حوادث وحقائق ...!

111 4 0
                                    

الجزء السابع # قمر #

اختطاف # ..


عندما انتهت من التحدث مع صاحبي كانت تقف ورائي تنظر ..
حينما رأيتها ظهرت أمامي : لما لم تخبرني أن أمك بالمشفى ؟!!

عمر : وما شأنك بذلك ؟ ..

حدقت بعينيها اللامعة به ثم قالت : ما شأني ؟!! ..
استدارت تركض .. بينما أنظر إليها من الخلف ..
ذهبت إلى الجبل .. أتأمل هذا المنظر الساحر .. أخرجت الهاتف من جيبي لقد أحضره لي عدنان إنه هاتف صديقنا الثالث حمزة .. سأتواصل معهم بهذا ..
كانت قد وصلت إليّ رسالة نصية .. من حمزة من رقمه الآخر ..
: لقد وجدت كنز بالنسبة لك .. إنه سري للغاية .. مستودع لنذير .. في أرض الجبل .. لا تبعد عنك كثيرا ..
سأرسل الموقع .. اذهب واستكشف الأمر قد يستحق المخاطرة ..

أغلقت الهاتف وأنا أنهض ..
سرعان ما أرسل لي الموقع ..
أبدأت أسير متتبعه .. بعد ساعة كاملة أشار لي أنني وصلت ..
لكن الأرض خالية من البناء إنها أرض خضراء تغطيها بعض الأشجار ..
التفت يمينا وشمالا .. هل يبدو المكان غريب نوعا ما ..
نظرت من بعيد يوجد أحراش في هذه الأرض وأعشاب طويلة .. هل تغطي شيء !؟
اقتربت أزيح الأعشاب .. لقد كان هناك باب كبير أخضر على الأرض .. إذا هو قبو ..
الباب مغلق بقفل كبير .. أخذت حجرا وكسرته .. ما إن فتحت الباب حتى ظهر درج للأسفل معتم جدا ..
أخرجت هاتفي أضيئ المكان ..
انتهى بباب . فتحته ودخلت بهدوء ..
فتحت عيني لما رأيت .. إن المكان مختلف جدا .. مستودع كبير جدا مليئ بالصناديق .. ربما مهربات ممنوعة .. أطفأت ضوء هاتفي . لقد كان هناك حارس .. ألم يمت نذير لما لا يزالون يحرسون مستودعه !؟
اقتربت بهدوء ثم أخرجت مسدسي .. باغته بسرعة أضربه على رأسه بأسفل المسدس ..
سحبته أضعه بين الصناديق ..
كان يحرس هذا الممر ..
إن الممر به ثلاث غرف ..
فتحت أول غرفة .. في البداية صدمت .. ما إن استوعبت ما أرى .. ثلاث فتيات .. بحالة مزرية .. يبدو أنهن سجينات .
عمر : من أنتن !؟
أجابت إحداهن : زوجات نذير .. هه هل أنت حارس جديد أرسلك ..

عمر : زوجات ؟؟!!! يا إلهي ..
اخرجن .. اخرجن بسرعة .. هيا لا وقت ..
: لماذا .. ما الذي حدث .. ؟!
عمر : نذير قتل .. لكن لا أعلم من يستولي على ممتلكاته..
: حقاا .. مات ..؟
عمر : من في الغرفة المقبلة هل توجد غيركن ؟!
: لا .. لا أعتقد ..

خرجت مسرعا .. أتفقد الغرفة المقبلة كانت فارغة ربما ينام بها الحارس ..
لكن لمن هذه الغرفة ..
فتحتها .. ودخلت بهدوء ..
امرأة كبيرة بالعمر .. تحضن طفلة صغيرة .. نظرت إلي وهي تحدق : هل هو وقت خروجي الآن ؟! أنا لم أقل أن الطفلة تحتاج للهدوء لماذا تأتون ..
عمر : مرحبا خالتي .. أنا لست من رجال نذير ..
: من أنت إذا .. هل أخيرا أشفق علي وجلب طبيب للطفلة ..
عمر : ولست بطبيب .. ونذير قتل .. إنني هنا أقتحم المكان .. بإمكانك الخروج ..
: أتقول قتل ؟!! .. كيف ..وابنتي جوليا أين هي ؟!
عمر : جوليا ؟!!
: إنها ابنتي .. أقصد مثل ابنتي ..
عمر : بإمكانك ااخروج .. لكن هل يأتي نذير لهنا ..
أجابت إحدى الفتيات من خلفي : إنه يأتي كل شهر مرة او مرتين ..
وإن كنت تسأل عن أشياء ثمينة .. فأنصحك بالبحث في الخزانة التي في مكتبه .. أقصد بقصره .. لا يضع أرواقه أو أي شيء هنا .. هنا يخفي المخدرات وغيرها .. من الممنوعات ..
عمر : لا أريد أن أكون متدخلا بشؤون الآخرين لكن لما تزوجتوا شخص كنذير ..
: أنا صحفية .. أبحث عن الحقائق .. لكن إن كنت تعلم مدى دنائته لا تسأل كيف وقعت في رحمته المعدومة ..
عمر : من هذه الطفلة ..
: هذه ابنته .. لكن لا أعلم من أمها..
بعدما تأكدت من خروج الجميع .. ألقيت نظرة على المكان ..
ما إن خرجت وجدت المرأة الكبيرة جالسة وبيدها الطفلة تبلغ عامها الأول تحاول المشي ..
عمر : لما لا تذهبين يا خالتي ..
: لا مكان لدي .. إنني مطلوبة منذ مدة يا بني ولا أستطيع الخروج ..
عمر : مطلوبة ؟؟!
: إن ساعدتني سأحكي لك قصتي .. إنني هنا منذ مدة طويلة ..
حملت الطفلة بينما الخالة الكبيرة تمشي ببطئ ..
عمر : أهذه ابنة جوليا التي تحدثتي عنها ؟ .
: أجل لقد جلبها إلي عندما كنت حامل بها ثم ولدتها
بقيت لفترة قصيرة ثم أخذها .. وترك الطفلة عندي ..
عمر : إذا لما أنت مطلوبة ..؟!
: بالرغم من أنها حادثة قديمة جدا ..
عندما كانت المدينة بحالة انقلاب أنذاك .. كنت من ضمن من حرض عليه .. وإلى الآن يحاولون إيجادي ..
عمر : بالنظر إلى السلسال الذي ترتديه فأنت نصرانية ؟ .
: أجل يا بني ..
عمر : إذا أنت من أقرباء الضابط العسكري ..
: أجل أجل..
عمر : ليس لديك مكان ..
: لا ليس لدي .. كان نذير من يخبئني ..
عمر : هه يخبئك ..!!!
: لا أقصد مدحه .. لكن ..امرأة بعمري ماذا تنتظر بعد هذا العمر ..
عمر : ربما ظهر عفو .. لكنه يكذب عليك .. لا أعلم أين سآخذك حتى أنا ليس لي مكان ..
: لا تغلب نفسك .. أستطيع تدبر أمري ..
عمر : والطفلة !؟؟ يبدو عليها الضعف .. لا تتعرض للشمس .. و..
أخذت الطفلة وذهبت .. بينما صعدت للجبل مرة أخرى .. ما شأني بنذير .. لم أعرف أي معلومة تهمني ..
لكن تلك المرأة الكبيرة هل يجب لي أن أصدقها .. لا أرى فيها الصدق .. أشعر بمكرها ..
ولّادة .. نصرانية .. انقلاب ..
نهضت مسرعا .. يالي من أحمق .. لو أسألها ..
ركضت أبحث عنها من مكان ما تركتها .. بدأت ألهث .. أخرج من شارع أدخل بآخر ..
صرت أسأل الناس إن رأوا امرأة كبيرة تحمل طفلة . .
إنها بطيئة بالمشي لن تلحق أن تخرج من المنطقة حتى .. أين ذهبت إذا ..
بعدما يأست من إيجادها .. وعندما اقتربت الشمس للمغيب .. كانت هناك امرأة تجلس على إحدى أرصفة الشوارع .. هه إنها هي ..
عمر : أين الطفلة ..
رفعت نظرها نحوي : ولما تسأل .. ثم لما عدت ..!
عمر : سؤال .. سؤال واحد ..
: اذا كنت ستعطيني وجبة طعام .. وإذا كنت أعرف الجواب لما لا .. إسأل ..
أخرجت من جيبي بعض الأوراق النقدية ثم قلت : هل كنت تولدين قبل الانقلاب ..
أخذت النقود مسرعة : أجل أجل .. إنها مهنتي ..
عمر : حسنا .. إذا سؤال آخر .. هل أنت أخت الضابط الذي قام بالانقلاب .
: قلت سؤال واحد ..
أخرجت من جيبي المزيد ثم قالت : نعم أنا أخته ..
عمر : هل أضرموا النار في منزلك ؟ ..
رفعت حاجبها .. نفخت بضيق ..
عمر : حسنا .. سأجعلك تنامين ليلة كاملة مع العشاء . هل تجيبين عن أسئلتي ..
وقفت تقول : إذا .. هيا ..
عمر : ألن تحضري الطفلة !؟ .. أين هي ..
: لما علي الاهتمام بطفلة صغيرة وانا لا استطيع الاعتناء بنفسي .
عمر : أين هي ؟!
: في محل الألعاب وضعتها في ذاك المحل ..
ذهبت أبحث عن الطفلة .. حتى وجدتها ثم نظرت إلى المرأة: أتضعينها هنا مع هذه الألعاب .. وتقولين أن قلبك منشغل عن أمها ..؟!! أي كذب تحيكينه .. !!
: لا تكثر الكلام أين منزلك فقط ..
عمر : لن نذهب لمنزلي .. بل لمنزل امرأة .. ستبقين لفترة وجيزة فقط ..
: لا يهم .. لقد سكنت بقبوٍ صغير مليء بالرطوبة .. وأنا أعتني بطفلة
صغيرة ..
كنت خائف من جلبها لتلك الممرضة .. أخشى أن أسبب لها المتاعب .. إنها تحملتني أنا وقمر ..
كما توقعت كانت تنتظر عند الباب .. يبدو أنها قلقة خرجت صباحا وعدت مساء ..
ما إن اقتربت حتى بدأت : لماذا تفعل بنا هكذا .. تغيب كل هذه المدة .. ظننت أنهم أمسكوا بك ..
نفخت المرأة الكبيرة لتقول : أهكذا تستقبلين الضيوف .. ( وجهت الكلام نحوي ) أخبر زوجتك أم لديك ضيوف .. هل سنبقى خارجا ..
حملت الطفلة أدخل بها وهي تلحق بي .. بينما قمر وقفت جامدة ..
عمر للمرأة : هذه غرفتي ارتاحي بها .. ولا تخرجي الا عندما اقول ..
قمر : من هذه الطفلة .. ومن هذه السيدة ..
عمر : ابنتي .. من تكون ..
قمر : ابنتك ؟؟؟!!! ..
خرجت راما من المطبخ : مساء الخير يا بني .. ماذا يحدث ..
أمسكت بها وأخذتها معي جانبا : إنني خجل منك ..
راما : ماذا ؟!
عمر : لقد.أحضرت امرأة معي .. لفترة مؤقتة .. وسأشرح لك عن الأمر ..
راما : لا بأس يا بني لكن احذر إن سببت لك المشاكل ..
عمر : حسنا لا تقلقي
راما : إذا بالتأكيد أنك جائع سأعد لك الطعام ..
ما إن خرجت حتى وقفت أمامي مكشرة : أنت لا يليق بك أكثر من متقلب المزاج ..
عمر : ما الذي يضايقك .. لقد أرسلت للخالة راما أني متأخر لماذا تضخمين الأمر ..
قمر : ........
عمر : لقد بدأت تتصرفين بغرابة ..
أخذت منها التي كانت تحملها ودخلت بها غرفتي حيث المرأة ..
عمر : حسنااا .. والآن ستجيبين على أسئلتي وتنامين وتتناولين طعامك .. أليس هذا كاف ؟! ..
: حسنا .. إسأل ما تريد ..
عمر : هل أحرقوا منزلك في ليلة إعدام الضباط المنشقين ..
: اممم لا أذكر .. حقا .. ربما ..
عمر : ليالي الحظر .. هل ولدتِ امرأة بتوأم طفلتين ..
: ااا لقد مضى عليّ الكثير كيف لي التذكر ..
عمر : أرجوك تذكري ..
: لا أستطيع أجلب لي العشاء أولا ..
شعرت بالغضب تدفق في عروقي .. إنها تلعب بأعصابي ..
عمر : حسنا إن كنت لن تجيبي فاخرجي من المنزل .. اذهبي ..
: ما بك... ماالذي حدث لك ..
عمر : لم أعد أطيق وجودك هنا ..
: حسنا حسنا .. لقد احترق منزلي هذا صحيح .. وكنت أولد امرأة .. لكنها ذهبت بابنة واحدة وتركت الثانية عندي .. هل هذا ما تسأل عنه ..
عمر : والطفلة تركتها عندك أين هي ..
نفخت بضيق ثم قالت : هي جوليا .. إنني أعطيتها لأختي ..
عمر : زوجة نذير ؟؟!! ..
: أجل .. هل تود معرفة شيء آخر أم تحضر الطعام ..
خرجت من الغرفة على عجل .. أرتدي حذائي لأذهب ..
قمر : أين ستخرج ؟؟! .
عمر : عندي عمل .. يجب أن أنجزه .
قمر : وابنتك .. هل ستبقيها معي ..
عمر : أجل سأبقيها معك .. إلى اللقاء ..
فتحت باب المنزل وخرجت مسرعا .. وهي تنادي علي ..
أتصل بعدنان إنه لا يجيب .. سأحاول الاتصال بحمزة إذا ..
إن الطفلة تبكي بشدة يبدو عليها نقص التغذية .. قدماها لا تستطيع المشي إلى الآن .. حاولت أن أطعمها بعض الفاكهة حتى هدأت يبدو أنها جائعة .. وتلك العجوز لا تفعل شيء سوى تناول الطعام .. وتنام بغرفة عمر أيضا .. !!
كانت الخالة راما في الطابق السفلي ترتب أدويتها .. بينما حضنت الطفلة بين ذراعي أقرأ عليها القران لتنام ..
إنني أول مرة أمسك طفلة .. شعور جميل .. يا ترى من أمها .. ؟؟
نامت الطفلة بحضني .. ثم وضعتها على فراشي بحذر .. أتأملها .. إنها جميلة جدا ..
....................

اختطاف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن