الفصل الثاني عشر

5.4K 179 24
                                    

أصاب چايدن بعد تلك المشاحنة بينه وبين أسرته وصب شديد، وكان في غنى عن هذه المتاعب، ثم جلس قابلة شقيقه الذي فرك أسفل ذقنه بألم وقال:
- امتى هتواجه بابا بالحقيقة

بنفس الهدوء الوقور أخبره:
- هراقبه الأول

استفهم شقيقه بقلة صبر:
- هتلبس نفسك في حيطة من ورا أوهامك

تقوس فمه بعدم اكتراث، فتأوه رفائيل بشدة من الألم الذي احتل وجهه، فشرع چايدن في توبيخه:
- تستاهل

ظهر الغيظ على ملامحه، وهمهم في خفوت:
- انت معايا ولا معاها!

برر له بتلذذ بما اعترى وجهه من ضرب وتنكيل:
- مع الحق يا حمار

هتف رفائيل يدافع عن نفسه باستماتة:
- اذا كنت انت اللي قايلي إنها بنت شمال عشان لبسها!

وضع چايدن إصبعه على طرف ذقن أخيه المتوجع، ورد بنظرات ماكرة:
- بس مش قولتلك اتهجم عليها يا غبي

عقب عليه بضجر واقتضاب:
- بقولك شوفت واحد بيديها فلوس ومن كلامه باين إنه بنام معاها في البيت

اقترح عليه باهتمام:
- ما هي اتصلت بيه يمكن يكون أخوها يا حيوان!

لم ينظر ناحيته واسترسل يمط شفتيه قائلًا بتفكير:
- جايز برضو أنا مافكرتش، العرق الاسپانيول نط عليا

ونهض يقف چايدن بطوله وأمر أخيه بصرامة:
- طب قوم عشان هنروحلها

- ليــــــــــــه؟؟

تجدث چايدن بلكنة والدته الإسبانية بسخرية طفيفة:
- هتقولها لو سينتو "آسف"

جاء صوت رفائيل من خلفه متسائلًا وهو يلحقه:
- انت بتقول إيه يا چايدن! أنا رفاييل اسكندر الخواجة اتأسف لحتة بت كانت بتشتغل طباخة في مطعمنا؟

صاح چايدن قائلًا بإصرار وهو يمسكه من ياقة قميصه:
- ما العملة اللي انت هببتها دي ممكن تودينا احنا ومطاعمنا في ستين داهية، لما ابن اسكندر اسحاق الخواجة صاحب سلسلة مطاعم الماريسكو يغتصب واحدة تبقى فضيحة لينا كلنا آآ

قاطعه في عبوس رافضًا التنازل عن رأيه:
- ومين اللي هيعرف بده!

ببساطة وضح له الحقيقة التي يعمى عنها:
- هي.. مش يمكن تبلغ عليك يا متخلف! تخيل بقى لو أبوك عرف هيعمل إيه؟

عض رفائيل على شفتيه للحظة قبل أن ينطق:
- تاهت عن بالي دي!

صرخ شقيقه الأكبر عليه:
- عشان غبي وحمار... امشي قدامي عشان أنا ماعرفش عنوان بيتها!

اعترض عليه بشدة، وقد ظهر الارتباك عليه:
- لا يا چايدن أنا ماقدرش أروح منظري هيبقى وحش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- خشي يا مكية

شعرت برهبة خفيفة وكأن جسدها يسبح على موجات متوسطة، وأدارت وجهها للجانب تحاول رؤية المكان باهتمام وبكل ما يعتريها من خوف خفق قلبها وسألتها:
- مين اللي عمل في العفش كده؟

اقبلني كما أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن