١٠ | تفاصيل بشرتك

460 86 27
                                    

خطوةٌ إليَّ، خطوة وراء خطوة.. هالته
تنبعث نحوي تدفع بحائطٍ ضخم عليَّ؛

تضغط صدري، تكمش رئتاي، تحجز
الهواء تحت معطف جلدي، ينتفخ
وينتفخ، سينفجر لأشلاءٍ عديدة

ستُزهق روحي بسبب ذلك،
وأيضاً بسبب استسلامي
للاختناق الذي أحدثه فيَّ.

جثى على أصابع قدميّه ليصل إلى مستواي،
لم يجعلني أنهض وهذا جيد، لأنني لا اعلم
إن كانت الأعصاب تعمل في ساقيَّ، فأنا أشعر
بها مشدودة، تهتز في عموم جسدي بعشوائيةٍ.

أسند مرفقاه على فخذيّه يرفع عينيّه
بثباتٍ نحوي، يوزعهما على ارجاء
ملامحي.

ضغطت أناملي في قبضةٍ عنيفة
واشحت بوجهي عنه، هذا كثير
عليَّ

توسعت حدقتاي حينما أحسست
بسبابته تعانق أسفل ذقني ليحرك
رأسي حتى انظر إليه

الألم الثقيل اجتاح معدتي
فأنزلت جفناي قليلاً حتى
لا أراه

نبضةٌ، تليها نبضة، سباقُ نبضاتٍ
أُقيم في قلبي حينما شعرت بشفاهٍ
رطبة تُطبع على أحدى جفناي، لم
يعطني وقتاً لاستوعب حتى انتقل
إلى جفني الآخر يُقبله بشكلٍ خفيف

ابعد وجهه بمسافةٍ قصيرة، نظرت له،
أنشاتٍ بسيطة فقط كانت تفصل بيننا،
بعدستين مُهتزتين أخذت أحدق في
عسليتيه اللتينِ أحس بهما تخترقانني
من دونِ رحمةٍ.

دمعةٌ لم استطع كبحها تسللت من
تحت ستار عيني، لا أعرف ما حدث
لي، رُبما شعورٌ سعيد لم أعتد عليه؟
أم لأنه فاجئني بغير انذار هكذا؟

رمقني يُقرب يده من وجنتي ليمسح
خط رموشي المُبلل، ثم قبل أن يزيل
كفه ختم بقبلةٍ طويلة وعميقة على
سطح وجنتي

تجمدت أطرافي فوضعت راحتيَّ
على كتفيّه، فصل قبلته ناظراً
إليَّ

"رؤية وجهك فقط، تكفيني"
أريد أن يتمهل، أن يتوقف،
وفي ذات الوقت لا أريد.

"اعتذر إن باغتكِ هكذا"
نبس بهدوءٍ قبل أن تلتف ذراعه حول
ظهري والأخرى غرست بوجهي في
رقبته، تنفست وأغمضت عيناي،
أرغب بالبقاء هنا إلى الأبد.

تفاصيل من قماشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن