بِلَا نَسَبْ -الفصل الثاني والعشرون
-"حيدر"
-"نعم"
-"مالذي حدث لهيثم بالضبط؟ لماذا علاقتكم ليست ككل التوائم؟" سأل جعفر بهدوء
تنهدت وانا أغطي هيثم بغطاء السرير وأبعدت شعره المتساقط من على وجهه.
-"عندما كنّا في المدرسة الابتدائية، عانى هيثم من اللوكيميا" قلت بهدوء وانا اتذكر تلك الأيام السوداء.
-"سرطان؟" قال جعفر بذهول.
-"اجل"
-"هل لا زال يعاني؟" سأل بقلق.
-"لا، لقد شفي تمامًا منذ سنوات"
-"انا أسف، لا بد انكم عانيتم كثيرًا" قال وهو ينظر الى هيثم بشفقة.
-"هو من عانى، قضى طفولته يحارب السرطان، لكنهم اخبروا والدي بامكانية شفائه ان تلقى زراعة نقي العظم" قلت بهدوء
-"هل كانت والدتك المتبرع؟" قال جعفر بابتسامة
-"لم يتطابق الوالدان معه"
-"هل وجدتم مطابقًا من البنك؟" سأل بفضول
-"انا من تبرع له" قلت بابتسامة ورأيت عينا جعفر تتسع من الذهول
-"الم تكن صغيرا؟"
-"بلى، ولكنهم لم يجدوا متبرعًا وحالته كانت تسوء لانه قضى وقتا طويلا في المشفى" قلت وانا اتذكر.
كان هيثم يفرح عندما يراني، لانه كان يرى نفسه في، نفسه التي كانت بصحة جيدة، لكن والدتي كانت تتألم كلما رأتني، ماذا لو كان هيثم بصحة جيدة كذلك؟
منعت ذات يوم من زيارة هيثم، ولم أعد أراه لأشهر، كنت أبقى مع ابي في البيت وعندما يعمل أبقى مع سلمى، كان روتيني اليومي: مدرسة، بيت سلمى، ثم يأتي الي في المساء ليعيدني للبيت، الوجه الأمومي بالنسبة لي اصبح سلمى، والدي كان منشغلًا كل يوم في العمل لجني المال ثم الذهاب للمشفى لزيارة أمي وهيثم.
كنت أتمنى ان أعطي هيثم كل صحتي فقط لأحظى بنصف الاهتمام الذي كان يحضى به.
ولكن، ذات يوم، أتى والدي مبكرًا للبيت، وأخذ يحضنني ويقبل رأسي وهو فرح، وفرحت للاهتمام، أخذني للمشفى بعد ان منعت عنه عدة أشهر، وأخيرًا رأيت أمي وهيثم، أمي عانقتني بشدة، وفرحت أيضا لاهتمامها، كانت رائحة أمي اكثر شىء افتقدته.
أنت تقرأ
بِلَا نَسَبْ
General Fiction-"انت لست ابني ولا أنا أمك! أنا أتبرأ منك" -" انت لست ابنتي، أتبرأ منك" هذه امثله عن ما دفع بعض الأفراد وخاصة شباب انهم يمشون على الارض بلا هدف، وأكثرهم ساقه للجنون أو الانحراف، هؤلاء الذين مااختاروا ان يولدوا ولا ان يكون لهم وجود، فمنهم من محاه للأ...