|𝟏𝟑|

164 19 10
                                    









•••


غادَر دويونغ المنزِل في حُدود السَّاعة السابِعةَ صباحًا

مِن المنزِل الذِي أصبح شعُور السَّكن فيه خاليًا من العواطِف المؤثِّرة ومِن لحظَات الذِّكريات السَّعِيدة إلَى المشفَى

المشفى الذِي يدخُل منْه مُتفائِلاً ثُم يخرُج مُتشائمًا، يدخُل وروحِه مفعَّمة بالعفوِية والحيوِية والأمَل ثُم يَخرج منْه يائِسًا بعْد أن فشِل فِي إسْتعادَة الحيَاة إلَى الأرْواح اليافِعة لأولئِك الشَّباب

كَان كُل شَيء يسِير علَى ما يُرام مَع المرضى لكِن بشكلٍ غامِض ومُبهم هُم قَد إنحرفُوا عَن مُنحدَر الشِّفاء

لا يذكُر دويونغ المُدَّة التِي أمضَاها وهُو يتَّخِذ سلَّم الدَّرج الرُّخامي مجلِسًا لَه بعْد أن إنتَهى مِن التِّجوال لفَحص المَرضى كعَادتِه الصَّباحِية

كَان غائِب البَال مَع السُّكون البدِيع الذِي أحاطَه لبُرهة مِن الزَّمن ومع مبَاني سيول البيضَاء الهَادئة فِي مَوجة برْد الشِّتاء خلْف إطَار النَّافذِة

كَان يعْتصِر يدِه بقُوة لدرَجة إحتِقان الدَّم فِيها، لَيس لدَيه خِبرة بمَا فِيه الكفايَة للتَّعبِير عَن المشَاعِر وإخرَاج الآلام، لاَ يعرِف المجَال إلَى حدٍّ كَافٍ ومقبُول للتَّنفيس عَن غضبِه

تطْهِير العَواطِف الحالِمة، تطْهير هذِه التَّوقعَات الدَّفِينة، تطْهِير الرَّغبات العالِية والأحلاَم الجامِحة .. هذَا مَا يرِيد فِعله

تنهَّد حَد إمتِلاء رئتَيه بالهَواء شاخِصًا بنظرِه علَى رفِيق القلْب يوتا الذِي يتنفَّس بوتِيرة بطِيئَة صاعِدًا الدَّرجات ببُطء نسبيًا

إعتمَد يابانِي الجنسِية بحَائِط الدَّرج مُتكئًا لَه حيثُ رمى بثُقل ظهرِه علَيه قائلاً بصَوت فاتِر وقَد أسهَب بنظرِه نحُو اليمِين علَى شبِيه الأرانِب الذِي يبْتعِد فِي الجلُوس عنْه بدرجتَين

"تعلَم أن غيَاب سونغتشان ترَك تأثِيرًا كبِيرًا علَى جونغوو بشكلٍ سلبي وهَذا مَا لا نُريده أن يعتَاد المرِيض علَى مريضٍ آخَر لدرَجة التعلَّق وكأنَّ ذلِك الشَّخص مَلاكِه .. مُنقِذه وملاذِه الأخِير بِالحيَاة .. ملْجإه ومأوَاه"

إنفرجَت شِفتَاه بملاَمح رتِيبة "أعتقِد أنَّه لاَ بَأس بذلِك حقًا أنَا أرَى أن علاقتهِما كصَداقتِنا فأنَا أعتمِد علَيك وأستعِير كتفَك فِي كثِير مِن الأحيَان عنْدمَا تُرهقنِي الحيَاة فألجأ إلَيك وأستمِد منْك القُوة"

حقِيقَة الوَاقِع .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن