٤ | تفاصيل ابتسامتك

507 83 12
                                    


كدفترٍ غير مسطر يحتضنه
غبار مكتبةٍ قديمة، ولكن يداً
ما امسكت بريشةٍ؛

بصمات أصابعه بعثت الحياة قليلاً
لأوراقه ثم رويداً رويداً أخذ يرسم
سطوراً فوق بعضهم، ولكنها لم تكُن
مُستقيمةً أبداً

بل كانت خطوطاً سوداء تراها مُهتزة
بكل وضوح

هذا ما فعلته لدواخلي؛
لامست طييّ بريشتك، مررتها،
شعرت بنعومتها

ولكنها كانت تخدش سطح بشرتي
الشاحبة بنهايتها المدببة، مجيئك؛
هكذا..

أسعدني، كدغدغةِ الريشة

آلمني، كحرقةِ قطرة الدم التي
تسللت من نسيج جلدي إثر
حدة قمتها.

"يداكِ تبدوان مهراتان.. خفيفتان
اثناء الرسم"
هو قال، شعور لم أحس به منذ مدةٍ
انبثق في صدري، أناملي ارتعشت
تلقائياً ولكن حمداً لله كنت ارسم
رموش جفنيّه لذا هذا الخط الخائف
الذي ظهر بغتةً أستطيع نقش شعراتٍ
أخرى فوقه، لأجل تجميله.

"شكراً لك، لديك ملاحظة قوية رُغم
ثبات وضعيتك"
أردفت أصب تركيزي في رسمه،
وما أحاول فعله يُختم بفشلٍ ذريع
حينما أضطر لرمق عدستيّه مراراً
وتكراراً حتى أصّورهما بشكلٍ دقيق.

حولت نظري لشفتيّه التي تشكلت
في مبسمٍ رداً على كلامي،

نبض قلبي، بوجعٍ
فأرجعت تركيزي
لعينيه مرة أخرى

عسليتان، وكأنهما بداية خريفٍ كنديِّ،
ذلك الفصل الدافئ، ذو التدرجات
البرتقالية؛

رُغم هالته الباهتة، لا يزال السيد الذي
يهمن على كل الفصول الأخرى بحلوله،
وقعه سريع، وتأثيره يتخللك من أولِ لحظةٍ
ترحب به الطبيعة

بألوانه، وحرارته المُختلطة بالبرودة،
يشبه غروب لوس أنجلوس الساحر.

تفاصيل من قماشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن