البارت الخامس والستين
متجمعين في المقبره متلطمين بشمغهم والحزن مخيم عليهم نزلو ابوهم في قبره ودفنوه ودعوله وتقبلو التعازي فيه ....وراحو جميع لبيت منوخ فتحو عزاهم فيه... فارشين الحوش كله زل احمر لكثرة المعزين مايكفيهم المجلس ومعارفهم من كل مكان ظامي طلع من المقبره على مزرعته مايقدر يكبت انفعالاته اكثر من كذا والايقدر يبديها قدام الناس .....دخل مزرعته منهار ودموعه تصب على خده وقف سيارته في الموقف القريب من بيته واتجه للعريش الي تعود ابوه يجلس فيه من بعد ماصار يجيه في المزرعه وقف قدام المركى الي يتكي عليه ابوه وحس بانفاسه تضيق عليه ..رفع يده لشماغه واسحبه تحت دقنه واخذ نفس عميق ورجع يناظر المركى يتخيل زول ابوه تاكي عليه صرخ بقهر : ليه رحت ليه باقي ماشبعت منك باقي مارتويت من ابوتك ....شهق بقوه واحتدت نظرته واهو ينطق بحقد : الله لايسامح جراح في دم عمي الله يحله والايبيحه الله لايسامحه على حرقة قلب ابوي الله حسيبك ياجراح الله حسيبك ....
تقدم لمكان ابوه جلس فيه ضام رجوله لصدره ودافن وجهه في ذراعه بكى حرقته على ابوه بكى قهره على السنين الي ضاعت منه بعيد عن ابوه ...ويدعي من كل قلبه على جراح سبب كل الي مر فيه هو وابوه من ضيق وقهر ....ورغم حزنه ورغم قهره ورغم ضيقه ...مانسى واجبه في تلقي عزاء ابوه كلها لحظات فرغ فيها مشاعره وقام .....دخل بيته غسل وجهه ونشف ورجع يلبس شماغه ويتلثم فيه وراح لبيت منوخ ياقف جنب اخوانه كتف بكتف في استقبال عزاء ابوهم ...خزام مايقل عن ظامي وجع ..كان يجي يزور جده بشكل يومي ويتطمن عليه من طاح في فراش المرض من اسبوع كامل ...واليوم كلموه عمامه وبلغوه ان جده توفي اخذ خلود وجا ...حضر الصلاه على جده وشارك في دفنه وهذا هو واقف في صف عمانه ياخذ عزاه فيه واستقر في نفسه احساس عميق بالامتنان لبروق الي كانت سبب في رجعته لجده ...هو كان ناوي يرجع لهم بس ينتضر لين نفسه تصفى من ناحيتهم ماتوقع جده بيرحل عنهم بالسرعه هذي ....يا الله لو مات واهو ماجاه وتقرب منه وحس بمحبته له وش كان بيكون وضعه ...يحمد الله ان بروق تسببت في انه يلحق يتذوق حنان الجد ومحبته ...الحمد لله انه لحق ياقف جنبه يسنده ...ويكون عصاه الي يتعكز عليها بعد ماضعفت عضامه عن شيل جسمه حتى لوكان كل ذا لحظات بسيطه من حياته بس اثرها كبير في نفسه ....يحمد الله انه لحق يوصله ويبر فيه ...لحق يحكيله عن ابوه ويسمع منه عن جده طايل وعمه ظامي الكبير ..........
منوخ الاكثر قرب الاكثر بر الاكثر محبه والاكثر انكسار والم جالس في صدر المجلس منكمش على نفسه بحزن ينطق في عيونه الحمر ويده الممسكه بطرف شماغه يمسح فيها دموعه الي ماوقفت من وفاة ابوه يقوم للمعزين بصعوبه ويجلس بصعوبه هد الحزن قوته واعياه الفقد .............
مزيد الحفيد المحبوب والمحب لجده يسترق اللحظات ويدخل لغرفة جده خلسه كل وقت والثاني ....يجلس على سريره يشم الحافه يحضن مخدته ينثر دموع الفقد خفيه عن عيون الناس ينهي جلسته بدعوات ممطره لجده ثم يمسح اثر الدموع من وجهه ياخذ عصا جده في يمناه ويروح لمجلس العزاء يستقبل المعزين ويشد من ازر ابوه وعمامه ويواسيهم ولو كشفو عن صدره لقوه اكثرهم حاجه للمواساه والتصبير .....
ام عايد الشيخه الي انكسرت راية الشيخه في يدها ...مات الي رفع قدرها وعزها وساندها في فقدها لابوها وكان السند لها... عياله عيالها وحالها من حاله .....مامصبرها الا انها تسامحت منه قبل موته على تقصيرها في حقه وسامحها ....ياكبر معروفه فيها وياطيب نفسه .....يوم مات ابوها قالت اليوم ماعاد ابتسي احد بعد مابتسيت عايد واليوم تبتسي مشعان والاعاد بعده احدٍ تبتسيه
الشيخه الي تخير مكانها وتصدر المجلس في جلستها ...اليوم صاده بنفسها على طرف ماللمجلس في عينها قيمه ولاعاد صدره يغريها
........
خلود حبيبة جدها وغاليته قافله على نفسها في غرفة خواتها تبكي بحرقه على جدها الي مات بعيد عنها ماتطلع للمعزين والاتفتح لاحد منهم والاحتى لخواتها ....ولدها عدي اغلى ماعندها ماتدري عنه من ساعة دخلت بيت اهلها وهذا محلها ماتحركت منه ......
بنات منوخ الباقيات مع عليا في غرفتها كل وحده ماسكه لها جهه وجالسه فيها بحزن وبكاء مكتوم
تماضر جت مع زوجها واهله وانظمت لهن رغم ان جواد حاول يخفف عنها وواسها كثير لكن يبقى فقدها لابوها امر عظيم على نفسها ومأثر فيها بقوه ......
غرور وعمتها ام مزيد وعدد من زوجات عيال مشعان قايمات بضيافة المعزين رغم ان محد له نفس في الضيافه لكن تبقى واجب ولابد يقومون فيه والمعزيات بدورهن كل من جت جابت في يدها قهوه تخفف الحمل عن اهل الميت وغالبا كل وحده تشرب لها فنجال قهوه وتيسر لبيتها بعد ماتقوم بواجبها وتذكر اهل الميت بفضل الصبر وعظم الاجر عليه ...ومواساتهم ومحاولت التخفيف عنهم .....غرور كان ودها تشوف مزيد وتعزيه لكن ماكان فيه اي مجال انها تشوفه ...الجد مشعان مات الظهر وصلو عليه العصر ودفنوه وبدى العزى وتجمعو كلهم في بيت منوخ والاحصل لها فرصه تشوفه ....كانت تشوف حريم جدها متجمعات في جهه وبناته المتزوجات حولهن ماعدا تماضر الي دخلت عند البنات ...الحزن مخيم على الجميع والكل يبكي واهي مثلهم بكت وحزنت على الجد مشعان ومازالت حزينه عليه ...كان طيب كثير وحنين صحيح ينقد كثير واشيا كثير مايحبها تعتبر من سمات الحياه الحديثه بس مجرد ماتعودت على طباعه وعرفت موده قدرت تكون قريبه منه وتكسب محبته واحترامه .......ام ناصر اكثر تماسك من الباقين ماهو لانها ماحزنت على عمها مشعان ولكن قوت نفسها وتصبرت وصبرت حتى تقدر تشيل حمل هالبيت الي طاح كله على راسها ...تواسي ذا ..وتصبر ذا ...وتخدم ذا ....وتبرم يومها كله في كل شبر في البيت من غير راحه والاتوقف ....شافت عدي ولد خلود الي عمره سنه وثلاثه شهور يمشي بين الحريم بحيره ويبكي وشكله يدور امه ....اخذته وراحت فيه للمطبخ عطته عصير وكيكه وخلته ياكل ويشرب ...ثم بدلت ملابسه وودته غرفة البنات دخلته عندهن .....البنات محزنات والاحد عطاه وجه قلب راسه بينهن شوي ماشاف امه ....بس يعرفهم حس براحه ...انسدح على الفرشه بدون فراش والاشي ونام من غير لاحد ينتبهله والايحس بوجوده ....
أنت تقرأ
رواية غار الغرام للكاتبة/نبض افكاري// مكتملة
Romanceرواية سعودية غار الغرام للكاتبة نبض افكاري منقووولة نبذة عن الرواية: اشهقت برعب واهي تشوف الجمس الاحمر جايها من بعيد وبدون اي تفكير استدارت بسرعه وانطلقت تركض بكل قوتها تعلقت عيونها بالجبل قدامها واهي تحس انه بعيد بعيد ابعد من قدرة ارجولها على الركض...