الفصل العشرون :

231 19 3
                                    

تفاجأت هي عند نُطقِه  بهذه الكلمة التي مازال يتردد صداها على مسامعها..

تمتم هو:قولتي ايه يا آنسه نسرين تتجوزيني !؟

أعادها مرة آخري وهي بصمتٍ تام، ليقطع أحمد هذا الصمت مردفاً:صدقيني ده في مصلحتك وده الحاجة الوحيدة اللي هتخليني أقدر أدافع عنك وأَحمِيكِي منه..،

يعلم هو بقرارة نفسه أنه يستطيع حمايتها بأي وضع ولكن عند تفكيره لمجرد أنه يكاد يَفقِدها أو يتزوجها غيره تكاد هذه الفكرة تُفقِدُه عقله بالكامل، نعم اتخذ هو  عذر حمايتها  ذريعة؛ لتقبل هي بزواجه. 

أردف وهو يلاحظ علامات الدهشة التي اكتسحت ملامحها :بصي معاكي لغاية بكره تبلّغيني قرارك وزي ماتحبي بس مضمنش أمجد ممكن يعمل  ايه وايه خطوته الجاية..

 أنهى كلماته والتي لاحظ بعدها التوتر الذي ساد ملامحها؛ فتمتم بنبرة حانية: بس متخافيش أنا هعرف أوقّفه عند حده إزاي.اطّمّني… 

تركها  تتخبط بأفكارها مغادراً الفيلا بأكملها، حينها دَلفت نهى إليها تمتمت:رأيك يانِينا كلنا هَنَحتَرِمُه لكن هو عنده حق انتي مش كنتي خايفه من بعد وفاة أنكل انك فقدتي السند والأمان مش يمكن ده يبقى سندك او يبقى عوض ربنا  ليكي عن كل اللي مريتي بيه؛.. 

 أردفت نسرين :تفتكري ان  حتى لو رضيت وقبلت واتجوزته تفتكرى مش هَيخونِّي ومش هيعمل زيهم 

ايه الضمانات اللي قدمها لي هو عشان اصدقه  او حتى اشوفه بنظرة مُختلفة عن نظرتي ليهم، بابا وأمجد وحتى هو كلهم خاينين صدقيني ؛ أردفت نهى  بيأس وفقدان الأمل بموافقتها :اسألي قلبك يا نسرين القلب بيحس باللي قُدَّامه وأدعي ربنا وافتكري ان ربنا تقديراته لينا كلها خير ياحبيبتي 

         ٠٠٠٠٠٠٠٠٠

بصَخبٍ أردف أمجد بصوتٍ جلل بمكتبه : يعني ايه كل الصفقات اللي كنت داخلها مع منير بتتسحب مني كده ومبتكملش وانتي دورك ايه هنا ولا خلاص خيبتي و عايزاني اجيب مكانك حد تاني! 

تمتمت شيرين بتوتر :وأنا ذنبى إيه، وبعدين أنا مقدرش أعمل حاجة في الصفقات دي وأنت عارف بعد موت منير المستثمرين الأجانب سحبوا الصفقات دي وتَمّمُوها مع شركات تانية وعملاء تانيين  وبعدين انت عارف انهم كانو بيدخلو الصفقات دي عشان سُمعة منير بيه وشركته كبيرة ومعروفة؛ قاطعها هو بضرب يده على المكتب من شدة غيظه من عباراتها :انتي لو فاكرة اني كنت بستفيد من منير في السوق والصفقات فأنتِ أكيد عارفة انّه كمان كان بستفيد مننا  في الانتخابات وكل واحد وليه كَارُه. 

صمتت هي بينما دَبّ الرُعب  بقلبها منه  فغادرت مكتبه. 

في منزل الحاجة حميدة

_ بقولك يا أحمد خليك معانا النهارده كده عشان الحَاجّة إلهام عَزمْتَها تِيجي تتغدا معانا النهاردة  وهي جاية هي وابنها فلازم طبعاً تكون موجود معانا، أنهت عباراتها بينما هو أردف بنبرة حاسمة:ازاي يعني يا أمي و مَعَرّفتِنِيش ليه  افرضي انا كان عندي شغل انزل ازاي واسيبك وفي راجل غريب جاي انا مش فاهم يعني.، قاطعته والدته مردفه بنبرة حانية عازمة على ألاّ يفهم هو الموضوع بشكل خاطئ :ياحبيبي انا مقصدش حاجة انا قولت اعزمها عندنا وانا الصراحة ما صدقت عرفت حد من الجيران ومبسوطة جداَ وقلت انك هَترحب بالموضوع معرفش انك هَتزعل كده وبعدين انا عارفة انك خلصت القضية اللي كانت شَغلاك، وانت قُولتلِي بنفسك أن القضية اللي ماسكها دلوقتي بسيطة ولو احتَاجتَك في أي وقت أقولك صح ولا لأ!

أحببتك واكتفيت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن