خدوش وكدمات زرقاء رُسمت على وجهه بواسطة الفنان حتى أنه لا يعرف اسمه، زفر يحيى بضيق كبير كان يود تلقينه درسًا قاسيًا ويرد له الصاع صاعين والسن بالسن والعين، فتح الصنبور وبلل يديه ووجهه معًا وتابع خروجه من الحمام الملحق بمكتبه في المركز وقذف جسمه على المقعد المقابل للمكتب
وقد انتظر إحضار سيارته من المزرعة خاصة أنه ألزم من تنظم له المواعيد أن تلغي موعد المحاضرة الليلة، لن يستطع النظر لطلابه ووجهه مضروب
غادر من المكتب يسير وكأنه مغلوب على أمره لشيء ما، لم يكترث بنظرات العاملين في المركز له وأكمل سيره في النزول من درجات السلم
توقف يحيى وهلة لمّا شاهد زهرة النرجس تصعد وتقبل عليه، تمنى يحيى لو ابتلعته الأرض لكن حينما رفعت وجهها تهيئ الكلام بدهشة:
( مش حضرتك هتدينا الكورس؟ )لقد رأت علامات الضرب عليه مثل رؤيته لآثار الضرب على وجهها فقال باقتضاب:
( مافيش )ترددت مكية قليلًا وحسمت موقفها لتسأله بطريقة مباشرة:
( آآآ .. هو إيه اللي حصل لحضرتك؟ )رفع يحيى وجهه المتورم والضمادة التي وضعت أسفل زاوية فمه مردفًا بخشونة:
( حادثة عربية .. وانتِ؟ )اتسعت حدقتيها وهي تسأله:
( أنا إيه؟ )استأنف يحيى نزول درجات السلم وعلق مشيرًا عليها:
( وشك متخرشم مين اللي ضربك؟ )تلقائيًا تحسست وجنتها واستطردت بشجاعة مزيفة:
( محدش يقدر يضربني، آآ أنا خرجت متأخرة وبجري فـ .. فـوقعت من على السلم )منحها نظرة مطولة قبل أن يرد في سخرية خفيفة:
( طب اكدبي كدبة تتصدق دول خمس صوابع معلمين على خدك )هتفت مكية بعدم تعقل وبدأت تخرج هاتفها من حقيبتها:
( انت بتتكلم بجد؟ )رمقها نظرة طويلة ولم يرد عليها بسبب رنين هاتفه فأخرجت هي الهاتف الخاص بهما من حقيبتها وشاهدت في شاشته وجهها المتورم، صدح صوته الجامد:
( نعـم؟ )( عايزاك ضروري )
زفر بضيق كبير قبل أن يقول باقتضاب:
( خليها مرة تانية يا ساندرا أنا النهاردة تعبان )أغلقت الهاتف بوجهه بدون أن تبدي أي ردة فعل، ليعاود سؤاله بجمود على الواقفة أمامه:
( مين ضربك؟ )لوت شفتيها وقالت بتجهم:
( أبويـا )لم يكلف نفسه بمواستها أو معرفة سبب ضربه لها، واستأنف خروجه من المركز ذلك الأمر الذي سبب لمكية الغيظ، قبل أن يركب سيارته، نطقت توقفه باستفزاز:
( على فكرة؟ )نظر لها فأكملت تردد بكيد:
( عربيتك سليمة )صرف وجهه عنها منذ دقيقة أخبرها أن كدمات وجهه ناجمة عن حادثة سيارة وها هي ترى سيارته نظيفة لا يوجد بها خدش
![](https://img.wattpad.com/cover/259939578-288-k739792.jpg)
أنت تقرأ
اقبلني كما أنا
Romansaيومًا ما ستقابل الشخص الذي يقبلك من أجل قوتك ويحبك بسبب ضعفك، سيحبك بدون قيود ودون خوف ويريدك دون طلب، لن يهتم بعيوبك سيقبلك كما أنت بروحك الجميلة. روايــة اقبلني كمـا أنـا بقلم فاطمة الزهراء عرفات