|𝟏𝟖|

149 14 52
                                    











•••



صبِيحَة اليَوم الثَّامِن مِن الشَّهر الأخِير

بمِعطَف رمَادِي مُزرَق فَضفاض، وِشَاح مِن صُوف الكشمِير ذُو تَركِيب دقِيق وسمِيك لكِن خفِيف الوزْن توسّد عُنقِه وإرتفَع حتَّى حجَب شِفتَيه الجافّتين، قُبعة كَاب إرتدَاها بشكلٍ معكُوس فالطَوق الأمَامِي مَائِل للجَانِب الخلْفِي مِن رَأسِه، بِنطَال أسْوَد مِن قُماش التوِيد بنمَط ذُو ترَابِيع مُتعرِّجة وحِذَاء رِياضِي

يمْشِي طوِيل القامَة بوتِيرة مُنتظِمة علَى تلْك الأرْضِية الحجرِية الملسَاء

وكَان يضَع كفَّيه فِي جيُوب بنطَاله الخلفِية كعَادتِه

فِي حدِيقَة المشفى الوَاسِعة التِي إمتلَئت بِالإخضرَار والزهُور مَع النوَافِير الحجرِية

نفَث الهوَاء مِن فمِه لِيرَى تلْك السّحابَة الثَّلجِية التِي تطُوف أمَام ناظرَيه

جَالت مُقلتَاه لِما حولَه فيجِد الكثِير مِن المرضَى بمُختلَف الأعْمار والأشكَال منهُم المُراهقِين والذِين كانُوا فِي رِيعان شبابِهم

وآخرُون قَد غزَا الشِّيب رُؤوسِهم مَع تَجاعِيد الزَّمن التِي طُبِعت علَى مَلامِحهم وتَفاصِيل أجْسادهِم

هُناك الكثِير مِن الفعَالِيات كمُمارسَة اليُوغا والأنشِطة البدنِية، قِراءَة الكُتب، مُحاضرَات لِحُب النَّفس وتعزِيز الثِّقة ودرُوس تعلُّم الطَّبخ

ويتُم جلسَات عِلاج المرضَى أيضًا فِي الحدِيقَة لِأن الجلُوس حَول الأشجَار أو النَّباتات يعزِّز مِن تفكِير العقُول وهُو مِن العِلاجَات النَّفسِية

يُوجد مسرَح خشبِي صغِير فِي مُنتصَف الحدِيقَة وتمَوضعت المَقَاعِد والطّاوِلات المُستدِيرة أمَامه، سونغتشان يعلَم لِما قَد وضعُوا المسرَح فاليَوم يَوم مُميَّز

إتَّخذ موقِع بعِيد عَن البقِية حيثُ إضطجَع أسْفَل شجَرة الصفصَاف فَوق السَّاحةِ الخَضراء

رحَّب شخصًا مَا حضُور المرضَى علَى المنصَّة ثُم بدَأ بمُقدمة إسْتِهلالِية ليَصعدُوا فرِيق الغنَاء فَوق السَّطْح

"أُرِيد أن أستقِر إلَى جانبِك،
سأكُون دائمًا بجَانبك سأكُون معَك
كُل يَوم إلَى أبَد الأبدَين

أتمنَّى أن يكُون كُل يَوم هُو يومَك
كُل صبَاح أفتَح عيناي مِن أجلِك
آمُل أن تحصُل علَى يَوم سعِيد اليَوم
تَهانِينا لَك عَلى كُل أيّامَك"

حقِيقَة الوَاقِع .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن