الحلقة الثالِثَة.

6.5K 286 31
                                    


[ الحلقة الثالثة ]_ عِطَر الرُوح.

{ وكم كان اللقاء الأوُل، يختلف دائمًا في البدايات}.

_______

وعاد يسألها من جديد بصوتهُ الجهوُري:

- أنتِ مين؟

ولكنها فقط ثابتة، وجسدها شُّل عن الحركة، ملامح هذا الرجُل قنابل فتاكّة وهذا ما وصفتهُ بين عقلها، طُويل القامة وعريض المنكبينْ، ذُو بشرة حنطية وملامح شرقية جذّابة، وعينيهِ التي بهما سحرًا جعلها في حرج من الهروب من حصارهُما .. ونبضات قلبها خانتّها ودّقت بعنفٍ، جعلت أطرافها غير قادِرة على السيطرة عليهم.

أقترب بخطواتهُ ليقف قبّالتها وهُو ينظُر إليها بثباتٍ وفكيهِ يصكان ببعضهما البعضِ في إنفعال:

- هُو أنتِ طرشة ولا إيه؟ مِش بكلمكِ!

إبتلعت ريقها، وهي تبتعد عنهُ قائلة بتلعثم:

- أنَا أبقى نُوَّارة!

وهذا ما أستطاعت أن تبَّث بهِ، وتنفسها يضيق من نظرة عينيهِ، هي لا تعلم منْ يكُون، ولكن على ما يبدُو بأنهُ جاسر شقيق أكرم زوجُ أختها، فـ ملامحهما مُتقاربتينْ جدًا.

ليردف بنبرة باردة:

- افندم، نُوَّارة! إسمك غريب.. أنتِ الشغّالة الجديدة ولا إيه؟

زمتّ شفتيها بضيق وقد ألصقت حاجِبيها بغير رِضى، وكادت أن تثبتّ وجودها ولكنهُ رحل قائلاً:

- عايزك بُكرة تصحينيّ الساعة سبعة الصُبح.

ليجُّر حقيبتهُ خلفه، لتهتف لنفسها بعتابٍ ولومِ:

- مالكِ يا نُوَّارة مِش راجل يعمل فيكِ كده

ثُم تابعت وهي تذهب بإتجاه غرفتها:

- أنا بكرة هوريلهُ مين نُوَّارة الحيوان ده، أنا خدامة!

آه يا بن الـ ..

وأغلقت الباب خلفها في غضبِ، وهي تهتف لنفسها وتكاد أن تقطع خُصلات شعرها:

- البيت ده هيجنني وربِنا!

______

لم توقظهُ نُوَّارة ولم تخرج من غرفتها قط في صباح اليوم التالي، تعمَّدت أن تستيقظ عند الساعة الواحدة ظهرًا قريب موعد مجيء محامي العائلة عبدالغفور.

وأثناء ترتيبها لهندامها، كان جاسر يجلس مع أولاد أخيهِ وهُو يتحدث بعصبية:

- هي فين الخدامة لغاية دلوقتي؟ إمبارح قولتلها تصحيني الساعة ٧ ومجتشِ، أعتقد يا مؤيد إنك جبت خدامة مبتعرفش في شُغلها!

نظر مُؤيد لـ زياد وكارما بإستفهام عما يتفوه بهِ جاسر، ليقول مؤيد :

- مجبناش خدامة يا جاسر، لسه ما شفتش أصلاً حد.

عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن