الفصل الحادي عشر :

266 19 6
                                    

في فيلا منير المنشاوي صباحاََ؛ قابعاََ على احد مقاعد مائده الطعام منتظر مجيئ ابنته مردفاََ لأحد الخدم : هي كل ده نسرين نايمه ولا ايه؛
أجابه احد الخدم: لا يامنير باشا  الهانم صحيت وزمانها نازله حالا تفطر مع حضرتك؛ كادت تنهي حديثها حين قاطعها دخول نسرين تسحب احد المقاعد تجلس عليها  بصمت متناوله إفطارها؛ قاطع أباها الصمت قائلا: مفيش صباح الخير حتى عادي اصل انا معرفتش اربي؛ همّت هي أن تتفوّه بها قاطعها هو مخبراََ إيّاها:النهارده هتنزلي تختاري باقي الحاجات اللي نقصاكي عشان حددنا معاد الفرح خلاص
تجهمت ملامحها شعرت أنها فقدت القدره على النطق والمقاومة  دارت حرب شرسه داخلها ما الذي  عليها فعله الآن كيف تُنقذ نفسها من هذه الزيجه
قطع شرودها والدها حينما اردف : ولما تخلصو نتقابل كلنا في….ذكر اسم  احد المطاعم الشهيرة نتغدا ونتكلم في باقي التفاصيل
انهت طعامها الذي لم تتذوق منه شيئاََ راكضه تجاه غرفتها
ماان دلفت غرفتها أسرعت مهاتفة صديقتها تخبرها   بدهشه تاره وببكاء تارهٍ آخري متمتمه بضع كلماتٍ  :اعمل ايه قوليلي يانهي  اهرب هيجبوني تاني اموت نفسي حرام عليا ارضى اني اتجوز انسان مش بطيبه ولا بحبه وخاين كمااان طيب اعمل ايه انهت كلماتها ببكاء اردفت وسط دموعها :نهى لو قولتلك تعالي معايا تيجي انا مش عاوزه اروح معاه في اي مكان لوحدي ابداََ…..
ع الجانب الآخر :
رنّ هاتفه مجيباََ هو :
محمود اخيراََ ياابني افتكرني ها بقى اقابلك فين
اردف بها احمد مقاطعاََ صديقه حينما اخبره شئ ضحك سخريه :لا والله مش فاضي انا اقابلك في النادي  بص انا مسحول هنا في كمين و قريب مني مطعم كده وانا متغدتش والله ماتيجي اقابلك هناك
محمود: ياااه ياعم هو انت على طول كده همّك على بطنك ماشي موافق انا في الطريق اهو
أغلق هاتفه حينما وجه تعليماته لزملاءه من الضباط والجنود في الكمين مردفاََ لهم:هروح مشوار مهم كده ربع ساعه مش عاوز عربيه تعدي من غير تفتيشها كويس وتاخدوا بالكم من كل حاجه
القى تعليماته ثم غادر متجهاََ لصديقه……
…….
عنده هو في الفندق
امسك الجهاز المسئول عن المراقبه عن بعد  خاصته؛ مراقباً بها  فيلا منير المنشاوي أدرك حجم قوة الحماية المحيطة بالفيلا وعلم موعد مغادرته للفيلا صباحاََ كما علم موعد عودته للفيلا لا يستطيع مراقبته عن قرب اكتر  فهو إلى الآن  يحتاج ليقلل ظهور عثمان متولي
بعد إدراكه ان عثمان متولي تحت المراقبة ايضا
أزال القناع  من وجهه ثم اردف  بشر :انت كنت نافعني اووووى وخصوصاََ انك ملكش اهل ولا حد يسأل عن سبب اختفائك من اول وصولك مصر
بس الظابط ده ايه خلاّه اصلاََ يشك فيك ياعثمان….
في أحد المطاعم الشهيره
رن هاتفه مردفاََ: خير في حاجه
ع الجانب الآخر صوت أنثوي يخبره بضروره مجيئه لاستلام  شحنه من البضائع وإمضاء كافه الورق المتبقي
أجاب هو : مش انتي عارفه اني في مشوار دلوقتي ياشيرين
شرين :وأعتقد أن حضرتك قولتلي ان شحنه الاغذيه دي خصوصاََ هتستلمها بنفسك عشان اول تعامل ليك معاهم  واني ابلغك على طول
امجد: خلاص انا جاي اهو
أغلق هاتفه  متعجلاََ ناظراَ لهما مردفاََ؛ طيب انا هستأذن بقى يانسرين بس في شغل مهم جداااا لازم اكون بنفسي موجود معاهم  بس انا مش سايبك  لوحدك معاكي نهى ومنير باشا زمانه على وصول وانا هكلمه ابلّغه اني اضطريت امشي
غادر هو عائداََ للشركه
مرت لحظات  دلف بها أحمد المطعم  ليري  صديقه مشيراََ له اتجه إليه مصافحاََ بحنين لصديق الطفولة الذي عاد  تواََ  بعد غياب   ثلاث سنوات أقامهم بالخارج   :ايه التأخير ده
انت مكنتش كده زمان كنت قبل المعاد بتبقى موجود
قاطعه أحمد قائلا :ده كان زمان قبل ماتبقى ظابط والتزامات ومسؤليات؛ وانت مبسوط بقى  في شغلك
أجابه محنود: ياابني لو لم أكن مهندس لوددت ان اكون مهندس؛ لامكان ينفع ابقى زي ابويا  جو الظباط ده مليش فيه والصراحه اللواء رفعت جدّع معايا لما قالي ادخل اللي انت  عاوزه انا مش هغصبك علي حاجة
صوت رنين قطع حديثهم أجاب احمد صمت لحظه قبل أن يردف قائلا َ :فعلاََ اللي حسبته لقيته…..

في منزل الحاجه حميده:
قومي ارتاحي شويه يا رحمة يا حبيبتي بقالك كتير قاعده بتذاكري؛ هتفت بها حميده مرفقة بحال ابنتها
رحمه:  انا فعلاََ تعبت ياأمي شويه محتاجه افصل انا هقوم ارتاح شويه، اغلقت بعض الكتب  أمامها حينما شردت في ذكرى هذا الشاب؛ لم تراه مرة أخرى
ترددت كلماته بذهنها؛ انا أدهم جاركم على فكره
لم تتسائل ذات يوم هل  المنطقه بأكملها  يقطن بها هذا الشاب
لم تراه من قبل لاهو ولا غيره؛ حين تكون بالخارج  تسير خطواتها مثبّته نظراتها أمامها  غاضة بصرُها  لم تلحظ احد من الأساس من أين له أن يُعجَب  بها
هذه المرّه الأولى التي تراه بها  لم ترهُ بعدها ثانيهََ هاهي  خرجت بعدها اكتر من مرٌه بل اكثر من يوم لم تراه
……..
زار طيفها خياله؛؛ هذه المره العاشره بل اكثر لم يعد يكثرث بعدد المرٌات التي رغب  بها النوم وكان طيفها يؤرِّقه
يتخيلها نسمه اضائت حياته ملئت كل الفراغ بها؛ وقع أسير ضحكتها العذبه براءه نظراتها دموعها التي تنساب ليس إلا لعلامه واحده فقدتها في الاختبار عشق تفاصيلها كتم  في قلبه كل ذلك لصغر سنها
بينما وعد نفسه بأنه لن يستطيع الانتظار اكثر بعد؛ سيبوح عما بقلبه قريبا َ
في شركه امجد الهوارى؛
جهزتي كل الورق ياشرين؛ اردف بها امجد
شيرين :كله تمام ياأمجد قاطعها هو
نعم استنى كده بصى في الشركه قدام الموظفين  انا امجد بيه بيني وبينك قولي ايه اللي انتي عايزاه
شيرين :من امتى الكلام ده
امجد: لا ده من زمان بس انتي اللي مش واخده بالك
شرين بتجهم:على فكره مش من مصلحتك تقلب عليا انا عشان اللي عارفاه عنك مش قليل
أمجد بنبره غاضبه:وانت مش من مصلحتك تخونيني او تبقى عدوتي عشان حياتك في أيدي انا وبس وممكن في ثانيه انهيها
ارتبكت ملامحها ثم اردفت بنبره ليّنه  متصنعه  : مالك ياأمجد بيه بتتكلم معايا ليه كده انا عملت ايه لده كله
قاطعها امجد بلهجه حاده :انتي ياشيرين بالنسبالي زي العروسه الماريونت انا اللي بقرر تعمل ايه وتقول ايه وتروح فين غير كده انتي اصلاََ مش هتعرفي تعيشي  من غيري اكسبي ودّي احسن
انهارت هي باكيه:انا عشان بحبك تذلّني وتعمل فيا كل ده حبك ده بيموتني بينهي حياتي انت عندك حق انا لعبه في ايدك
تركها هو وسط دموعها مغادراََ إياها متجهاَ لمكتبه غير مبالٍ بها
كفكفت  هي عبراتها، عيناها تلمع بـ إحمرار غاضبه تمتمت  : قريب اوووي اللعبه دي هتكسرك مش انت اللي هتكسرها 

أحببتك واكتفيت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن