الحلقة العاشرة.

5.7K 230 3
                                    

[ الحلقة العاشرة]_ رِوُاية عطِر الرُوح.
____
” ماذا كانت الهزيمة لك؟ أن اطلب شيئاً ولايتحقق، أن ابدأ ولا أكمل“_محمُود دَرويش.
____

جَلس المُحامي عبَد الغفُور بوقارٍ وهُدوء، جاء بالصباح فُور أن أخبرهُ جاسر بأنهُم بأنتظارهُ، كان الجميع موجودين، جاسر ونُوارة وباقي الأطفال، بدأ بالقراءة وهُو يُعدل مِنْ وضع الوصيِّة:
_" زينة الله يرحمها، كتبت لِكُل واحد فيِكُم رِسالة، وأكرم بيهِ كمان كتب ليك يا جاسر بيهِ .. الوصية هِنا .. هتلزم جاسر بيه أنهُ يمسك الشركة ويرأسها إلا لَوُ المستثمرين مش عايِزين، وحصل تصويت .. فَ ده هيخيلك برا الحِسبة..".
أنهى كلماتهُ وهُو يغلق الورق ويضعهُ في حقيبتهُ، هتف زياد بتساءُل:
- الرَسايل فين؟
- أول ما جُواز جاسر بيه والهانم نُوَّارة يتم خمس شهُور كلكم هتاخدوا رسايلكم.

قطب جاسر حاجِبيه من تلِك الأُحجية، ليقترب من المحامي قائلاً بهدوء في نبرته:
_ بس دي حاجة غريبة أوُي يا أستاذ عبد الغفور، أزاي كل ده متخطط من أخُويا ومراتهُ!!
إبتسم عبد الغفور وأخذ يُربِّت على كتِف جاسريحدثهُ بلهجَة حانيَة:
_ كل شيء في وقتهُ، كل الليِّ أنت عايزهُ هتعرفه في الوقت المُناسِب.

رحَل عبد الغفُور ثُم تبعهُ جاسر حتى يجلب بعض المُشتريات من أقرب مركز تُجاري، وحين عاد بعد ساعة ونِصف وجد المنزلِ في حالة من الفوضى، أنتبهَ إلى مظهر ليآن التي كانت ترتدي عباية بيتية صغيرة وتلف حول رأسها شالاً وتحمل هي وحمزة سجادة مُبللة، ثُم رفع وجههُ ليجد زياد يزيل ستائر النوافذ .. ونُوَّارة كانت بالمطبخ أم كارما فكانت تنُظف الأرضيات .. ابتسم بخفة سُرعان ما قهقة على مظهرهم ..
ليقترب من نُوَّارة يهتف لها بتعَجُب:
_ من يصدّق يشوف دُول بينضفوا ويمسحوُ كمان!
ابتسمت لهُ اثناء تنظيف الصحُون، ليهتف حين وجدها مَشغولة بأمر تلك الصحون:
- لو الشغل البيت هيتعبك .. أنا هنزل واجيب خدامة.
اردفت بصوتٍ دافيء:
- متشغلش بالك، أنا مُستحيل أرضى بواحدة غريبة بينَّا في البيت .. وأنا مشتكتش، طُول عمري بعمل وانا ساكتة.
تلك اللحظة، كان ينظُر إلى وجهها المُفعم بالحيوية بابتسامة تُزين ثغرهُ، نُوَّارة بالرغم من أختلافها كانت مُميزة عن الجميع ..

أنتشلهُ صوُت الهاتف الذي أخذ يصدح بأعلى صُوت، ليجد بأنهُ مؤيد، كان يُريد مُقابلتهُ في مقهى مُطِّل على النيل، ليخبر نُوَّارة بذهابهُ ..
لم يستغرق سُوى نصف ساعة وذهب إلى مكان وجُود مؤيد، اتجهَ صوبهُ ليراه ينظُر بشرود على النيل، ليقُول جاسر حتى يجعله ينتبه:
- جايبني على مالي وشي ليهِ ياعم مؤيد؟!
لم يضحك أو يمازحهُ، بل أكتفى بأن يُشير لهُ بالجلوس أمامهُ، شعر جاسر تلك المرة بأن هُناك خطأ بهِ ..
_ چومانة مِش بترُد عليا.
ليهتف جاسر بهدوء وهُو يأخذ رشفة من فنجان قهوة مؤيد:
_ ولا أنا كمان.
تحركت عيناى مؤيد بمختلف الاتجاهات يحاول أن يفكر بما قد يفعله لاجلها، ولكِنهُ قليل الحيِّلة مهما فعل لايستطيع إغضاب والدتهُ.
_ عارف عايز أسيب كل حاجة وأرميها ورا ضهري، وما أهتمش بالنتايج ... خايف أخسر نفسي في الجُوازة دي!
لوى جاسر شفتيهِ بشفقة يقول:
_ طيب ليه مش عايز تقُول لوالدتك حقيقة مشاعرك قولها بصراحة وجراءة: ماما أنا بحب واحدة غير بنت خالتي ..ومتتخيلش النتايج.

عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن