13|| محطّةُ الحزن الأخيرة

490 38 58
                                    


-تشابتر طويل، تقدرون تقسمونه تفاديًا للملل-

___

أين يذهب المرءُ

حين تأتيه العواصف من ملجَئِه

حين تأتيه..

من الجهةِ التي يهرب إليها

؟؟

__

أجلسُ في غرفةٍ ليست بغرفتي
في مكانٍ ليس بمكاني

في غرفة المستشفى باهظة الثمن، التي حجزها سوكجين لأجلي

الغرفة التي قيل بأنني سأجِدُ النجاةَ فيها، لكن ما وجدته فيها كان المزيد من المعاناة فقط..

رغم وِسعها، إلا أنني أشعر بالضيق
وكأن أحدهم يضيّق الخناق عليّ

لأنّك يا عقلي مقتنعٌ بأنني لا أنتمي إلى هنا
ولأنّك يا حضرةَ القلب متعلقٌ في مكانٍ آخر

كنتُ أجلسُ، ويجلسُ حزني بجانبي
بينما أُمسِكُ ورقةً وقلمًا
ولم أكن أنا من يكتب
بل كان حزني من يفعل

بينما دموعي تتدفق فوق تلك الورقة بشكل متتابع، تلطخ أرجاءَها
الدموع لا تتوقف، والكلمات لا تتوقف
كلاهما كانا ينهمران على الورقة
والتي صارت فوضويةً خاليةً من أي جملةٍ مفيدة
ومليئة بالألم، بالمشاعر التي لن يفهمها غيري..

كنتُ أحدق في غرفتي الفارغة
أراقب عقارب الساعة التي تتحرك، كانت تتحرك في اتجاه واحدٍ فقط، بينما كنت أتمنى أن تتحرك للإتجاه الآخر، الى الوراء

الى لحظة العودة

العودة الى ذلك الوقت الذي لم أكن فيه موجودًا، العودة الى الوقت الذي لم أذُق فيه الحزن، إلى الوقت الذي لم أسمع فيه عن الألم

لكن هل كان هناكَ وقتٌ كهذا؟
بينما ولدت أنا في أحضان الألم؟
والحزن كان رفيقي الأزلي؟
كيف لي أن لا أكون موجودًا، بينما الألم دائما موجود؟
وأنا والألم واحد، لذا أنا دائما موجود.

كنت أتساءل أيضًا، من أين خُلِق الألم، وكيف خُلِق؟
وهل كان الألم ألمًا منذ البداية؟ أم أنّه مرّ ببعض الأشياء..التي غيّرته ليصبح هكذا

قمت بتكوير الورقة الخامسة عشر لهذا اليوم، بعد أن وضعت فيها القليل من مشاعري و ورميتها في سلّة المهملات، هناك حيث المكان المناسب لأضع مشاعري فيه
لأنها مُتعِبة..وغير مهمة
ولأنني أريد أن أتخلص منها

gloominessحيث تعيش القصص. اكتشف الآن