الحلقة الثالثة عشر.

5.5K 230 17
                                    

[ الحلقة الثالثة عشر]_ رِوُاية عطر الروُح.
___
تلك الكذبات كان مصيرها الأوُل لك الهلاك ولكِنك دائما ما تختار لنِفسك المصير الأصعب.
___

كان الأجُواء في توتر شديد، لاحظت چومانة نظرات مؤيد التي كانت خذِلان وحُزنْ، ولكِنها لم تستطع أن تقُول حرفاً، قال مؤيد بـ استهزاء:
- لحقتي تبدَلينيّ بهِ يا چومانة؟!
رفعت عينيها لهُ في صمتٍ وخجلٍ، أقترب عزيز حتى أصبح خلف چومانة، قال وهُو ينظُر إلى مؤيد ثُم إلى چومانة في سخرية :
- هو أنت فاكِر فعلاً أن چومانة هتشوفك يا مؤيد؟!
ثارت عروقهُ بخشونة، ليقترب من عزيز في حركة هجُومية مفاجئةِ ليلكمهُ بقسوةَ في فكهُ ليسقط أرضاً، شهقت جومانة في صدمة مما حدث، لتدِفع مؤيد بحدة صارخة بهِ:
- أخُرج برا.
قبض على كفهُ في غضبِ وعصبية مُفرطينْ، يريد أن يعيد اللكمة مرة أخُرى في أنحاء جسدهُ، كم يكرههُ ويكرهَ أن يكون حُولها، كم كان من الصعب عليهِ أن يراه معها بالمنزلِ.
ليغلق الباب خلفهُ بقسوة شديدة أهتزت الشقة أثرها بِعنف، اغمضت عينيها هي في ألم، قلبها لايتوقف عن الخفق، أبتعدت عن عزيز معتذرة لهُ ثم هرعت بخطواتٍ سريعةٍ إلى الأسفل لتلحق بـ مؤيد..
كاد أن يصعد بسيارتهُ لولا يديها التي أمسكت بـِ باب السيارة، نظر إليها وكاد أن يدفع كفها لولا قولها:
- عايزِني أقولكَ إيه؟ أنطَق! .. أنا مبدلتكش بحد يامؤيد، أنتَ الليّ جبان ..
صمتت برهة ثم تابعت بألم:
- جبان علشان علطُول بتخسر فرصك وتيجِي تلُومني أنا!
أغلق الباب بقوة، يقف أمامها وهُو يراها تبكِي من شدة مايؤلم فؤادها، لايعلم كم يرهقها التفكير وهُو بِصحبة غيرها، يمسك يديها ويخبرها بكلماتٍ معسولة.
أردف:
- أنا فعلاً كُنت جبان يا چومانة ، جبان علشان كنت بخسرك زي الغبي، كنت بخسرك وبعتذر، بـس.. بس أنا رميت كُل حاجة، دبلتي وحياتي اللي كانت مسيطرة عليَّا.
رفعت عينيها أثر ماتفوهَ بهِ، أكمل :
- وجيت علشانك.. ( صمت ينظُر إليها بعتابٍ وخذلان) بس لقيتك مع عزيز، ليهِ دايمًا شايفة أن ده عاديّ.
صرخت به بحدة:
- عارفة أنهُ مش عادي، بس عزيز وجودهُ مختلف هنا.
قطب حاجِبيه في تعجُب، لتنظُر لهُ بعينينْ دامعتين:
- عرض عليا شغل .. بعيد عن هِنا.
سأل في مرارة:
- وأنتِ هتوافقي؟!
صمتت .. وصمتها كأنهُ إجابة، كاد أن يفتح الباب حتى قالت:
- لا أنا ولا أنت هنبقى سوا، ووالدتك مش موافقة يا مؤيد، الحياة مش هتمشيِّ.. انتَ فاكِرني فرحانة؟ أبدًا، أنا زعلانة على نفسي .. أنِ بقيت ضعيفة زيكَ. كنت فاكِرة أنك تقدر تعيش من غير والدتك. بس للأسف لأ، يوم ماتعبت، عيونك كانت كلها ندم، كلها خُوف، ازاي عايز نبقى سوا تاني ووالدتك مش موجودة معاك تطمنك!

أبعد عينيهِ عن رؤياها، قال بنِبرة مُنكَسرة:
- شايفة أن ده الحل الوحيد لعلاقتنا؟
اكمل وهُو يرفع عينيهِ نحوها؛
- البُعد؟
ضمت شفتيها في ضعفٍ:
- عمر علاقتنا ماكان ليها تاريخ بقاء يا مؤيد، طول الوقت كان البعُد هو الليِّ مكتوب.
لم تقوَ على الوقوف أمامهُ وسارعت تعود للخلف محل شقتها، أما هُو فتابعها بعينينْ تائهتينْ، وحين دخل للسيارة أغرورقت عينيهِ بألم. ألم يعتصر قلبهُ بشدة.
_____

عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن