دقات كثيرة ستضهر لك انك على قيد الحياة، قد لا تتذكر ما حدث سلفا لكنها موجودة في مكان ما داخل عقلك هناك شيئ اسمه 'الماضي'، سواء كان ما نسميه الماضي الجميل او انه التعيسفقط عليك ان تفتح عينيك و ترى الحقيقة لأن الأمر مهم لنا
كان البحر هائحا على غير ما قيل لهم في احوال الطقس، زمجر الأشقر قائلا: تمسكوا بجوانبكم كي لا ينقلب القارب
تكلم احد الركاب الآخرين: ان الأمر صعب_ بدى من لهجته انه ليس من سكان الساحل كما حال الأربعة الآخرين بل هو من العاصمة 'ميكسكو'
امسك جان بيد ايروين مغمضا عينيه بخوف، صحيح انه شجاع، استرجالي لكنه يضل كائن بشري بعد كل شيء و هو سيخاف عندما يحين الخطر
تشبث ايروين بيد الآخر المرتعشت، بينما يزداد هيجان البحر كل ثانية تمر، انقلب احدهم ليصرخ ايرين: لتتمسكوا اكثر
عن ماذا نكذب انها امواج عاتية عالية قادرة على صنع طوفان و اغراق المكسيك بأكملها ماذا سيفعل قارب صغير من مترين يحمل خمسة عشر مهاجر غير شرعي للولايات المتحدة
صلى احدهم يدعوا يسوعا كي ينجوا و اذ بالبحر يخطفه و من يدري قد يكون لقاعه، صنع آخر علامة المسيح و من ثم يتبع صديقه
الواحد تلوى الآخر يفقد وجوده على المركب الضئيل، صرخاتهم العالية الهاربة من حناجرهم تخطف من قبل الأمواج الهادرة فلا تكاد تسمع
قد يكون افضل كي يهدأ ربما من روع البقية، ماركو كان التالي في سلسلة الراحلين، صرخ جان بأقصى ما لديه مستدعيا صديقه الغارق: ماااااركووووو
فقط تنفيس لخوف و غضب دفين كان نداءه، فهو بعد كل شيء يدرك ان الموج لن يكون ودودا يعيد صديقه للمركب
اغمض عينيه بقوة سامحا لدموعه المالحة ان تختلط و مياه البحر التي ملأته هو و زملاءه، كان مجرد انسان عادي، بيتا بين اثنين من الألفا الأقوياء
ربما خوف من الموت يتملكه بينما يحكم قبض يد ايروين، او ربما ضياع و اشتياق، ربما ندم لأنه قرر اخذ مثل هذا الطريق الخطير
اغمض ايرين هو الآخر عينيه بينما يديه تكاد تصبح اصابعها و لوح القارب الصغير واحدا او تخترقه
ملامح ليفاي تبعث بداخله شيئا كبيرا، تشع نورا احمر بداخله كشعلة متأججة ابدية كانت منذ الأزل بهت لونها ليضاء و يعاد وهجها عندما يلمح بمخيلته وجه زوجه العزيز، زارته صور و مقتطفات من حياته و من تلك الاوقات رفقت ابنه
ابتسم سامحا لدموعه هو الآخر بالنزول، شهقات هربت ثغره ليس خوفا من الموت، لا بل لأنه فرط توا بجوهرته الصغيرة و مثيلتها
يريد ان يلمه بين ذراعيه و يقبله، ينثر عدة فراشات قبل من حبه على وجهه عينيه وجنتيه و ايضا....شفتيه
أنت تقرأ
اين ذهبت(ج2):تناثر
Randomالقصة الأكثر تعاستا من بين قصصي، لن تتمكن من امضاء جزء منها من غير ان تشعر بكمية الحزن الذي يكتنفها لذا و قبل الدخول لهنا...ارجو المرور بالجزء الأول، ليس بنفس التعبير و ربما قد تجده مملا، و لكن للصدق هو من اكثر اعمالي السافلة و عديمة الرحمة و السيئ...