[ الحلقة الخامِسة ]_ رِوُاية عِطَرَ الرِوُحَ.
__
" أحيانًا نحنُ نجهلِ حقيقة مَنْ حَولنا، نجهل مَن يكونوا، وحينْ نكَتشِف ما خلف القِناع، نعلم بأنْنا كُنا مِنْ البِداية نخدع أنِفُسِنا، بأن قلوبنا لم تهدِ إلا للصالحين، ولكِن أُليس علينا النظر والدقة في رؤية أرواحهم قبل وجوههم، فطُوبى لمن لم تدنَس أرواحهم وكانوا عاهدين بنقاء أنفسهم"..
_
أستيقظت نُوَّارة مُبكرًا على غير المُعتاد، وأنتهزت الفُرصة بأن لا أحد مُستيقظ، لتبدأ بتحضير الفُطُورِ، نظرت للمطبخ بإبتسامة واسعة، هيَّ تُريد أن تبنيِّ ثقة بينهم، تريد أن تكُون أمًا لهم .. تريد أن تقتُل الوحدة التي تُحيط بِها من كل حدبٍ وصوبِ..
كان حمزة قد أستيقظ وكان يشعر بالجُوع، لينزل إلى الأسفل وتشد إنتباههُ هذهِ الرائحة الجميلة، رائحة الطعام، ليهبط على السلالم وقلبهُ يحفزهُ للإسراع .. وحين وجد نُوَّارة من تقف أمام الموقد، تُعد الطعام شعر بِبَعض الحُزن يتخلل قلبهُ، فقد تذَكر والدتهُ حين كانت تستقيظ مُبكرًا قبل الجميع لتُحضر له طعامًا يكفيهِ هُو..
أقِترب من نُوَّارة بهدوء وهُو يتحدث بلطافة:
- هو أنتِ بتعملي الأكَل ده لمين؟
لتضع كفها على شعرهُ تبعثرهُ بمحبة قائلة لهُ بإبتسامة:
- علشانك يا حمزة، تعالىٰ يَّلا علشان تاكُل.إبتسم قليلاً وقد شعر بقلبهُ يحَزن، وأمتلأت عينيه رويدًا بِالدمُوع، لتنتبهِ نُوَّارة لذلك، لتشعر بالقلق، لتهبطِ إلى مُستواه قائِلة بتوتُر ممَزُوج بقلق:
- هُوَ أنا قُولت حاجة غلطِ ولا إيه؟
هز رأسهُ نافيًا، ليسترسل كلماتهُ:
- فكّرتيني بِـ ماما بَس، أصلهَّا كانت متعَّودة إنها تصحىٰ بدري تعملي الفطارِ.شعرت نُوَّارة بغضة تعلق في حلقها من حديث الصغير، لتقبَّل وجنتهُ قائِلة:
- ربنا يرحمها يا حمزة، أنت عارف إنها في مكان أحَسن من هنا، يلا كُل علشان متزعلش منك.
إبتسم لها وهو يجفف دموعهُ بمندِيل ورقي قد أعطتهُ له نُوَّارة ، ليبدأ في تناوُل الطعام، وكان مُستمتعًا عكَس ماتوقعت بل أظهر قبِّولهُ بالطعام وهُو يبتسم بإتساع يقول:
- أكلك حلو أوُي.
- هو حلو بَس علشان هُو علشانكَ.
لتتركهُ يتناول طعامهُ بهدوء وتذهب للمُوقد تعِّد بيضًا من جديد لهُ، سمعت خطواتٍ بسيطة خلفها، لتجدِ ليآن تفُرك عينيها في نُعاس وقد عقدت حاجبيها في إرهاق من أشعة الشمَسِ لتنظُر إلى حمزة بتعَجُب قائِلة:
- بتاكُل هنا ياحمزة!
ليبتسم له بإستمتاع قائلا:
- تعاليّ يَّلا يا ليآن، نُوَّارة عملت لينّا أكَل حلو أوُي.نظرت ليآن بهدُوءَ لـ نُوَّارة والتي إبتسمت بوجهها، لتقترب وتشد كُرسيًا لتجلسِ عليه، وضعت نُوَّارة لها طبقًا من البيض لتبدأ ليآن بالطعام، مَّر وقت قليل حتى سمِّعا صُوت خطوات كارما تنادِي عليهما في تعجُب بحثًا عن مكانهما..
أنت تقرأ
عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}
Romanceكيف لفتاة كانت تعيش حياتها بأكملها في حواري شعبية، أن تعيش مع طبقة المخملية! وُضعت بموقف يجعلها تغادر لتعيشّ مع خمسة أطفال، لتكُون لهم أمًا بدلًا من والدتهم المُتوفاة، فهّل ستستطيع التأقلم في ظِل العقبات .. أم ستأتي الرياح بما تشتهي السُفن. عــطــر...