دمعة ام ابتسامة

392 23 8
                                    


على خشبة مسرح مهترئة قديمة، في زمن ما قصة عجيبة، وقف الممثلون الصغار مع ابتسامة كبيرة، انهم سيأدون مسرحيتا ما، دون ان يدركو لعفوية و سذاجة عقولهم ان فوق الخشبة هناك، عاليا عند تلاقي الستائر قناعين، احدهما به دمعة و الآخر ابتسامة....

.
.
.

امسكت بفمها تمنع شهقاتها العالية، سعادتها تتدمر و معها سيختفي كل الحلم الذي رسمته، و بدأت دموعها بالانهمار

رونالد كان فتا احبته بشدة، لا بل عشقته، و هو قد وعدها، بل قد اقسم ان يكون ملكا لها

و ماذا الآن

انه فقط ايرين، شخص قد تذكر انه ترك زوجا، شخص تذكر ان بالوطن له ابنا

و ببساطة قد تركها، لتصارع حتفها و تدمر احلامها الكثيرة، و هذا ليس بالشيء البسيط

اهتز هاتف بجيبها بينما تحاول الاعتدال، مسحت دموعها

ردت مجاولتا تصنع النبرة الشبه متعبة "نعم جيمس هل من جديد" اخفقت فقد بانت شهقاتها من بين تلك المحاولات

هي امراة، و قد خدعت، ربما لن تلوم رونالد او ان صح التعبير ايرين، و لكنها ستلوم ما جعلها تتعلق بامل ضئيل

"بيترا ان الطبيب يقول لا أمل" كان صوته محشرجا، غصة ما تحرقه، "بيترا لم يبقى لايرين غير ايام معدودة"

زاد وجعها و ألم قلبها، لما هذا، لما كل هذه التمثليات السيئة و المحزنة، ليعش، لن تكون هناك معه، و لكنها ستكون على يقين انه حي

لم تدري بما تجيب لذا اكتفت بقفل الهاتف لتسقط اكثر و تكمل انتحاباتها

ماذا ستفعل

و هنا فجأة تذكرة، الأحق، ايرين اراد و لو بآخر نفس سيتلفضه ان يرى وجه زوجه وولده لآخر مرة

لقد مرة منذ ان ارسل تلك الرسالة قرابة الشهر، و هي قد ذبلت اكثر فأكثر، لقد فقدت رونقها من فارط التعب و البكاء

ادخلت يدها بحقيبة يدها الصغيرة تسحب هاتفا صغيرا، اخذت نفسا عميقا قبل ان تقرر الضغط على زر الاتصال

ستحاول من اجله، من اجل رونالد، من اجل حبيبها، ستحقق له امنيته الأخيرة، ان كان سيغادر للأبد

مرة ثوان قبل ان يرد الطرف الآخر

رجل، هذا هو، انه الاوميغا الذي يعاني و سيعاني اكثر، و لكنها انانية ربما من اجل رونالد فقط

"مرحبا" هذا ما اتاها قبل ان تشهق باكية

"ا اهلا انا ادعى بيترا" استجمعت ما بجعبتها من قوة لتتكلم، صمت اتى من الطرف الآخر لتكمل "انا في الواقع اعرف زوجك و هو لم يمت" توقفت تستمع لصوت التنفس الثقيل "كان فاقدا للذاكرة و استعادها من مدة لذا" توقفت لبرهة تجمع نفسا طويلا "ارجو ان تأتي رفقت ابنه ليراه لآخر مرة قبل قبل..." لم تستطع الاكمال لذا اقفلت الهاتف

اين ذهبت(ج2):تناثرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن