٢- عِناق 🦌

653 63 30
                                    

« مرحبًا ، لقد أتيت مجددًا »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« مرحبًا ، لقد أتيت مجددًا »

استدارت شيبنام عند معرفتها لصاحبِ الصوت .
و لم تُصدق أنهُ قد رَسمَ الكدمات على جميع أَنحاء وجهه هذهِ المرة .

لم يتلقى ردًا ، لذلك اقترب ناحيتها قائلاً
« أُريد قهوةً من دون سُكر فـ حلاوة عيناكِ تكفي »

سُونغتشان نفسهُ لم يصدق ما لفظته شفتاه من كلامٌ جميل بالنسبةِ لهُ ، و مبتذلٌ بالنسبةِ لـ شيبنام .

بدأت الفتاةُ بالرمشِ تُحاول أن تفهم ما يريد أن يوصل لها .
لكنها لم تفهم .

وضعت ما بيدها من أموال داخل الصندوق المخصص لها ، ثم عقدت ساعديها قائِلة .

« عفوًا يا فتى ، فهمت أنكَ تُريد قهوةً من دونِ سُكر لكن ما دخل عيناي بذلكَ ! »

وضع سُونغتشان يده حول رقبته يُمسدها من الحرجِ .
و لم تخفى على شيبنام رؤية الاحمرار الطفيف على خديه و حول أُذنيه .

« لا شيء ، فقط أُريد قهوة من دون سكر مع القليل من بسكويت »

اومئت لهُ و بدأت تحضر طلبه ، و سُونغتشان ذهب لـ طاولته المعتادة في آخر الرواق بالقرب من الشباك المُطل على الشارع .

فور أن جلس على كرسيه وضع رأسه على الطاولة .
غطى رأسه بـ قبعة سترته و اغلق عينيه .

« طلبكَ سيدي ! »
وضعت طلبه على الطاولة ، و عادت لعملها .

بين الحين و الآخر كانت شيبنام تريد أن ترى سُونغتشان يتحركُ ، لكنه لم يفعل ذلك .

حاولت تجنب النظر له ، عن طريق اهتمامها بالزائرين للمقهى .

و لكن للحظةٍ ذهبت نحوه و وضعت غطاءً خفيف ، لكن لا بأس به لعله يُدفئه قليلًا .

و عادت تفعل عملها ، بالنهاية هي فتاةٌ تفعل ما تراه صحيح و اول ما يبادرُ في عقلها الباطن .

« يا فتى ، هيا حان وقت الاغلاق ! »

فور نطقها ، نهض مُتَمسِكًا بالغطاء جيدًا .
تقدم لموقفها بالقرب من نقطة اغِلاق اضواء المقهى مع عبوس طفيف على شفتيه .

« هل يمكنكِ الذهاب و تركِ هُنا ، انا اشعر بالراحة هنا اكثر من مَسكَني »

تنهدت ثم اخرجتْ مفاتيحها و وضعتها في راحة يده مُردِفَ
« حسنًا ، خُذ ، افعل ما يحلو لكَ ، لكن تناول طعامك فـ جسدك هزيل ، و ايضًا اتصل بـ عائلتكَ و اخبرهم أنكَ لن تعود الليلة لكي لا يشعروا بالقلقِ عليك »

رأت شيبنام الدموع تتجمع عند حافة عينيه ، لكنها ازاحت نظرها عنه لعله لا يريد أن تراه حزينً أو ضعيفً .
- تعتقد أن الجميع مثلها -

تركَ سُونغتشان الغِطاء ينزلقُ ، ساقِطًا على الارضية .
و يدهُ امتدت تغلق الانوار ، بينما جسده انشغل بـأغلاق المسافة بينه و بين شيبنام خلال التفاف يديه حولها .

« شكرًا لكِ اليوم ايضًا ، رغم أنكِ لم تعلمِ بعد من أنا ! »

نبرته المرتجفة جعلت دواخل شيبنام تخاف للحظة ، لكنها ابعدت هذه الافكار بعيدًا و ردت لهُ العِناق مُربِتَةٌ على ظهرهُ .

« حتى و أن علمت من أنتَ لن يتغير تصرفِ معكَ ، و الأن ليلةً سعيدة »

🦌

لَا شَيء : جُونغ سُونغتَشان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن