الفصل السادس

7.7K 439 115
                                    

زغاريد وفرحة كبيرة في قسم الجمرك بعد تبرئة سوزان أيوب شفيق لعدم كفائة الأدلة، خرجت مع والديها ولم تعبأ بفرحتهما أكثر من حزنها على زوجها الذي صدق تلك الاتهامات المنسوبة إليها

أما يحيى القاضي كان يعلم أنه سيخرج حتمًا ولا بد، لكنه متيقن أن الأمر لن ينتهي هباءً بل سيستمر إلى أن يجدوا قاتل عادل الحقيقي

ولأهم من ذلك الثأر من سيف الدين عون، مسح قطرات الدم السائلة من فمه وقبل خروجه من القسم فوجئ بمكية سند تسير مع عسكري ممسكًا بذراعها بقوة وهي تقول:
( ابعد إيدك عني بقولكم أنا المجني عليها )

توقف يحيى وظل ينظر عليها نظرات مطولة، فسأله فارس:
( وقفت ليه؟ مش يلا نمشي )

تجاهله وعاد إليها، تجهمت تعبيراته حين رآها على أعتابه تستجديه بنظارت متوسلة وصوت باكي:
( الحقني )

ألقى نظرة فاحصة عليها، وسألها:
( إيه اللي جابك هنا؟ )

انفجرت باكية بمزيد من العويل:
( اتقبض عليا وأنا ما عملتش حاجة )

ربت يحيى على كتفها، وسحبها على جانب وهو يرد:
( طب اهدي وفهميني براحة حصل إيه؟ )

قبل ساعتين انتهت مكية سند من إجراءات تخص كليتها في الجامعة وراحت تتسكع في تجوال عبثي من غير وجود هدف معين، وبدون سابق إنذار اقترب منها شاب غريب الأطوار يتغزل في جسدها

في بداية الأمر بادلته بسمة واستأنفت سيرها، ولكن كيف يتركها بعد تلك البسمة التي تنم عن موافقتها وخضوعها له كما يعتقد، ثم نظر على ملابسها وبالتحديد أشار لبنطنها المكشوفة، وقال بوقاحة:
( بطنك باينة يا أبلة )

ردت مكية بتكلف وامتعاضة صريحة على وجهها وليتها لم تتفوه:
( عــارفة )

أضاف عليها بنوع من السفاهة وقلة أدب:
( طب ما تجربي تبيني *** المرة الجاية! )

برقت عيناها بوميض مشتعلًا من الغضب والخجل في آن واحد وعلى حين غفلة صفعته بقسوة وغلظة قائلة بتهديد:
( الظاهر أمك ماعرفتش تربيك يا روح أمك ومحتاج تتربى من أول وجديد )

وبعدها حدثت مناوشات بينه وبينها حتى تجمعت المارة وقد علموا عن حادثة تحرش كما زعمت وهو يكاد يجزم أنها لفقت له تهمة، وفي نهاية المطاف بعد شوشة وهرج ومرج حضرت سيارة الشرطة وأخذتهما معًا

ارتمت مكية تستند على الحائط، وانهمرت عباراتها بغزارة، وهتفت تشكو بأنين فؤاد منفطر:
( هو ده اللي حصل والله )

التفت يحيى إلى المحامي وقال بثبات:
( خلِّص الحوار ده )

تحدث المحامي بلهجة رسمية:
( هاتي بطاقتك يا آنسة )

توترت مكية كثيرًا وقامت بالنظر على يحيى، قائلة بتوجس:
( لازم البطاقة؟ )

نظر يحيى لها ورد باستهزاء ناقم:
( لا مش لازم ولا لازم إنه يدافع عنك أصلًا .. أنا ماشي وسايبك )

اقبلني كما أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن