عند ذلك المبنى وتحديدًا على المكتب الخشبي، جلس يحيى القاضي أمام المحامي المكلف بقضيته، أشعل سيجارته وسأله:
- عملت إيه في القضية بتاعة عادل؟أجابه المحامي بهدوء مرتاح النفس:
- اطمن يا باشا عادل فاق وهيقول على كل حاجة.. النهاردة روحت المستشفى وكنت عايز اتكلم معاه بس الدكاترة رفضوا لغاية ما حالته تستقرقال يحيى وهو يستحضر القضية الثاني للفتاة التي باتتت بالخطأ تحت مسؤليته:
- وقضية مكية؟همس في استحسان كبير:
- مابقتش قضيتها يا باشا.. صاحب بلال اعترف إنه ضحك على مكية واستغفلها بخصوص الإعلان وكده كده بلال القضية لبساه بعد ما حاول يقتل صاحبه في القسمتبدلت تعابير يحيى وتسائل قائلًا:
- يعني خلاص طلعت براءة والموضوع خلص؟أخبره بتحمس:
- لسه مش خلص كله، فاضلها مرة هتروح المحكة لما يحددوا الوقت وهبقى ابلغ حضرتك.. بس تقدر ترجع لجامعتها ودي ورقة تثبت برائتهاأخرج من الدرج الخشبي ورقة مغلفة مختومة من جهات الحكومة، ومدها ليحيى الذي تناولها منه وهو يثني عليه:
- تسلم يا متر.. بكرة هتكون الحلاوة عندك على المكتبتبسم لها وأضاف بشكر:
- أنا ديمًا في الخدمة يا يحيى باشاشدد عليه من جديد وهو يشير بنظراته الجادة قبل مغادرته:
- خليك معايا على الخط أي حاجة تحصل تقولهالي أول بأولـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج يحيى القاضي من المصعد ووقف أمام منزل أشرف سند، تردد قليلًا في الضغط برفق على جرس الباب وهمس لنفسه بضجر:
- ولو إني بكره أبوها كُره العمى بس خلّي الموضوع يخلص وترجع لأهلهااستفاق على صورة مريم وهي تفتح الباب، تفرس في ملامحها الحزينة الذابلة وعندما تأكدت من ملامحهه وعرفته انطلق صوتها يسأله:
- مكية حصلتلها حاجة؟هزر رأسه بالاعتراض، لتطلق زفير مرتاح من رئتيها، فسألها هو:
- الأستاذ أشرف موجود؟ عايز اتكلم معاه آآلم تمهله مريم الفرصة لإتمام الجملة، وقاطعته بنبرة حزينة:
- بابا بقاله يومين محجوز في المستشفىاستجمع جأشه ليواصل كلامه متسائلًا:
- مستشفى إيه؟أخبرته مريم العنوان بالتفصيل، وصرف جسده عنها، ليتوقف عندما سمع صوتها من الخلف:
- مستر يحيى!علق عليها بانتباه:
- نعم!همست مريم في توتر قلق:
- مكية كويسة؟هز رأسه قائلًا في هدوء:
- أكيد، أنا جاي أقولكم إنها طلعت براءة من القضية وهترجع البيتصاحت بفرحة عملاقة لم تستطع أن تخفيها:
- بجد؟ بابا وماما هيفرحوا أوي... ده بابا هيخف لما يسمع الخبر ده
أنت تقرأ
اقبلني كما أنا
Romanceيومًا ما ستقابل الشخص الذي يقبلك من أجل قوتك ويحبك بسبب ضعفك، سيحبك بدون قيود ودون خوف ويريدك دون طلب، لن يهتم بعيوبك سيقبلك كما أنت بروحك الجميلة. روايــة اقبلني كمـا أنـا بقلم فاطمة الزهراء عرفات