« مرحبًا ، لقد أتيت مجددًا »
استدارت شيبنام عند معرفتها لصاحبِ الصوت .
و لم تُصدق أنهُ قد رَسمَ الكدمات على جميع أَنحاء وجهه هذهِ المرة .لم يتلقى ردًا ، لذلك اقترب ناحيتها قائلاً
« أُريد قهوةً من دون سُكر فـ حلاوة عيناكِ تكفي »سُونغتشان نفسهُ لم يصدق ما لفظته شفتاه من كلامٌ جميل بالنسبةِ لهُ ، و مبتذلٌ بالنسبةِ لـ شيبنام .
بدأت الفتاةُ بالرمشِ تُحاول أن تفهم ما يريد أن يوصل لها .
لكنها لم تفهم .وضعت ما بيدها من أموال داخل الصندوق المخصص لها ، ثم عقدت ساعديها قائِلة .
« عفوًا يا فتى ، فهمت أنكَ تُريد قهوةً من دونِ سُكر لكن ما دخل عيناي بذلكَ ! »
وضع سُونغتشان يده حول رقبته يُمسدها من الحرجِ .
و لم تخفى على شيبنام رؤية الاحمرار الطفيف على خديه و حول أُذنيه .« لا شيء ، فقط أُريد قهوة من دون سكر مع القليل من بسكويت »
اومئت لهُ و بدأت تحضر طلبه ، و سُونغتشان ذهب لـ طاولته المعتادة في آخر الرواق بالقرب من الشباك المُطل على الشارع .
فور أن جلس على كرسيه وضع رأسه على الطاولة .
غطى رأسه بـ قبعة سترته و اغلق عينيه .« طلبكَ سيدي ! »
وضعت طلبه على الطاولة ، و عادت لعملها .بين الحين و الآخر كانت شيبنام تريد أن ترى سُونغتشان يتحركُ ، لكنه لم يفعل ذلك .
حاولت تجنب النظر له ، عن طريق اهتمامها بالزائرين للمقهى .
و لكن للحظةٍ ذهبت نحوه و وضعت غطاءً خفيف ، لكن لا بأس به لعله يُدفئه قليلًا .
و عادت تفعل عملها ، بالنهاية هي فتاةٌ تفعل ما تراه صحيح و اول ما يبادرُ في عقلها الباطن .
« يا فتى ، هيا حان وقت الاغلاق ! »
فور نطقها ، نهض مُتَمسِكًا بالغطاء جيدًا .
تقدم لموقفها بالقرب من نقطة اغِلاق اضواء المقهى مع عبوس طفيف على شفتيه .« هل يمكنكِ الذهاب و تركِ هُنا ، انا اشعر بالراحة هنا اكثر من مَسكَني »
تنهدت ثم اخرجتْ مفاتيحها و وضعتها في راحة يده مُردِفَ
« حسنًا ، خُذ ، افعل ما يحلو لكَ ، لكن تناول طعامك فـ جسدك هزيل ، و ايضًا اتصل بـ عائلتكَ و اخبرهم أنكَ لن تعود الليلة لكي لا يشعروا بالقلقِ عليك »رأت شيبنام الدموع تتجمع عند حافة عينيه ، لكنها ازاحت نظرها عنه لعله لا يريد أن تراه حزينً أو ضعيفً .
- تعتقد أن الجميع مثلها -تركَ سُونغتشان الغِطاء ينزلقُ ، ساقِطًا على الارضية .
و يدهُ امتدت تغلق الانوار ، بينما جسده انشغل بـأغلاق المسافة بينه و بين شيبنام خلال التفاف يديه حولها .« شكرًا لكِ اليوم ايضًا ، رغم أنكِ لم تعلمِ بعد من أنا ! »
نبرته المرتجفة جعلت دواخل شيبنام تخاف للحظة ، لكنها ابعدت هذه الافكار بعيدًا و ردت لهُ العِناق مُربِتَةٌ على ظهرهُ .
« حتى و أن علمت من أنتَ لن يتغير تصرفِ معكَ ، و الأن ليلةً سعيدة »
🦌
أنت تقرأ
لَا شَيء : جُونغ سُونغتَشان
Short Story• جُونغ سُونغتَشان • لَي شَيبنام ‹ قَد أَكون قاتلًا مأجورًا ، أو حتى مُختل عَقلِياً ، أو قَد أتِ أليكِ في يومٍ مُغطى بــهِ جسدي بأنواع الكدماتِ و الضَربات ، لكنني ابقى لا شيء ، فهل انتِ مُستَعدةٌ لمُعانَقتي ؟ › #1 𝖨𝖭 𝖲𝖴𝖭𝖦𝖢𝖧𝖠𝖭 21.10.14 #1...