|𝟖|

261 33 119
                                    




-
لما أشعُر وكأنني أنتمي إليك؟ هل لأنني أشعر بالوحدة من حولي لأنّك في مكانٍ آخر؟ لمَا إندفعنا وإرتطمنا تجاه بعضنا؟ هل لأننا نبحث عن الإهتمام بأنانيتنا وهكذا نحن ندَّعي الحب؟ هل لأننا نبحث عن تلك القطعة المفقودة بداخلنا؟ أن نبحث عن من يملأ ثغورنا وثقوبنا؟ أن نبحث عن من يعيد بناء فجوات كياننا التِي هدَّمتها الحيَاة؟ نقُول أننا غير مثاليين وبنقصنا وفراغاتنا نحن ننتمي إلى بعضنا البعْض ماذا سيحدث عندما نصل إلَى نقطة الإكتفاء؟ عندما تنسكب مشاعرنا الفائضة مِن وعاء قلوبنا هل ستتركني حينها؟ ماذا إن وعيت على نفسك أنني لم أكن كل ما تريده وتحتاجه؟ وما كان مشاعرك تجاهي سوى نتائج لوحدتك حينها هل ستهتم وتتمسك بي كما تفعل الآن؟ حتى إن ماتت مشاعِرك هل ستبقى مِن أجل نبضَات قلبي الحية التي تنبض بإسمك؟
-



•••



فِي يومٍ جدِيد، بعْد بزُوغ الفَجر

تُواصِل عجَلات السّيارَة الدّورَان مُرجعًا ظهرِه لِلخلْف ومُمسِكًا بكلتَا يدَاه عجلَة القِيادَة، يركِّز بِناظرَيه علَى الطَّرِيق أمامَه وسَط الخَط السَّرِيع

وصِل إلَى وُجهتِه نَاحِية مِرآب المشفَى، إنعطَف يسارًا ثُم دَاس علَى المَكابِح مُوقِفًا سيَّارتَه علَى خطُوط الأرضِية المطْلِية بِالأبْيَض

خرَج وشَق طرِيقَه بَين الحشُود نَحو المشفَى، إتَّجه بخُطواتِه المُتوازِنة إلَى كافتيريا المُوظّفِين والشَّمس قَد غمرَت أركَان المكَان بشُعاعِها

ملَأ كَوب قَهوتِه مِن آلَة صُنع القَهوة ثُم تقدَّم فِي خُطاه لِطاوَلة مُستدِيرة الشَّكل قُرب الحَائِط الزُّجاجِي المُطِل علَى حدِيقَة المشفَى الخلفِية، إحتوَت الطّاولة علَى أربَعة مقَاعِد ورفِيقه يوتا قَد سابقَه فِي المَجِيء

جلَس مُقابِله مُمسكًا بكَوب القَهوة فِي يدِه الذِي إنتقَل حرَارتِه لِأصابعِه النَّحِيلة ثُم نطَق "إذًا؟ مَا الجدِيد؟"

أفرَج يُوتا عَن تنهِيدَة مُثقِلة مُردِفًا "نقلُوا سونغتشان لحُجرة مُفردة بِسبَب تدهوُر حَالتِه، الأدْوِية التِي كَان يتَناولُها أدَّت إلَى مُضاعفَات وأعْرَاض جانبِية زادَت مِن هلاَوسه وإضْطِرابَاته والمُشكِلة أن هذِه الأعْراض بدَأت تتطَور لِلأسوَء علَى مَدار الأيَّام لدرجَة ظهُور نوبَات ذهانِية شدِيدَة ومُفاجِئة لَه يُفقِد السَّيطرَة علَى نفسِه ويُهاجِم كُل مَن يرَاه أمَامه علَى الرَّغمِ مِن ضُعف جسدَه، وأنَا حقًا بحثْت عَن الأدوِية المُلائِمة لَه! حتَّى أنَّنِي أتأكَّد مِن صحَّتِها قبْل أن يشربَها أُشخِّص وأقُوم بِالإجراءَات اللازِمة تجَاه مَا يأخُذه مِن الأدْوِية لكِن لاَ فائِدة لذَا مِن الآن وصاعِدًا! لَن يأخُذ سونغتشان الأدْوِية مَا دامَت أنهَا تضُر بصحَّته وأمرْت المُمرضِين بِأن يكفُّوا عَن إعطَاءِه تلْك الأدْوِية"

حقِيقَة الوَاقِع .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن