البارت الواحد والعشرون : " وتقرر الحكم .."

11 2 0
                                    

- لورين أمبر ألديك رد لما قاله المحامي لورينس جيف؟
- بالطبع لدي ! ، في ما يخص ذلك فأنا أولاً لا أهتم لهوية المتصل إن كان ذلك غير ضروري لإكمال الصفقة ، ثانياً أنا لست أقوم بصفقات ضخمة كال ٢٠ ألف دولار ! إنها لا تتعدى الألفي دولار  بالعادة وأنا لن أخسر الكثير في كل الأحوال فقط بعض الوقت وبعض رصيد الانترنت وهذا كل شيء إضافةً إلى أن فكتور أخبرني بأسمه الأولي في تلك المكالمة التي حدثت بعد طلبي منه ذلك ولن استنتج بالطبع بأنه روتشيلد فكتور عارض الأزياء وأيضا يتصل بي لفضح صديقه !

" لم أتمالك نفسي حقاً ، فقط ينتظر أي فرصة لتبرأت جان اللعين ! ، حتى أنني لم أنادي أسمائهم بشكل رسمي تباً "

التفت إلى فكتور ورأيته ينظر إلي وابتسامة صغيرة تعلوا محياه ، يبدوا متفاجئاً من كوني هربت بهذه السرعة ، أما جان فقد كان يلقي بنظره علي وعيناه تحترق وكأنه يريد إحراق المكان معه...

أردف القاضي وهو ينظر لأوراقه مضيقاً لعينيه :
- سأحكم بالحكم ...

" واستغرق القاضي حوالي النصف ساعة وهو ينظر لأوراقه بهدوء ... وجميعنا تعذبنا نفسياً خلال مرور هذه ٣٠ دقيقة في انتظار إصدار الحكم ! ، حتى أن فكتور قد استحم من جديد أثر تزايد عرقة المستمر ... ولم ينفك عن النظر إلى جهةٍ معينة من تواجد الحاضرين ، ولا أخبركم عن حال جان ...
تعابيره توحي لي بالخوف؟ ...أهو يريد البكاء؟ ...أم الصراخ؟ ...
أنه لا ينفك عن إلقاء نظره علي وعلى فكتور وعلى الحاضرين وعلى جيف وعلى كولك وعلى القاضي وعلى كل من له وجود هنا ألقى بنظره عليه وكأنه يريد حفظ هذه اللحظة بتفاصيلها الكاملة ، أما أنا؟ عن حالتي؟ ... ومالي إلا البكاء؟ .. متماسكه؟ كيف؟ ولأنني وبكل بساطه سأنتظر حتى انتهاء هذا الجحيم ... وسأنتحر " إنني لا أمزح ! "

رفع بناظريه وقال...
- حكمت المحكمة....

إنني ارتجف....

- على المجرم " برنادوت جان " بقضاء ٥ سنوات في السجن مع غرامة ٣ ملايين دولار ...

" وقد ألقيت بنظري على من تم ذكره سابقاً ... كان يجثوا باكياً وهو يشهق بكل ما أوتي من قوة ... يتمتم بكلمات لم أفهمها مطلقاً ... تعابيره توحي بالألم الشديد ..."

- حكمت المحكمة على المجرمة " لورين أمبر " بقضاء سنتين في السجن مع غرامة ٣ ملايين دولار ...
" أختفت جميع الأصوات خلف صوت نشيجي ... أشعر بألم ينبع من داخلي .. وبدموعي الدافئة .. رؤية ضبابية ... صوت بكاء جان ..."

- حكمت المحكمة على المجرم " روتشيلد فكتور " بقضاء ٣ سنوات في السجن مع غرامة ٢ مليون دولار ...

" نظرة خاطفة كانت كافية لمعرفة حالته الآن ... ينحب وهو يتكأ على ذلك السياج الخشبي وهو يعتصره في قبضته .. تعابيره توحي بالحزن والكآبه ..."

لقد تدمر مستقبلي ... تحولت إلى نكرة ... كالرماد المتواجد بعد إحتراق الحطب ...

" تم سحبي من قبل أفراد الشرطة إلى أحد السجون المنفردة بحكم أنني قد أقتل أحداً عن طريق الخطأ ... ولم أكلف نفسي عناء تحريك قدمي للسير بل كان الضباط يحملونني كخرقة بالية .. ألست أنا كذلك؟ "

ولم تكن حال فكتور وجان مثلي أبداً فأنا قد ذهبت حاملةً لألمي معي ... أما جان فقد بدأ بالصراخ على جيف وهو يحاول الاقتراب منه لخنقه كان شكله مرعباً وأفراد الشرطة يمسكون به كحيوان بري ضال ، أما فكتور فقد كان يلعنني ويلعن جان والحاضرين والقاضي والشرطة والعالم ونفسه وكل من جعله يصل إلى هنا سواءً كان شيئاً جيداً أم سيئاً...
والتفت إلي وقال بسخرية :
- اللعنة على من انجبتك لورين فالتموتِ سريعاً...
وكان يريد إكمال جملته بشكل أقسى ولكن قد تم سحبه بالفعل من قبل رجال الشرطة آنذاك..

" لقد مرت ساعتان منذ تلك المحاكمة .. و رأسي يؤلمني .. المكان بارد .. و صمت قاتل يحيط بي.. "
- فالتموتِ سريعاً~
يبدوا بأنك على حق فكتور .. لماذا انتظر الموت ليأتي إلي؟ لماذا لا أذهب إليه بقدمي؟!
كيف لي بفعل ذلك؟ .. أقصد أحتاج لطريقة سريعة لا تؤلم؟ الموت بدون تألم هممم؟

لماذا تخطر لي هذه الأفكار؟؟ ، سأعيش حياة جيدة بعد الخروج من هنا رغم تواجد هذه اللعنة صحيح؟
- لا بأس أمي ... سأكون بخير عندما أعود لكِ المرة القادمة ..
ألا تبدوا هذه الكلمات مألوفة لي؟ وكأنني قلتها لشخص عزيز علي وكذبت في ذلك؟ .. أنا مجرد كاذبة كأبي .. إنني النسخة الأسوء منه فقط...

- أمبر؟ أمبر؟ أيتها الصغيرة أأنتي مستيقظة؟
رفعت برأسي عن ذلك السرير الصلب لرؤية من كان يناديني بصوت خافت .. وأردفت بصوت مبحوح :
- أنه أنت؟ ... ما الذي أتى بك إلى هنا؟
- أردت الاطمئنان على حالك ... لم تأكلِ شيءً منذ ٥ ساعات صحيح؟
- لماذا تتهامس لي من خارج الزنزانة فالتدخل رجاءً...
- لا أستطيع الآن ، يمنع الدخول على من تم محاكمتهم حديثاُ .. والآن قد أجبت على سؤالك والآن أجيبِ ... هل أنت جائعة اتحتاجين لشيء ما؟
- لا .. لا أحتاج إلا مشرط اتحتفظ بواحد؟
- وما الذي تحتاجينه به؟
- أممم .. ليس الكثير .. فقط محاولة لجعل نفسي تموت ...
وفجأة فتح الباب بمفاتيحه ودخل إلى الزنزانة ثم جثا أمامي كأول مره التقينا فيها ....

يتبع .. =)

مِطْرَقَةْ اَلْقَدَرْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن