ككل ليلة
أجلسُ على أريكتي
التي تتسعُ لشخصين فقط
يأتي الحُزنُ يطرقُ الباب
ويَسأل : هَل يجلسُ بقربك أحد ؟
لا أحد يا عزيزي ، تفَضل وأغلق الباب !
* * *
حُزني مهذبٌ لبِقٌ
يجلسُ بِجنبي على استحياء
ويقول وهو مكسُوف
أعتذرُ على المجيء مبَكراً
لكِني أصبحتُ لا أمَلُّ من لقْياك !
* * *
حُزني أنيق
يرتدي كنزةً حمراء
و وشاحاً أسود
يجددُ هندامهُ كل يوم
ويصبغُ ذقنهُ عن الشيب في كل صباح
تفوحُ منهُ رائحة عطرِ فتاة
قابلها بالأمس في باريس !
* * *
حُزني مثقفٌ وأدِيب
في كلِّ زيارة
يجلبُ معهُ رواية
يُقسمُ أنهُ هو من
عَلم نزاراً الكِتابة
وأنهُ هو من
رسمَ لغَازي فنَّ الغَواية !
* * *
حُزني دجالٌ لطيف
يُحضِرُ لي فنجان قهوة
وبعد آخرِ رَشفة
يُتمتِم
يصمتُ
يَرمقني بنظرة
ويلقي بكلمة
'' هَمّك قادمٌ في الطَريق !
* * *
أمَّا هَمِّي
فَهو شَابٌّ في الأربعين
لديهِ ابنٌ وفتاتانِ
زَوجتهُ فقدهَا في حَادثِ سَير
و وظيفتهُ انتهتْ بعد بعد أن وصلَ
أجنبيُّ الدِّينِ !
* * *
همي خلافُ حُزني
فهو أصلعُ الرأس
ثوبهُ ملطخٌ ببقعٍ صفراء
تفوحُ من فَمهِ رائحةُ سيجاره
وغالباً يأتي مُسبلاً يديه
حافيِ القدمين !
* * *
يجتمعُ الاثنانِ
و يرويَان قصصَ
الحزنِ و الخذلانِ
وأنا بينَهُما مغلقُ الأذُنينِ
حتى تأتي آنسةُ الزمانِ
وتَعطرُ المكانَ
وتَطردهُما من وجدانيِ !
* * *
الآنسةٌ سعادة
فتاةٌ صغيرةٌ جَميلة
في شَعرها مئةُ جَديلة
عَيناها خَضراوان
وشَفتاها وَرديتان
تأتي في أولِ الصُّبحِ
و تُغردُ لحْن الودِّ
ولكن ما يُفطرُ قلبي
هو خَجلها الطاغي
فَنحنُ لا نَعرفُ بعضنا بعضاً كثيراً
نادرةٌ هي لقاءاتُنا
قصيرةٌ هي جَلساتُنا
تتحدث معي سَاعة
ثم تَهربُ مني !
أنت تقرأ
أحبكِ وكفى
Poesíaإني أحبُكِ عندما تُغنين و تَرقصين أمامي ، فتميلُ مع خاصرتكِ كلُ الأشياءِ ، يذوب الجماد و تشتعلُ الأشجار .. تَرقصين برقةٍ و خفة ، و بمكرٍ و غواية ، تَرقصين لتثيريني بما أنعم الله عليكِ من جمالٍ و خصرٍ ، و أنتِ تعلمين يا حبيبتي ، فـ مثلي لا يحتاج إث...