البؤس

362 25 6
                                    

لأي درجة علي ان اقول اني بائس حتى ترحمني هذه الحياة، لأني اصبحت ارى العالم اسودا فقط

..............

.

Rine p.o.v:

اشجار كثيرة انها تشبه الدموع الغزيرة التي لا تتوقف عن الهطول بداخلي و من عيناي على وجنتي

كم هذا بائس، كم انا بائس، كم ان الحياة بائسة بنظري

ارى جوانا تجلس على التراب تنوح و تبكي بينما بالقرب منها جيك يحاول تهدأتها

جون يقف فقط كالصنم بينما الرياح تعبث بشعره، انه يشعر بأن اخر جذع من حياته و روحه يقتلع

والدتي هنا بجانبي بالزاوية يقف يبنما تسيل دموعه بوحه متحجر مثلي، ربما لأن كلان قد ذاق ذرعا بكل هذا البؤس

علي ان اصدق القول، ان الانصاف الوحيد الذي عرفته في حياتي من كل هذا البؤس هو عزدما كان بيت صغير على اطراف الشاطئ،

عائلة من ثلاثة افراد على وشك استقبال رابعها تسكنه، فقيرة و لكنها مكتفيت بنفسها

بقربها جيران و اقارب، كانت لحد ما سعيدة، و ماذا عن الآن

انها مفككت تعيسة، انها مثيرة للشفقة و بائسة، و ها قد مر اسبوع واحد

اسبوع لن يكون غير الجحيم بالنسبة لي، كيف اصيغ الأمر، لقد كان كما وصفته سلفا، الأسبوع الذي ستنزل به جل المشاكل، حيث اهلك كاهلي

من اين ابدأ

ربما من اللحظة التي اعلن فيه امي ان ابي قد عاد، و ياليته لم يعد، فها انا ارى امي اصفر اللون مع هزولته

لقد ذهبنا ذلك اليوم للمشفى حيث التقينا بفتاة كانت تدعى بيترا، اخبرتنا انها ووالدها قد عثرا على ايرين رفقت شخصين لم تذكر اسمهما و لكن اشك انهم احد اعمامي

قصت علينا كيف انهم فقدو الذاكرة، والدها الفلاح قد استضافهم في بيته و هم ساعدوه كثيرا، و قد كان والدي قد وعد هذه الشابة بأن يتزوجها

و لكن الحظ لم يكن حليفها، فعندما كاد يصل شهر الخطبة والدي قد تذكر طيف امي، تذكر انه زوج احدهم، و ان له عائلة

و هذا حدث قبل شهرين من الآن، مما دفع به للقدوم او العودة لهنا، كي يلتقي بنا، و لكن ما داهمه هو انه كان مريضا

بسرطان الدم، و في مراحله الأخيرة، و بالرغم من كونه ألفا قوي و لكن انتهى الأمر بأن يعيش فقط لمدة ثلاثة اشهر

و هذا هو الشهر التخير

تخيلوا حالنا، اكثر من خمس سنوات و نحن ننتظره و عندما يعود، سيعود لمفارقتنا

حتى اهتدنا على تكرار سؤال 'اين ذهبت؟' ليأتي و يمسح كل الاحتمالات

لم تقوى قدماي لذا فقط سقطت ارضا، بكيت، انا ابكي لحالنا، للحال التي يرثى لها، انا لا اريد العيش لقد انتهيت، هذا حقا بائس و يرثى له

اين ذهبت(ج2):تناثرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن