الفصل الخمسون

1.5K 135 110
                                    

بِلَا نَسَبْ -الفصل الخمسون

فصل طويل، استمتعوا وعلّقوا بين الأسطر ولاتنسوا vote

______________

هل ضرّ هذا الكون نبض لقائنا؛
أم ان هذا الحزن ادمن أضلعي
قل للمسافات البعيدة بيننا؛
أرجو بحق الله ان تتواضعي

-جلال الدين الرومي-
__________

استيقظت قبل الفجر وخرجت أتمشى في المدينة، السماء المظلمة وأنوار المصابيح في الأزقة خلق جوا جميلًا، نقاء الهواء بسبب ان كل السيارات كانت متوقفة، لم يكن هناك إنسان يمشي خارجًا، وما لاحظته في هذه المدينة عن غيرها هو انعدام المتشردين، يبدوا ان هذه المدينة مباركة.

اخرجت هاتفي وعدلت الكاميرا للاستخدام المحترف وبدأت في التقاط بعض الصور عن المدينة، تهت أو فقط أخذني الوقت وانا اسرق لحظات من الزمن واوثقها في صور حتى سمعت الاذان الاول لصلاة الفجر، فمشيت نحو المسجد.

كان هناك بعض الرجال، معظمهم كبار السن، كل واحد منشغل بمصحف، ففعلت بالمثل، أخذت مصحفًا واتكأت في زاوية وبدأت ارتل القرآن بهدوء.

عندما رفع اذان الفجر، وضعت المصحف جانبًا، بعدها بقليل صلينا، وبدأ الرجال يغادرون بعد ان تصافحنا جميعًا وتبادلنا السلام، وتوجهت نحو صندوق الصدقات وأخرجت كل ما كان في جيبي، ووضعته داخل الصندوق بنية الصدقة على كل احبابي وعلى كل مسلم ميت ليس له من يتصدق عليه.

خرجت من المسجد وتوجهت نحو المحل، وجدت احمد مستيقضًا يقوم بخبز بعض الحلويات وساعدته على ذلك ثم عدت للبيت لأنني بدأت احس بإرهاق شديد وغريب.

دخلت البيت، وما كدت أغلق الباب حتى هويت أرضًا.

-"حيدر!" أتى صوت سفيان القلق وسمعت خطواته المسرعة

نظرت له بتعب

-"سفيان، دوائي.." لم اكمل كلامي عندما قام سفيان مسرعًا وذهب لغرفتي وعاد بالدواء وقارورة ماء.

ساعدني على شرب الدواء وحاولت الوقوف.

-"بهدوء! كيف تحس حالك؟" قال سفيان بقلق

-"متعب، احس بالموت"

-"لا تقل هذا!" صرخ سفيان ونظرت له بتعب

بِلَا نَسَبْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن