البارت الثامن عشر : " هل سيسأل عنها ؟ "

15 2 2
                                    

- ارايت لقد حصلت على المركز الأول على مستوى المدرسة !
- اممم نعم نعم جيد .. اهذا سبب اتصالك فقط؟
- اا نعم .. كنت متلهفة لمعرفة ردت فعلك بخصوص هذا الأمر
- أوه .. رائع إن لم تجدي سبب مقنع أكثر من هذا فلا تتصلي مره أخرى ...
...... -
- وشيء آخر .. أنا شخص مشغول لست متفرغ لمثل هذه الإتصالات رجاءً تفهمي ذلك..
- ولكن اتصالي سيكون قد استنزف من وقتك دقيقتان لا أكثر
- والآن سيكمل اتصالك الثلاث دقائق

بعد تلك المحادثة البسيطة والقصيرة اكتشفت كون ذلك الشخص لا يهتم لي بذلك القدر الذي تخيلته ، جزء منه ... وهو لا يهتم لذلك ، مجرد شخص كاذب ~ سأفعل~سيحصل~سأفي~؟ ، هو شخص يصنع الأكاذيب كقوله بأنه مشغول ، أنه عاطل عن العمل منذ أن ودعته أمام باب القطار في تلك الليلة ، شخص أعرفه منذ نعومة أظافري ولم أعهده يفعل ذلك بكثرة منذ زمن ‏هو فقط بدأ بذلك منذ أن قررت الذهاب للعاصمة ‏بحكمة توصية من مدرستي ، الأمر لا يقتصر علي فقط بل وقع السقف على العائلة كاملة بدون استثناء....

‏لا أستطيع قول أي شيء له بخصوص هذا الأمر ، ‏ولا حتى أستطيع عتابه على ما يفعل ، أنه رب الأسرة في النهاية وله فضل كبير علي...

‏لم أعد اتصل به منذ تلك المكالمة والتي حدثت منذ سنتين ، بداية دراستي في الجامعة تقريباً .. أنا حقاً أحاول جعل العلاقة الأبوية مستمرة ولكنه يقوم بقطع أي شيء يوصلني إليه...

‏ولم أخبركم أيضاً بأنه يتحيز لأخواتي الباقيات ، هن نفس المعاملة ولكن بهتمام بسيط مثلاً ليس كالمحادثة الفظيعة السابقة بل أقل فظاعةً لا أعتبرها بذلك القدر من التفرقة ولكن .. ‏تعلمون بأنني من الأسرة وهذا يجعلني غيورة ‏كالأطفال ، أنه فقط يكره ‏كون أنني تركتهم لفترة من أجل مستقبلي السيئ والذي حاولت بناءه لسنوات وها قد تحطم مع هذه اللعنة ، أختي الكبرى تعيش مع زوجها بسلام بدون أي مشاكل كون أنها لم تبتعد مثلي بذلك القدر ... بنفس المدينة وهذا ينطبق أيضاً على أختي الصغرى والتي ‏تصغرني بثلاث سنين وهي على أبواب الدراسة الجامعية وهي لن تفعل طبعاً كما فعلت لكي لا تعامل مثل معاملة أبي لي...

(اتمنى ألا يحضر أبي لأي سبب كان... ولا أعتقد بأن هذه الأمنية ستتحقق.. ما يهمني حقاً هو حال والدتي بعد سماعها لهذا الخبر المفجع..)

- أمبر .. أمبر استيقظي !
- هممم.....
- هنالك من ينظرك في غرفة الزيارات
امعنت النظر بمن كان يحرك كتفي بخفه ليحاول ‏ ‏ايقاظي...
- فكتور~؟
لم تكن رؤيتي واضحة بذلك القدر...
- اا نعم أنا .. والآن استيقظي ‏هنالك من يريد رؤيتك في غرفة الانتظار..
" ‏لم أكن بحالة نفسية جيدة ، بحكم أنني لم أفق إلا قبل لحظات...ولكن عندما رأيت تعابير وجه فكتور العابسة واللطيفة أثر نومه الطويل المتواصل .. ابتسمت "~
- ‏ما الذي ‏تتبسمين من أجله ‏؟
- اا لا لا شيء..
- ‏بسرعة أنهضي ‏لقد أفسدوا ‏علي نومي من أجل إيقاظك ‏
" واستدار ليعود إلى سريره وهو عابس الوجه اتسعت ابتسامتي عندما رأيته ينبطح سريعاً قبل أن يختفي النعاس من عينيه ، أهو حقاً عارض أزياء؟ "

‏فتح الباب لي .. وهذه ثاني مره يفتح الباب لي لأخرج وأتمنى أن تأتي الثالثة بخير .. ولا ننسى تلك الأصفاد أيضاً ..

‏دخلت الغرفة ، ‏ووجدت ذلك الحائط والذي كان به نوافذ زجاجية مصاحبة لكل نافذة كرسيين من الجانبين ... ولم يكن بها أحد التفت إلى أحد الشرطيين...
- ‏اجلسي هنا ‏سيدخلان بعد قليل .. فقط بعض الإجراءات وهاهم أمامك
‏لم أعقب بشيء .. جلست على الكرسي بصمت .. اقترب أحد الشرطيين فجأة وفك وثاقي من تلك الأصفاد .. ‏مرة بعض الدقائق وأنا أنظر إلى باب الجهة الأخرى بصمت .. ماذا ستكون ردت فعل من سيدخل عندما يرى يدي المغلفة بجبيرة قاسية؟ .. اسيحتضنني؟ .. ويسأل عن سببها؟ .. هل سيسأل عن ماذا قاسية؟ ...

‏لا لم تكن هذه الأسئلة التي قالها أبي لي أبداً .. ولا حتى قريبة لها ولا بإنش ، حتى والدتي أبدت بعض التعاطف والحزن ثم انهالت علي بالتأنيب والسؤال عن ما فعلته ولماذا أنت هكذا وبماذا فكرت عندما فعلت ذلك وبما سأفعله لاحقاً ولماذا...

‏ولماذا وماذا ومتى وأين و..و.. واللعنة كل شيء سألوا عنه وكأنهم ‏سمعوا به لأول مرة لقد أطلعوا بالفعل على سجل القضية وها هم يسألونني عن أسئلة لا أريد الإجابة عنها...
أنا أعلم علماً تاماً بأن والدتي تسألني عن هذه الأسئلة وهي منهارة ، هي حقاً لا تصدق أنني فعلت ذلك..
- نعم أو نعم ‏ابنتي ذهبت لإكمال ‏دراستها في العاصمة وهي الآن متفوقة في جميع موادها
‏" كانت هذه أحد الجمل التي سمعتها من أحد أقرباء والدتي وهو يقول لي بأنه أمي فخورة حد النخاع بكون أنني ذاهبة للتعلم ، وكلما ‏تذكرت تلك الجملة أشعر بشيء سوداوي في داخلي وأنظر إلى وجه والدتي المتجهم المحمر وهي تعاتبني بكل ما أوتيت به من قوة ، رأفت بحال والدتي بعد ذلك العتاب الطويل تمالكت نفسها ولم تبك ، بل صدت بوجهها عني ولم تلتفت إلي بعد ذلك...

‏كان صامتاً طوال فترة بداية عتاب أمي وحتى نهايته ، وهاهو سيبدأ ... ضرب الطاولة بقوة ونهض
- ‏ما اللعنة ‏التي فعلتها لتأتي إلى هنا... ؟
‏أشحت بنظري عنه ‏فأنا حقاً لا أريد رؤية وجهه المتجهم ... الغير قابل للتفاؤل...


يتبع .. =)

مِطْرَقَةْ اَلْقَدَرْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن