اين ذهبت(ج2):تناثر

كان كل شيء منذ البداية عذاب

منذ البداية علمت اني اتعذب، لم يمر يوم الا و احساس التعذيب بداخلي يتفاقم، سأتعب بالنهاية صحيح؟!

.
.
.

شفق من الظلال تتلون امام بصره بينما يحدق في لالفراغ، جف حلقه و فكت بجسده الألام، و لكن نفسه الآن اكثرها تعذبا

يريد ان يبكي لكن دموعه قد انتهت بالفعل، و لو عاد للبكاء من جديد فلا فائدة ترجى غير ان يزيد من كربه و يكون مثيرا للشفقة

حرك رقبته ليتمايل وجهه جانبا، كان عاريا تماما لا يستره غير سترة مدرسية لا تعود اليه حتى

ماذا سيفعل الآن، فتح باب المخزن ليطل ماكسيم منه، دلف بينما يحمل شطيرتين ملفوفتين بين يديه، ابتسم قائلا: عزيزي هل انت جائع

نظر اليه رين فراغ قبل ان يستقيم جالسا، شعر بألم يضرب عموده الفقري كتيار كهربائي قوي مما جعله يحبس نفسه لعدة ثوان

سحب ملابسه ليرتديها محاولا السيطرة على تعرجاته و تعثراته

لاحظ بقعة الدم الكبيرة التي خلفتها عذريته لتحسر على حاله اكثر، تكلم بينما يقفل سترته الخاصة ببرود: اياح و اخبار اي احد...ان وصل الامر جون فترحم على روحك

:اذا احتاج ما يخرسني_ اردف الآخر بصوت طفولي لينظر اليه رين بطرف عينه بينما ينزل لربط اربطة حذائه الرياضي الخاص بالمدرسة

:انت لا تفهم صحيح...ان علم جون باللذي حدث او والدتي فعليك ان تودع الحياة بعدها لأنهما لن يرحماك_ هدد رين بصوت اشبه بحفيف الحية

استند ماكس على الجدار ليرد بلامبالات: لست اهتم

:اذا دعني اخبرك شيئا_ طفح كيل رين ليتكلم بصوت تخخلته عصبيته الكبيرة_ جرب ان تفتح فمك بحرف واحد عندها ستكون حديث الموسم بالمدرسة و سيعلم الأساتذة من هو الفتى الذي تحرق مكتب المدير و اعتقد ان والدتك ستكون مسرورة جدا

حدق ماكس بعيون باردة تكبح كل غضبه ليبتسم بالنهاية: تحب ان تلعب بقذارة معي صحيح رين عزيزي_ سحب شعر رين بين يديه ليحدق لوجه الآخر و ينفث: و لكن اقسم اني في المرة القادمة سأكون قاسيا جدا لدرجة ان فتحتك ستنزف مرارا و تكرارا

.
.
.

كانت الساعة تشير للسابعة مساءا، عاد ليفاي منذ زمن للمنزل ليبدأ بتحضير الطعام، حاول اشغال العذاب الذي بداخله بخلط المكونات و تنظيف بعض الأشياء

هو لن يخبر رين الا بعدما يعرف من المرسل و يتأكد منه، بينما كان يقطع الخضار اهتز هاتفه بجيبه منذرا عن اتصال

اهتز قلبه كذلك مسرعا في سحب هاتفه، نظر للمتصل ليشعر ببعض الخيبة

تمنى للحظة او لنقل كان واثقا ان الذي يتصل به ربما قد يكون زوجه، و لكن كل شيء قد تبخر عندما وجد انها ايزابيل