[ الحلقة الثانْيّةَ]_ عِطَر الرِوُح.
_____
{ كالعلقم المُّر، مرّ عُمري بين متى سأكُون، ومتى كُنت ما رجيتهُ يومًا، ولم أرحم قلبي من السؤال يومًا، من أنا}.
وكصباح جديد وصفحة جديدة في حياة " نوّارة" كانت مُستيقظة بعد صلاة الفجر، تتأمل المنزل وأثاثهُ وصورهُ الكثيرة والتيّ كانت تضُم صور أخُتها " زينّة وزوجها الراحل" وصور عديدة لـأطفالِهـا.
نزل "زياد" الابن البِكر إلى المطبخ ليشرب ماء ولكنهُ تفاجأ بوُجود امرأة غريبة بالمطبخ، ليهتف بصوتٍ عالي النبرة قليلاً وعينيهِ تتجُول في كل مكان:
- صوفي؟
وكانت هذهِ الخادمة والتي رحلت أمِس، لتقُول نوارة وهي تَمُط شفتيها :
- مفيش السلام عليكم ولا أزيك ياخالتي حتى!
لُو بدّور على الخدامة فهـى مشيت.
اتسعت مُقلتيهِ لتجاورهُ أختهُ كارما والتي كانت تتأمل نُوَّارة في تقزز وإشمئزاز من مظهرها - البيئة قليلاً بالنِسبة لهم- فكـانت ترتدي عباءة سمراء وترتدي حجاب ملفوف كأمِس .. وبيديها كُوب بهِ مشروب تتناولهُ مع صوتَ يجعل البطُون تستغيث!
لتقُول كارما بتساءُل لـأخيها:
- مين دِي يا زياد؟
تنهـد بحيرة:
- بتقُول خالتنا .
ثُم أردف:
- أنا هطلع أصحيّ مؤيد بسرعة علشان باينْ أن يومنا مش هيعدِي على خير.
وأنهى حديثهُ يصعد السُلم بخطواتٍ طويلة كمِثلهُ، كان زياد الابن البكر والذي يبِلُغ التاسعة عشر، طويل ورفيع الجسد ذو شعر بنُي فاتح وعينيهِ خضراء، أما كارما والتي تليَهِ تبلغ من العُمر السابعة عشر وكانت تتميز بعينيها العسليتين الفاتحة كـ مثيل عمها جاسر، وشعرها الأسُود المختلط بخُصيلات شقراءَ.
أقتربت من نُوَّارة تناظِرها في تعجِب، لتقُول وهي تضيق عينيها على نُوَّارة:
- إنتِ بقىٰ خالتُو؟!
لتَمصمص نُوَّارة شفتيها وهي تنظُر إلى كارما:
- أيون ياحبيبتي! ليه بتسألي، هُو أنا مِش باينْ عليَّا ولا إيه، إنّي أخَت أمك، مِش كفاية لينا نفس العين يابنت زينة!
لتعقد كارما حاجِبيها من طريقة حديث نُوَّارة والتي أرادت أن تغلق فمهَا بِغراءَ، لتقُول كارما بإشمئزاز:
- أنتِ مُستحيل تبقي خالتو، طريقتك في الكلام بيئة أوُيّ.
نظرت نُوَّارة إلى كَارما، بجمُود بتعابير خالية الوُفاض، ولكن كانت نُوَّارة تفكر قليلاً بردٍ يبرد نار قلبها، هي تعترف بأنها ليست تشبهُم ولن تكون، فهي من طبقة دانية، كانت تتشاجر مع الجميع ليس لديها أحد .. أما أولاد أختها يعيشون معًا لديهم عـم يهتم لأمِرهم، وحديثهم كغير حديثها .. كانت منذ أن رأت منزلهم وهي تعلم بأنها أقل من كُل ذلكِ .. وأقل من أن تَّرُد عليها وإن كان لديها حقًا في الرد ..
أنت تقرأ
عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}
Romanceكيف لفتاة كانت تعيش حياتها بأكملها في حواري شعبية، أن تعيش مع طبقة المخملية! وُضعت بموقف يجعلها تغادر لتعيشّ مع خمسة أطفال، لتكُون لهم أمًا بدلًا من والدتهم المُتوفاة، فهّل ستستطيع التأقلم في ظِل العقبات .. أم ستأتي الرياح بما تشتهي السُفن. عــطــر...