لم يتوتر أو يتلعثم حينما سألته عن الورقة الملقية بإهمال في ركن بالغرفة، بل وضح لها بكل أريحية:
- أناتعجبت بشدة وراودته بسؤال آخر:
- انت اسمك بدر ولا يحيى؟زفر على مهل وقاوم شعور غريب انتاب جسده، ثم تابع قائلًا:
- عباسعقدت حاجبيها بدهشة أكبر ليرد عليها بكامل سخريته:
- يعني ازاي هيكون اسمي بدر وأنا اسمي يحيى!.... دي شهادة ميلاد واحد كان بيشتغل في المزرعة وجات بالغلط مع الورقكان ذلك تحت مراقبة ساندرا التي لم تتحمل السكوت أكثر، فأمسكت بذراع مكية وقالت وهي تصطحبها بعيدًا:
- ماتيجي نخرج برة ونسيب يحيى يرتاح؟رفض طلبهما وهو ينهض بكامل شموخه قائلًا بصلابة:
- محدش يخرج أنا اللي ماشي واحتمال ماجيش اليومين دوللم يكثر ويطيل معهما الحديث فهو يعرف أنهما ستتعلقان به كالقردة على الأشجار، انتفضت مكية على إثر غلق الباب وصوت ساندرا:
- عاجبك كده أهو مشى من تحت راسك!تعجبت مكية من الهجوم الذي قذفته به ساندرا، لتبرر موقفها:
- وأنا عملت إيه بس يا ساندرا؟ ولا هو رمي بلى وجر شكل!وقبل أن تستأنف معارضتها، أمرتها ساندرا بصرامة:
- انتِ تبعدي عن يحيى خالص ماتكلمهوش لا من قريب ولا من بعيد، ومش معنى إنه فتحلك بيته يبقى تاخدي عليه وتسأليه أسئلة خصوصية ....... انتِ هنا ضيفةأتاها رد مكية بهمس هادئ:
- احنا الاتنين ضيوفاحتجت بغضب شديد وهي تلوح بيدها:
- لأ، انتِ بس اللي ضيفة أنا هنا صحبة البيت وفي مكانة يحيى بالظبط، انتِ هتمشي وأنا هقعدكانت عينا مكية مصوبة على رسغ ساندرا، وشاهدت شيء لم يكن بحسبانها أن تتوقعه، وعلى الفور أمسكت رسغها وسألتها حينما رأت وشم الصليب منقوش عليها، لتسألها بسرعة:
- انتِ مسيحية؟- عندك مانع؟
هز رأسها بالنفي وهي تستكمل في طرح الأسئلة:
- لأ معنديش بس آآ بس مش فهماكي!هتفت بها بقسوة مميتة:
- مش فهماني في إيه؟!احتفظت مكية بدهشتها المريبة، وسألتها مرة أخرى:
- انتِ مسيحية وهو مسلم!قاطعتها بلهجتها غير المفاوضة:
- عشمانة يتجوزك ما انتِ مسلمة زيه!أمام نظرات ساندرا الغاضبة والمتوعدة، اضطرت أن ترضخ مكية، لكنها أخبرتها بزمجرة:
- احترمي نفسك بقى أنا لحد دلوقتي ساكتالك ومش عايزة أجرحك بكلمة، أنا مابفكرش في الجواز من يحيى ولا بحبه من الأسا آآآعلقت ساندرا بتهكم واضح:
- كدابـــــــة، انتوا الاتنين بتحبوا بعض انتِ ماتعرفيش يحيى اتغير أوي بتبقى في عيونه لمعة مابتظهرش غير لما يشوفك انتِ
أنت تقرأ
اقبلني كما أنا
Romanceيومًا ما ستقابل الشخص الذي يقبلك من أجل قوتك ويحبك بسبب ضعفك، سيحبك بدون قيود ودون خوف ويريدك دون طلب، لن يهتم بعيوبك سيقبلك كما أنت بروحك الجميلة. روايــة اقبلني كمـا أنـا بقلم فاطمة الزهراء عرفات