البارت السابع
دخل مشاري قصر كلاسيكي .. محاط بحديقه كبيره ..
وجاء كلب ضخم يركض ناحيته ..
تلقفه .. وهو يرفع جسمه له .. وضحك له ويداعب فروه البني الفاتح ..
وبانجليزي : جوني الحبيب ..
ليان اخته عمرها اربع وعشرين .. جميله .. ملامحها اجنبيه .. مره تشبه امه ..قالت : الحين صدق سيف تزوج من جديد ؟!
مشاري استعدل وطالعها بجنب عينه : ولاهي الاخيره ياليان .. ياليت تركزين بخطيبك .. وتيأسين من سيف ..
ليان توترت .. وهي تعض ابهامها وتهز رجلها : وانا وش قلت .. كنت اسئل بس ..
مشاري ببرود : لاتسئلين ..
بحده: مشاري .. !
مشاري وهو يداعب الكلب :كلم ابوي ..؟!
ليان : ايه .. ويسلم عليك ..
مشاري بتسائل : نامت سما ..
ليان بضجر: وش يدريني عنها .. حد يقرب من هالنفسيه ذي ..
مشاري طالعها نظره ناريه .. وقام وصعد فوق .. توجه لغرفه .. وضرب الباب بخفوت .. ماجاوبت ..
ضرب ثاني .. ونادا:سما .. انا مشاري ..
سمع حركه .. واشياء تتصاقع .. عقد حواجبه وفتح ..
لقاها جالسه بفراشها ..مغطيه نصها بالشرشف .. ويدينها .. وترجف بعصبيه وربكه ..
بحذر :وش فيك سما ..؟!
ارتجفت وبهلع اجابت بالانجليزيه اللي تستخدمها اكثر: لاشيء..
مشى خطوه ناحيتها .. وتشبثت اكثر .. بالمفرش ..
طالع زجاجة الكحول على كومدينتها .. وفاضيه .. قال بيأس: لماذا سما .. لماذا ..
برجفه : آسفه مشاري .. اعصابي تالفه .. سامحني ..
قرب منها اكثر .. نهرته: لاتقتررررب .. حسناً اذهب .. اتركني وحدي ..
وجعه قلبه .. وبحنيه: الله ياسما .. حتى انا ..
بعربيتها الركيكه : روووح مشاري .. خليني لحالي .. بليز ..
كان بيطلع .. بس استوقفه .. كرتونه صغيره ع الارض .. مكبوبه .. وماكانت الا شفرات امواس ..
توسعت عيونه ..
وهو يروح ناحيتها .. ويسحب مفرشها بقوووه .. وصاح : لاااااا سمااااا ... ليس الى هذاااا الحد ..بالغتي ..
قال كذا وهو يشوف كيف مشرشحه ساقها بالموس بخطوط متوازيه كثيره والمفرش ملوث بالدم ويدينها ..
مسك كفها يحاول يسحب الموس ويصيح بحده :
لقد تخطينا هذه المرحله سما .. لما تعودين فيها ..
تشبثت في الموس : اتركه سوف يأذيك ..
طالع عيونها : لن اتركك حتى تعطيني اياه ..
قامت تبكي : يريحني ذلك .. من اجلي مشاري .. لن اموت بسببها ..
مشاري بغضب وبعربيه: حنيتي للمصحه النفسيه .. تبين ابوي يشوف هالحاله وياخذك .. فيها ثاني ..
بكت بانهيار وهزت راسها بلا : لن تسمح له بذلك .. لن تتركني مشاري .. لن يفعل ذلك با أختك من جديد ..
مشاري بحنيه : اذاً اتركيه .. هيا جميلتي .. هيا ..
بدت ترخي يدينها عن الشفره .. خذها .. وضبها مع باقي الشفرات ..
وقام حط يدينه تحت ركبها والثانيه تحت ظهرها وشالها لدورة المياه .. جلسها على البانيوو.. وشال الدوش وافتحه : سما بيلسعك ..
كانت يدها على كتفه : لابأس ..
شغل الماي .. يغسل جروحها .. وعيونه جمرت وهو يشوف دمها يمشي متوجه للصفايه .. وهي كذا مب متوجعه .. متبلده .. تراقب بصمت ..
مسك يدينها وغسلهم .. وطلع فيها من الحمام .. جلسها ع الاريكه .. داعب راسها .. دقايق وبجيك .. خليك..
هزت راسها ايجاب ..
وطلع ..
راح جااب صندوق الاسعافات الاوليه .. وتوه بيرجع الغرفه .. ليان صادفته :
ايش عندها حليمه ارجعت لعادتها الشينه ..
مشاري : قولي المثل كويس .. بعدين تفلسفي .. يقولون ارجعت حليمه لعادتها القديمه ..
ليان : اللي هوو .. مشاري رجعوها المصح .. البنت قاضيه ..
مشاري : اختك ياكلبه .. بدل ماتداريها وتحني عليها .. هذا حكيك ..
ليان بعدم اهتمام : يكفيها حنانك ماشاء الله ..
راح تارك ليان ..
ودخل غرفة سما .. جلس ع الارض .. ورفع قدمها على حضنه .. وبدا يبلل القطنه بالمطهر .. ويعقمه لها ..
نقزت بوجع .. وقال : من بكره نروح سوا لدكتوره مارلي ..
سما : لاأريد ..
مشاري : بل ستذهبين .. ستتحدث معك فقط ..
سما تطالعه وهو يلف ساقها بعد ماحط مرهم مضاد ع الجروح ..
وهمست : مشاري .. ليان تقوول عني مجنونه ..؟! ..
مشاري رفع عينه لها وابتسم وبعربيه : والله عقلك يوزن بلد ياعينه .. ليان المجنونه ماهو انتي ..
ارتسمت على شفتيها ابتسامه باهته .. ومشاري شرد في جمال ابتسامتها ..
*سما اكبر مني بثلاث سنوات نحيله .. بملامح حاده وذقن حاد .. ليست شقراء مثل ليان ولم تكسب العيون الملونه مثلنا .. كانت مختلفه .. .. سما تعاني من مشاكل نفسيه لاحصر لها .. تكاتفت عليها لعدة اسباب .. اولا ً .. تعرضت لحادث سقوط من الدرج وهي تحبوو في عمر الشهور .. ماسبب لها مشاكل .. في العمود الفقري .. وبالتالي .. لم تعد تمشي .. خضعت لعدة عمليات ..
بدون فائده .. حتى اهملها ابي وامي .. ويأسو من حالتها ..
وضلت العبئ .. المُقعده .. المخفيه عن المجتمع .. بعكسي انا وليان ..
ليان اتت بجمالها وجاذبيتها .. وطغت على عقل ابي وامي حتى نسوا سما تماما ً..
لكني ضللت متعلق بها .. ادفع كرسيها المتحرك في الحديقه ..
اشاركها التلوين .. احضر لها الحلوى .. وكم كنت سعيد عندما اكتشفت حبها للكريم كراميل ..
احضر دروسها المنزليه بدون تذمر ..
كنا نذهب للسعوديه مع ابي وليان .. لكن سما لا ..
حاولت في ابي .. لكن كان يصر انه لداعي .. وتغير الاجواء لن تناسبها..
لذلك نحن منطلقون في اللهجه النجديه .. بعكس سما اللتي اكتسبتها منا فقط ..
ذهبنا في احد العطل في رحلة كروز في يخت ضخم .. وكانت سما على غير العاده معنا.. وتلك كانت مكافئة ابي لانها احرزت الدرجات الكامله .. للسنه ..وكان في الرحله طبيب الماني ..ماهر .. اذكر انه اطلع على حالة سما .. اللتي كانت في الرابع عشر .. وهي ملازمة الكرسي المتحرك طوال تلك السنين ..
ليصدمنا بشكه .. ان المشكلة ليست في العمود بل في المخ.. وانا الضربه اثرت على مركز الحركه بالمخ ..
لم يتوانى ابي .. عن علاجها مع الأمل الجديد..خضعت لفحوص دقيقه في المانيا .. وشكلت لجنه طبيه لحالتها .. لتخضع لجراحه اعصاب خطيره .. في رأسها ..
قبل الجراحة تم حلق رأسها .. اذكر اني حلقت راسي ايضا ً لاشجعها .. تشبثت في يدي : مشاري .. لو مت .. عليك وضع الازهار حول قبري .. ولتكن باللون الابيض ..
لطالما كانت سما وجعي .. اردت ان اسعدها .. لكنها تعيسه ..
ابي وامي جنو عليها .. بالهيام بي وبليان .. باعطائنا كل مانريده .. وسما ..على الهامش ..
أنت تقرأ
مبعثر فيك ماللحزن لايشفى
Romanceنجد هنا..علاقات معقدة.. وماضي وحاضر..! هناك أمل.. وهناك تمسك في أوهام.. هل ينتهي الحب لدى سيف بموت نجود.. وهل تظل مهره.. مختبئة في قوقعتها.. معلنه الحرب لكل اقتراب..!! شاهين وجمان.. والعناد.. والكبرياء..! تمسك شاهين بالماضي.. وصبر جمان.. وطاقتها... ...