- أدفعك بعيدًا كي لا تأتي إلي مجددًا لكن أنا من وضعت كبريائي جانبًا وعُدت إليك.•••
عَاد سونغتشان إلَى غُرفتِه بعْد جولتِه فِي أنحَاء المشفى
دلَف عبْر البَاب ثُم قفَل علَى نفسِه بالمِفتَاح حتَّى لاَ يتُم مُقاطعتِه بِأية طرِيقَة مُمكِنة
وقَد سرَق المِفتاح مِن الحارِس الذِي أخَذ غفْوة طوِيلة مِن دُون قصْد
تَخطّأ بخُطواتِه تِلك بَين قطَع المَلابِس المَرمِية علَى الأرضِية مِنها القطْنِية منهَا الجلْدِية، ثِياب صَيفِية وشتوِية وقَد كرِه المَلابِس الصُوفِية كُرهًا عظِيمًا والتِي قَد حصَل عليهَا كهدِية مِن الطَّبيب المدعُو بجونِي
نظَر بحِقد إلَى السّرِير الفارِغ الذِي تموضَع فِي زاوِية الغُرفة فقَد أتَاه نبَأ أنَّه هنَاك مَن سيبِيتَ بغُرفتِه
إنتشَل عُبوة المَاء مِن الطَّاولة التِي توسطَت مَا بَين السرِيرين ليهِم بفتحِها ويتجرَّع مَا بمُحتوَاها دُفعة واحِدة رافعًا رأسَه بإنهَاك
إنبثَقت بعْض القطرَات خارِج العُبوة حوْل فمِه عِندما عضْ حافَّتها بأسنَانِه بغضَبٍ مكبُوت
حِينمَا إنتهَى مِن شربِه رماهَا علَى الأريكَة السَّوداء القاتِمة لتَنسكِب بقايَا القطرَات للخَارِج وتَنطبِع علَى الأريكَة
إبتلَع الغصّة العالِقة بحلقِه .. صدرَه يعلُو ويهبِط بشكلٍ مخِيف .. تنفِّسه يتمَايل بِعشوَائِية
إرتفعَت حرَارته مُزمجِرًا فِي أعْلى مُستويَات إنزعَاجه، تسَارعَت وتِيرَة نبضَاتِه وتلوَّن وجهَه بكُل درجَات اللَون الأحمَر
توجَّه إلَى سرِيرَه يدفِن جسدَه داخِل الأغطِية الثقِيلة، يتأمَّل المِصبَاح الكَهربائِي المُتزعزِع عَن السطُوع لكَونِه علَى وشْك الإنطفَاء
سمِع سونغتشان صَوت قُفل البَاب يُفتَح وعِندمَا وطَأت قدَم المجهُول أرضِية الغُرفة حِينهَا رفَع سونغتشان جسدِه العلوِي مِن السَّرِير وقَد شخَّص بصرَه إلَى حيثُ موقِع مجهُول الهوِيةَ ذَاك
إستقبَل مُقلتَيه شَاب طوِيل ونحِيل بمَلامِح هادِئة وطفُولِية، خُصلات شعرِه الكُستنَائِية الكثِيفة تتأرجَح نحُو اليمِين والشِّمال، عينَاه المُتَّسِعتان أُصطبِغتَا بلَون البُندق الفاتِح، حاجِبان مُتوسِّطا السُّمك، شِفاهَه وردِية ومُنتفِخة، بشرَة حُليبِية ويبدُو فِي أوَائِل العِشرينيَّات
أنت تقرأ
حقِيقَة الوَاقِع .
Fanfictionسونغتشان يتهيَّأ لإمْتلاَك شَيء لَن يملِكه أبدًا بينمَا شرِيك غُرفتِه لجَأ إلَى الخيَال لأنَّه خائِف مِن إلتِقَاء الأشْياء التِي لاَ تتَّحِد معًا .. كشيئَين متضَادَّين يرفُضان الإمتزَاج فِي الحيَاة الواقِعية . - - • تَم كتابة الرواية بشَهر أكتوبر/٢...