الحلقة الثانية عشر.

5.5K 229 32
                                    

_ الحلقة الثانية عشَر مِن روُاية عطِر الرَوُح.
___
" بين نظرة وآخُرى .. فقدتُ، فقدت نفسي وروحي وكِياني، حين ظننت بأن الحياة تُعطينيّ فُرصة آخُرى ولكِنني وجدتها سرابا بلا فائدة".

فُور أن تلاقت عيناى جاسِر ب نُوارَّة، شعرت بالقلق، عينيهِ تبدُو منهكة، متعبة، وغاضبَة، هل غضب حينْ خرجا دُون أن يراهُم  .. إلا أنهُ أقترب منها ينظُر إليها باشمئزاز جعلها تعقد حاجِبيها في توجُس.
_ أخيرًا شرفتُو !
صوتهُ الصارخَ، جعل جسدها يرتَعش، قالت في استفهام:
_ في حاجة حصلت؟!
قالتها في قلق، أما هُو فقد أكتفى يضحك باستهزاء، أمام نظرات الجميع المُتعجِبة، صمت فجأةٍ يقول في حدة:
_ إيه علاقتك ب عزيز، وليهِ أخدتي الملف مِن الخزنة؟!

شعرت بالخُوف من لهجتهُ، عن أي ملف يتحدث؟ ابتسم ابتسامة جانِبية وهُو يحُوم حولها في غضب كبير، زياد الذي يقف بِجُوار نوارة شعر بالغضب لما يفعلهُ عمهُ مع نوارة المسكٍينة، ليقول :
_ ممكن تفهمنا بدل التوتر الليّ إحنا فيهِ ده!
أوُمئ جاسِر ليقف أمامهُما يضع كفهُ بجِيب بنطالهُ وهُو ينظُر إلى نوارة:
_ في ملف مُهم أتسرق من الخزنة، واللي سرقتهُ نوارة!
رفعت عينيها لهُ في صدمة .. هل هو يتهمها بالباطِل الآن؟ قبضت على كفها تحاوُل أن تكتم ما بصدرها، كيف لهُ أن يشك بها، هي لاتعلم من هُو عزيز ولا حتى تفهم أمُور عملهُ.
قال زياد وهُو ينظُر ل عمهُ بحدة:
_ وأنتَ ليهِ واثق أنها الليّ سرقتهُ؟ نوارة طلعت تشوفك موجود ولا لأ ونزلت علطُول مخدتش أكتر من رُبع ساعة!
ابتسم جاسر ابتسامة أوقعت قلب نوارة:
_ وقت كافي جدا، لأن الرقم السريّ للخزنة هي أكيد عارفاه.

صرخ بهِ زياد :
_ فين دليل شكوك؟!
أمسك جاسِر بتلابيب ملابِس زياد يشدِّهُ نحوه:
_ نهلة شافتها وهي بتخُرج من المكتب ومعها الملف .. وأديتهُ ل عزيز.
_ ليه واثق في نهلة .. مش ممكن كدابة؟!
صرحَ جاسر وهُو ينظُر لِ نُوارة:
_ أكيد أوُل واحدة هشُك فيها بس قبل ما كُنا نفتح الخزانة قالتلي إن الست نوارة جت ودخلت المكتب وحكتلي انها وقفت تتكلم مع عزيز.. غريبة أوُي تطلعي بالخُبِث ده؟!

أنهى كلماته بنظرة قاسية تلتهم وجهها، أمتلأت مقلتيها بالدِمُوع، عضت على شفتيها بألم حتى كادت أن تُدميها، نظرت كارما إلى نُوارة بِشفقة .. أما زياد فلم يصُمت، بل قال وهّو ينظُر إلى عمه:
_ هو أنتَ فاكر أنهُ سهل أنك تلبسها مشكلة علشان تاخد الورث كله ليكَ وتسيبها!

دَّوى صوت صفعة من كف جاسر، علّات الشهقات بالحُجرة، لم تصُمت نوارة بل هرولت إلى زياد تمسك بيديهِ .. وهي تنظُر إلى جاسر هاتفة بحدة:
_ أنا معرفش ليهِ بتقول عني كده . ليه عايز تطلعني حرامية!!
علا صوتهُ بالحجرة صارخا بها:
_ لأنكِ جيتِ من بيئة تخليني أثق مليون في المية إنك ممكن تسرقي!
ثُم أبتعد عنها وبحركة عنيفة أسقط مزهرية بجُوارة تهشمت إلى مئات القطع، أغلق الباب خلفه بعنف هزّ جدران البيت أثرها...

عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن