28-عرض

879 44 7
                                    

   
ثم رمت بنفسها الى الخلف تاركة عيونه متوسعة ..........تاركة له الحياة بما فيها

لبرهة توقف عقله عن التفكير .......لم يلبث الى ان اندفع ورائها و قفز من الجرف العالي .....

صقطت في الماء مغلقة عيونها تحاول ان تسمع صوت المياه..... صوت السكون...... صوت الفراغ......... صوت النهاية.......... تريد ان تستمتع بأخر دقائق لها في الحياة ..... حياة اعطتها ما لم تكن تريد و اخدت منها ما تعشق........ حياة حطمت قلبها إلى الف قطعة ...الى ان سمعت صوت شيء ثقيل يسقط خلفها......... لا مستحيل .......هل هو مجنون ......فتحت عيناها و سبحت لتخرج رأسها من الماء و تلتقط انفاسها ....رأته يصارع الامواج الشرسة ......و ينادي اسمها .....تعرف جيدا انه الان مرعوب .....لدي فوبيا من السباحة..... و فوبيا من المحيط ...... لا يمكن باريش يجابه المافيات او اي شيء...... لكن أمواج البحر........ أمواج البحر الذي لطالما ارعبته....... هزت ثقته بنفسه....... أنزلت سلطانه....... الان هو يواجه اكثر شيء يرعبه في هذه الحياة فقط... من أجلها......... لم يفقد رابطة جأشه بعد .....ضلت على حالها تفكر .....هل يجب عليها انقاذه و السباحة معا للبر ......ام تتركه يغرقان معا  .....هي اخدت بطولات في السباحة و لن تموت غارقة  .....مالم تأتي سمكة قرش و تصنع منها وجبة ........مع الافكار تتخبط على عقلها ......و مابين شكله الان و هو يصرخ عاليا بأسمها ......و بين ما تعرضت له بعد  هجرانه ......و بين قلبها الذي يستميت من أجله  ........
تمتمت بهدوء -ما دمنا لن نعيش معا اذا لننتهي معااا

ثم تركت نفسها لتحملها الى عمق المحيط 
.........لقد احبته بدون شروط لكنه انتظرها حتى وثقت به و تخلا عنها بأسوء الطرق...... و الآن ستتخلى عنه و عن نفسها

دخل ناصر للبيت الهدوء يعم المكان لقد كان يوما حافلا........ دهب ليطمئن على صغيرته لكنه صدم ان وجد الغرفة فارغة
..... اخد هاتفه يتصل بها لكنه مغلق....... لايمكن أن تكون رفقة ايما و باريش..... و ليس لها أصدقاء اللعنة..... أين هي عبير و ماذا حصل لها ..... كل الأفكار السوداوية بدأت تزحف إلى عقله ......... اخد الهاتف و اتصل بالشرطة بدون مقدمات لأن عبير لن تنام خارج المنزل الا اذا حدتث مصيبة هو يعرف ابنته جيدا جدا......

تقدم ليث منها - لقد شك في الأمر........

-فقط تمنى ان لا يحصل له شيء سيء لاني سأقتلك ليث........

داعب رقبتها بدفئ - لا تخافي لن يحصل له شيء...... أريده فقط أن يحبني و يقبلني زوجا لك...... اتعلمين شيئا عبير اذا أنجبت فتاة جميلة جدا مثلك و لطيفة و ذكية اكيد سأفعل لها اكثر من ناصر لن اجعلها تختلط بالذكور حتى..... لهذا انا اتفهمه.....

رمقته بنظرة تحدي - و ماذا ان جاء مخبول ما و تزوجها قسرا من دون علمك......

-تعنين انه تحداني....... لن امهله الوقت للتكفير عن خطئه بل ستستقر رصاصة بين عيناه......

بئر الشيطان (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن