منها وقالت بلى وناولته لزوجة عماد وقالت لها اتصلي على عمتك واعطيني الهاتف .
*****************************************
في الأعلى الوضع كان أكثر اشتعالا بين مريم ووالدها وعمها جلست بشقة والدها بعد أن أيقظ أولاده وأمرهم بالنزول لأسفل .
اقترب عمها منها وقال بنيتي لا أفهم ما الذي حدث معك بالضبط ولم افهم شيئا من خالك كان يصيح في خالتك بغضب لأنها أعطتك شيئا ما جعلك في هذه الحالة أخبريني وأنا سأقف  بجانبك لكن لا تجلبي فضيحة لا أساس لها لنفسك .
قالت ليس عندي ما أخبرك أياه .
انفعل هشام وقال هل تودين إثارة جنوني ما العيب في زوجك أخذتيه وأنت مقتنعة به لم تسأليني حتى عن رأيي به مضيت في قرارك دون اكتراث لأي شخص ما الجديد؟
قالت له بكل أسف الجديد أنني اكتشفت أنه يشبهك إلى حد كبير ،بالطبع تفهم كيف ستكون الحياة مع من هو سيكون مثلك ربما ليس بالضبط ولكن رجل لايستطيع تحديد مصيره أو شكل حياته سيصبح لعبة في يد من يحركه وبالتالي أكون أنا قد وقعت في نفس الفخ الذي نصب لأمي ،هل تستطيع حلها ؟
قال عماد وهل الحل في الهروب أم المواجهة ؟
قالت بل في اللجوء لمن أراد أن يقوم بدور أبي بعد أن تهرب منه طويلا لو قمت بإلغاء الزفاف اليوم لن أستطيع المكوث مع خالتي أو خالي وطبعا لن أجلس بمفردي لذا فقد لجأت لبيتي ونظرت لأبيها وقالت أليس كذلك ؟
وأكملت قائلة بالطبع لن أستطيع العيش معكم في شقتكم كى لا أفسد خصوصية زوجة أبي لن أفعل معكما ما فعلتموه بأمي كما أنني لن أستطيع العيش بالأسفل مع جدتي لأنكما كما تعلمون هى تكرهني وتسبني لأنها ترى أمي في وجهي لذا لم يبق سوى الشقة التي بنيتها لابنك ليتزوج فيها أعتقد أنني أولى بها الآن .....!
قال لها هشام هل هذا وقت تنتقمين فيه لأمك يا مريم تعرضين سمعتك لألسنة الناس أين كنت منذ ثلاث سنوات ؟
قالت والدموع تجري على خديها بل قل أنت أين كنت طوال أربعة وعشرين عاما أمامك حلان إما أن يتسع بيتك لي أو ترميني بالشارع اختر وأنا لست أسفة على أي شيء...
*****************************************
في تلك الأثناء كانت الجدة قد قصت على ابنتها ما حدث كله وكيف أن إخوتها بالأعلى مع مريم ولا تعرف على أي شيء قد استقروا أشارت منة على والدتها قالت اخرجي الكرة من ملعبك واقذفيها بملعب زوجها ودعوه هو يتصرف أخبريه بكل ما حدث وإن أصرت على موقفها لا مكان لها بيننا قالت الجدة لا أعرف كيف أصل إليه قالت العمة ألم يتصل به هشام أمس ستجدين رقم هاتفه مع هشام أزاحت الجدة الهاتف عن اذنها وقالت لزوجة هشام هل هاتف هشام معه بالأعلى أم تركه هنا قالت الزوجة هاتفه هنا تركه على المنضدة قالت لها اتصلي على رقم زوج مريم واعطيني الهاتف قالت الزوجة ماذا تنوين فعله بالضبط قالت لها لا شأن لك بما أنوي فعله أطفأ النار المشتعلة ببيتي أعطت زوجة هشام الهاتف لحماتها وقالت ولكنك ستشعلينها بمكان آخر .........
(يتبع)
#رواية
#الفخ
#منى_وهبه

الفخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن