٣ | تفاصيل صوتك

618 91 10
                                    

لطالما مقت صُناع الدمى، في عالمٍ
وردي يعيشون، في لُجِ بحر خيالهم
يسبحون،

حدقتان لامعتان لا تنتحبان،
فمٌ بلاستيكي ذا أطرافٍ مُبتسمة،
أديمٌ صلب لا يتلوّن بالكدمات

استفيقوا، الدنيا ليست كذلك،
يفصلك عن الموت بقدر أنملة، فقط
سكينٌ مسنون على عرقٍ أزرق ينبض
في رسغك

خدشة في البداية،
ستنهال شلالات دمائك.

ستُزهق روحك ببطء وإن
نفذ صبري ساُمرغها بعمقٍ
تماماً على غلاف أوريدتك

تتألم، تتوجع، تكابد
تتكوّر حول نفسك
تقضم جدار فمك
الطري فتتمرق
أنسجته.. تنزف

ماؤك القرمزي يُراق من كل فتحات
مسامك،
ألا تشعر بتدفقه الساخن يا صانع
الدمى؟

فأنا اشعر بك حالياً، افهمك

ما كوّنته، أحس بي أنتمي إليه الآن؛
أضحيت لعبةً قُماشية يا صانع الدمى

شِباك رفيعة نُسجت على جلد ظهري،
تتوغل داخلي، تنبت إلى أن حطّت
خيوطها في قرنيتيَّ، تُحيك ذاتها
فيهما

تُرحني يُمنةً ويسرة على أسارير
وجه الشاب أمامي، تجعلني انظر
إليه.

"عذراً آنسة، هل أنتِ في خضم عملٍ ما؟"
نبس، صوته ثقيل، يحرك عيناه العسليتان
بين وجهي وفرشاة الألوان التي أقبض عليها.

مسدت على نهاية شعري القصير الغامق
من الخلف اُخفي توتري، رطبت حلقي،
التقطت نفساً قصيراً ثم تحدثت:
"أجل.. لوحة ذات تفاصيل عديدة"
اطبقت شفاهي بقوة خاتمةً كلامي.

همهم هو وجلس على الكرسي ينظر
للارجاء ثم يرمقني لثوانٍ ، يرجع
لحالته ويعود ناظراً إليَّ بابتسامةٍ
خفيفة

هو ينتظر لكيّ أنتهي من اللوحة
التي اتصنّع بأنني أعمل عليها..

-لوحة ذات تفاصيل عديدة-؛
ليست كذلك

هي فارغة، لقد كذبت فيما أفعله
حتى اُهدأ نفسي المُهتزة أولاً.

تفاصيل من قماشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن