الفصـل الأول 💕

17.4K 465 64
                                    

الجزء الاول من
- أصابك عشقاً -
" يا أيتُها النفسُ المُطمئنةُ * ارجعِي إلى ربِكِ راضية مرضية* فأدخُلي في عِبادي * وادخُلي جنَّتي"
كان يتلوا الشيخ تلك الآيات القرآنية، على روح ابن تلك العائلة، الذي مات فقيد الشباب تاركًا زوجته وابنته يكملون تلك الحياة.
كانت تجلس بين السيدات بعباءتها السوداء .. تنظر أمامها بشـرود تام فهي اليوم خسرت أعز ماكانت تملك.. مات زوجها ووالد ابنتها .. مات شريك حياتها ورفيق دربها .. دموعها تنهمر على خديها دون توقف وبصمت بالغ ..لا يُصدق عقلها.. ولا يستوعب قلبها .. عينيها تجوب المكان فتتوقف تارة على والدته الباكية وتعبها وحُزنها البالغ ثُم تارة أخرى على أخته الباكية أيضًا .. تسمع من هنا حديث ومن هنا حديث من النساء الجالسات ورغم ذلك فهي ثابتة .. من أجل طفلتها ومن اجل التخطي قدمًا نحو المستقبل الغامض بعد أن تركها زوجها حبيبها الآن في وسط الدرب وحيدة تمسك يد طفلتها فقط .... الهدوء الذي هي به بعده سيكون عاصفة على قلبها مليئة بالحُزن والبُكاء .... لا يوجد صراخ لا يوجد انفعال حتى الآن .. فقط بكاء صامت حارق يدمي القلب
كانت تعلم ' سَكّنْ ' بـ مرض زوجها ولكن ما لم تكن تعلمه ذهابه السريع وشاء الله وأخذ روحه وليس بسبب مرضه بل بحادث سير أنهى حياته ليبتعد كلياً عن عائلته وزوجته وطفلته .....
ساد الحزن حياتهم كانت سيادته قوية على جميع أفراد العائلة تلك .. على والدته التي خسرت ابنها الكبير واول فرحتها.. على والده الذي كان يستند عليه في اوقات شدته.. على أخاه الذي اصبح يشعر بالقسوة حوله لفقدان اعز ماكان يملك في حياته.. هاهو يسقط ولم يجد اخاه جواره يسنده كـ كل مرة.. علي أخته التي كانت تعتبره سندها وعزها من بعد والدها.. على زوجته التي اصبحت وحدها الآن دون وجوده جوارها دون حديثه معها بـ حنانه البالغ دون إسنادها في لحظات وقوعها... على إبنته الوحيدة والتي لا تفقه شيء لِصُغر سنها.. ولكن تشعر بالحزن داخلها وهي تردد دومًا '' بابي فين ؟ '' ثم تبدأ في حالة بكاء هيسيترية لعدم وجود والدها جوارها ....
- فلاش باك -
كان الجميع يجلس في المنزل، يُشاهد الوالد التلفاز، بينما سكن وحماتها في المطبخ، يُعدون الغداء ومنتظرون قدوم " خالد" زوج سكن واخاه " عُمر" حتى يأكلوا سويًا، يتحدثون سويًا ويقهقون في سعادة واضحة تعُم ارجاء المنزل، ويأتي خالد وزوجته وابنته " ريم" للمنزل في نهاية كُل اسبوع ليُشارك عائلته الغداء، تلك عادة يفعلها مُنذ زواجه وانتقاله لمنزله مع زوجته.
زفرت سكن بقلة صبر قائلة
( معرفش إيه التأخير ده، خالد مكلمني من نص ساعة وقالي أنه خلاص على وصول)
ردت حماتها قائلة بضحكة خافتة
( عيالي وانا حفظاهم، دايمًا مواعيدهم ضاربة.. روحي اتصلي عليه)
هزت سكن رأسها يمينًا ويسارًا بقلة حيلة وغادرت المطبخ فسمعت رنين هاتف المنزل، ذهبت له واجابت على الاتصال
( الو.. ايوه مع حضرتك)
صمت، عدم استيعاب ثُم تساءل
( انتِ أكيد.. رنيتي هنا غلط!!)
التفت حماءها لها وهي تتحدث ليرى ماذا يحدُث، كان إجابة المُتصل قوية للغاية على قلب سكن، فأتت الصدمة على وجهها، ثُم الدموع بدأت تنهمر فتوجه لها حماها سريعًا وفي تلك اللحظة كان ايضًا عُمر يدلف للمنزل وهو ينظر إليهم باستغراب، فتسائل حماءها
( في إيه يابنتي، بتعيطي كدا ليه؟ مين اللي بيكلمك ده)
نظرت إليه وعُقد لسانها تمامًا عن الحديث ودموعها تَهبط بغذارة فأخذ هو الهاتف يُجيب ولكن الإتصال كان قد قُطع، فنظر مرة أخرى لسكن وبدأ القلق يسري بـ قلبه
( في إيه يا سكن؟)
كانت تبكي بقوة، وحرقة، وبصوت مُرتفع ثُم واخيرًا رددت
( خالد.. خالد عمل.. حادثة....)
وقعت الصدمة على الجميع فأتت الصرخة من حماتها بشهقة كبيرة
( ابني!!!)
تقدم عُمر سريعًا من سكن مُتسائلًا بصوت قلق
( في انهي مستشفى يا سكن؟ )
إجابته بأسم المستشفى فالتفت يُغادر هو ووالده لتقول ببكاء وهي تجلس ارضًا
( خالد... مات)
التفت والده وعُمر نحوها ينظرون لها بصدمة، بل وكأن هُناك صاعقة هبطت عليهم وعلى قلوبهم، بينما والدته لم تتحمل تلك الجُملة فوقعت ارضًا لا تنطق.
________________________________________ ________________________________________________________________________________
- بعد مرور سبعة أشهر -
دلفت بخطوات متزنة وهي تُمسك يد ابنتها الصغيرة ذات الخمس سنوات.. هاهي تعود لمنزل أهل زوجها بعد سبعة أشهر لم يكونوا بـ هينٍ على قلبها ولا قلب ابنتها للخسـارة الكبرى التي تلقوها .. بل وبالأخص علي ابنتها التي كانت تأتيها حالات بالبكاء الهيستري عن والدها وأين هو.. بينما سَكنْ لم يكن أيضًا سهل عليها خسارة زوجها هكذا .. كان صعبًا ومؤلمًا بحق.. كان زواجهم مثل أي زواج تقليدي ولكنه كان نِعم الزوج لها أحبته، وأحبت احترامه لها وحنانه معها .. ولكنه غادر الحياة عائدة روحه لمن خلقه..
انتهت من السلام على جميع أفراد العائلة التي تملكها الحُزن بعد فقدان فردًا منهم.. جلست وسطهم بينما الجدة تداعب حفيدتها بمرح مزيف يغلفه الحزن..
خرج عُمر من غرفته وهو ينظر بـ هاتفه ثم سمع صراخ الصغيرة
( عمو عُمر )
رفع بصره فوجدها تركض نحوه فـ شقت الإبتسامة طريقها على وجهه سريعًا وهو يجثو علي ركبتيه ليصل لطولها ثم استقبلها في أحضانه هامسًا
( حبيبة قلب عمو عُمر وحشتيني يا قلبي )
قهقهت الصغيـرة - ريم - برقة...كانت تشبه والدتها كثيرًا .. تمتلك نفس الملامح ماعدا لون العينين الأخضر مثل والدها.. نسخة مصغرة عن "سكن" مثلما يقول الجميع
( انت كمان وحشتني اوي اوي)
أبتسم عُمر برضا وسعادة
حملها وهو يسير لهم ملقيًا السلام
( السلام عليكم.. ازيك يا سكن؟)
أبتسمت سكن بهدوء وهي تقول برضا
( وعليكم السلام.. بخير يا عُمر انت عامل اي..؟) جلس وعلى قدمه ريم مبتسماً قائلاً
( والله بخير الحمدلله.. كله ماشي)
تمنت له دوام حاله ثم تنهدت بخفوت و أبعدت نظرها مرة اخرى ناحية حماتها التي لم تكن يومًا حماة.. بل كانت ام ثانية لـ سكن.. كانت تعاملها كأنها تعامل ابنتها واكثر .. كانت دومًا تقف جوارها وتساندها في كل شيء.. وها هي يخرج صوتها قائلة بتمني
( يابنتي بدل ما انتي عماله تتنقلي من بيتكم لبيت ابوكي ماتيجي تقعدي معانا هنا..)
تنهدت سكن وهي تقول بإبتسامة خافتة
(انا حابة ريم تفضل في بيت باباها يا ماما.. وبروح بيت بابا زيارات بس احنا مبسوطين في بيت خالد الله يرحمه..)
احتل الحُزن وجوههم مرة اخرى لتقول الابنة الصغرى لتلك العائلة - سما - والتي كانت مقربة لـ سكن كثيرًا وكانت تُعاملها وكأنها اختها الكبرى فهي تحتفظ بجميع أسرارها
( ربنا يرحمه يارب.. بس ماما قصدها عشان متقعدوش لوحدكم يا سكن)
انتهت من جملتها وهي تخرج تنهيدة عميقة من داخلها
كادت ان تتحدث سكن ولكن قاطعها دخول والدها فـ استغربت بشدة لقدومه ودون أن يخبرها حتى .. فهي أخبرته صباحًا انها قادمة لـ هُنا لماذا لم يخبرها أيضًا.. هاهي ستعلم السر الآن..
وقف الجميع يرحب بدخوله بينما هو جلس بجوار سكن وهي تنظر له باستغراب وفضول فـ همس لها ( متبصليش كدا، هتعرفي دلوقتي )
ثم أعاد النظر لوالد عُمر - الحاج محمود - مكملا بهدوء
( ندخل فالموضوع المهم يا محمود عشان نرتاح ونريح الولاد)..
نظر عمر باستغراب لوالده فهو أيضًا لم يخبره عن هذا الموضوع المهم .. يا ترى ما الأمر؟ وتطلع الجميع أيضًا لـ محمود ثم لـ اشرف والد - سكن -
تنحنح - محمود - بخفوت ثم قال بمرح
( كله خير ان شاء الله بتبصولي كدا ليه؟)
نظر محمود لـ عمر ثم لـ أشرف مرة اخري قائلاً بجدية
( بصراحة فيه حاجة.. وكويس ان كلنا متجمعين كدا..)
نظر له الجميع بترقب - ماعدا أشرف فهو كان يعلم الموضوع جيدًا - منتظرين حديثه بينما هو ينظر للجميع يرى ملامحهم ويرى تعابيرهم ثم قال بوضوح
( خالد الله يرحمه..)
هنا تطلع الجميع له بفضول اكثر ثم قال عُمر سريعًا بنبرة قلقة
(ماله خالد يا بابا... هو فيه ايه؟)
اكمل والده بوضوح أكثر
(خالد الله يرحمه لما عرف انه تعبان كتب وصيته.. وانا مكنتش حابب افتح الموضوع دا في الوقت الي فات بس حان الآن انه يتفتح ويتعرف ويتنفذ) ابتلعت سكن ريقها باستغراب شديد ها هي بدأت تقلق مما كتبه زوجها فبالتأكيد ما كتبه ليس به اي ضرر ولكن الفضول قاتل.. بللت ريقها ثم قالت بنبرة خافتة متسائلة عما بداخل تلك الوصية
( كان كاتب ايه فالوصية يا بابا؟)
نظر لها محمود ببعض التوتر..
( كتب في الوصية أن بعد وفاته انتِ وعمر تتجوزوا!)
وقف عمر من مكانه وهي الأخرى مصدومين.. غير قادرين على النطق.. هو لا يعلم ماذا يقول.. كيف كتب اخاه مثل تلك الوصية.. ولماذا؟ انه يعلم جيدًا أن عمر يحب أخرى.. ولكن ما المغزى من كتابتها وكيف يكتب مثل هذا؟
بينما هي لا تستطيع الحديث من الصدمة التي وضعها بها زوجها المرحوم.. إحراج كبير في هذا الموقف فإن رفضها عمر الآن وذلك حقه بالتأكيد ولكن سيكون مؤلم بحق .. وحدث كما توقعت عندما وجدت عمر يتحدث بإنفعال شديد
( لا طبعًا دا مستحيل .. سكن زي اختي بالظبط وانا استحالة افكر فيها كأنها مراتي.. وبعدين ما انتو كلكو عارفين ان أنا في حياتي بنت والمفروض هخطبها واتجوزها)
نظر له والده بحدة عما بدر منه من حديث مؤلم وصوت مرتفع قائلًا بصوت صارم مرتفع
( عُمر.. فيه ايه مش كدا الكلام انت اتجننت؟)
عادوا للجلوس هي وهو مرة أخرى و قاطعتهم سكن بتوتر وهي تفرك يديها من الإحراج قائلة بصوت متحشرج
( لا يابابا عمر معاه حق في كل كلمة قالها.. مينفعش يحصل كدا ابدًا ... وبعدين انا مش فاهمة ليه خالد عمل كدا؟) نظر لها والدها بحزن واسى عما حدث الآن لها ولكن هو اتفق مع والد عُمر علي تلك الزيجة حتي يرتاح باله وقلبه على ابنته التي تتعذب يوميًا علي فراق زوجها وتربية ابنتها وحدها.. وعندما اخبره محمود بتلك الوصية شعر ببعض الراحة داخله من اجل ذلك
فهي بالنهاية لن تتزوج بـ غريب يظلمها ويظلم ابنتها.. بل ستتزوج عم ابنتها.. في تلك الحالة وافق واتفق مع محمود على ذلك ثم قال والدها - اشرف - بهدوء لأقناعها
( سكن يابنتي.. فكري كويس انتي وعمر عشان خاطر ريم.. انا شايف ان الموضوع دا يتنفذ وتكونوا نفذتوا وصية خالد الله يرحمه)
نظرت لوالدها بقهر .. ماذا يقول والدها ؟؟ كيف له ان يضعها في مثل هذا الموقف؟؟ وفي كمية الإحراج تلك؟؟
اكمل محمود بصرامة
(خالد لما كتبها كان عايز مراته تفضل في العيلة هنا وبنته تتربى هنا في بيتهم عشان لو سكن..)
قاطعته سكن بهدوء بالغ وحزن شديد في قلبها
( انا مبفكرش اتجوز تاني يا بابا.. مافيش في دماغي اي فكرة جواز تانية عشان خالد يخاف ان بنته تتربى مع راجل غريب..)
ثم ابعدت بصرها عنهم جميعًا قائلة
( وكفاية لحد هنا انا..)
صمتت قليلاً ثم قالت بصوت مختنق ممزوج بالحده
( انا اسفة مقدرش انفذ وصية خالد دي.. ثم ان احنا منقدرش نحرم عمر انه يعيش حياته زي ما هو عايز هنكون بنظلمه)
كان عمر يستمع إليها و يشتاط غضبًا مما حدث الآن وينظر لهم وهُم يتحدثون بغضب شديد..يهز قدميه بقوة ويعيد خصلاته فيضغط على خصلات شعره ثم زفر بضيق مكملًا
( انا اعرف ان الوصية الي زي دي مش إجباري تتنفذ فطالما مش إجباري خلاص متتنفذش.. واهي سكن قالتلكم مش هتتجوز حد تاني اصلًا .. بس أنا في بنت واعدها ومينفعش اخلف معاها)
نظرت له سكن بطرف عينيها بحرج ثم أعادت النظر لـ والده - محمود - الذي اكمل حديثه بحدة
( بس انا عايز الوصية دي تتنفذ وانكم تتجوزوا.. دي وصية اخوك الوحيدة الله يرحمه ايه مش عايز تنفذهاله عشان ايه .. سكن الف حد يتمناها)
أجابه عمر بحزم
( أنا عارف ان سكن الف حد يتمناها وعارف أن دي وصية اخويا بس انا مينفعش انفذها انتو متخيلين بتتكلمو في إيه؟؟)
صمت لثوانِ ثم عاد يتحدث قائلاً بإنفعال مرة اخرى
( انتو بتتكلموا في جواز ما بين اتنين أخوات.. بتتكلموا في حاجة كبيرة.. دا جواز مش لعب)
كانت الأنفاس الغاضبة هي التي تملئ الهواء.. غضب شديد من عمر وما يحدث الآن.. لا يعلم كيف لأخيه ان يكتب مثل تلك الوصية.. ولا يعلم بماذا تفوه الآن من كلام جارح في حق سكن.. ولكن ما يعلمه أنه لا يمكنه ان ينفذ تلك الوصية..
بينما سكن تجلس في غضب وتحرق في أعصابها الآن بسبب وصية زوجها المتوفى.. لم تكن تتخيل انه في إحدى الأيام سيضعها في هذا الموقف المحرج.. هي لم تكن ستتزوج من الأساس هو يريد تزويجها من أخيه.. غضب.. توتر.. إحراج.. مشاعر كثيرة تجتاحها الآن
اقتربت الصغيرة ريم من سكن وجلست جوارها تُخبئ رأسها في أحضان والدتها، ثم اردفت ريم بصوت خافت
( مامي.. يلا عشان نمشي ولا هو بابي هيجي ياخدنا امتى؟)
توجه نظر الجميع ناحية الصغيرة تلك التي تختبئ في أحضان والدتها.. كثير من الحزن تجاهها وتجاه ما تشعر به الآن.. نظرت لهم سكن بـ لوم وكانت النظرة موجه خصيصاً لوالد زوجها ثم احتضنت ريم بحنان وهي تمسد على شعرها قائلة بحنان لعلها تُدخل الدفئ داخل ابنتها
( هنمشي دلوقتي يا حبيبتي علي البيت)..
ساد الصمت سيادته وعمر يتابع ذلك الموقف ويتابع احتواء سكن لصغيرة اخاه.. فقام من مكانه وتوجه لجانبهم وهو يمسك يد ريم بدفئ قائلًا
( ريم.. ايه رأيك عمو ياخدك يشتريلك شوية حاجات كدا قبل ما تمشوا؟؟)
نظرت له بطرف عينيها من أحضان والدتها وهي تقول بحماس ( بجد؟؟ ماشي يلا)
ثم ابتعدت عن سكن متوجه لـ عُمر وتعلقت بـ عنقه وهي مبتسمة ومتحمسة بينما سكن تنهدت بقلة حيلة وهي تقول بخفوت
( روحي يا حبيبتي مع عمو وتعالي بسرعة عشان نمشي ماشي؟)
هزت ريم رأسها بـ طاعة بينما نظر عُمر لـ سكن نظرة خاطفة يعبر بها عما داخله من ندم وإعتذار لما حدث الآن لكنها أبعدت نظرها سريعًا للجهة الأخرى غير راضية.. فما قاله ليس بـ هين لا عليها ولا علي حالتها النفسية في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها ثم اخذت نفسٍ عميق تُخرج ما بداخلها وهي تُتابع عمر وريم التي علي ذراعيه خارجين من المنزل
________________________________________ ________________________________________________________________________________
بعد وقت
دلفت إلى منزلها هي وابنتها وحدهم.. كان والدها يريد القدوم معها ولكنها منعته قائلة انها تود البقاء وحدها هذه الليلة.. بعدما حدث مُنذ قليل في منزل عائلة زوجها وما تحملته من إحراج وما اخرجته من غضب.. بدلت ثيابها وبدلت لابنتها أيضًا وجلسوا سويًا في مشاكسة ريم وشرود سكن فيما حدث وفيما سيحدث.. هاهي تنام الصغيرة بينما تجلس سكن وسط ذكرياتها المؤلمة كـ كل ليلة منذ وفاة - خالد - تتأجج داخلها مشاعر الحُزن والقهر لما حدث لـ عائلتها الصغيرة.. تشعر أنها تود إقترابه الآن ليُخفف عنها حُزنها كما كَان يفعل دومًا بحنانه البالغ.. كان يواسيها وكأنها طِفلة صغيرة بين أحضانه ولكن أين هو الآن؟؟.. شعرت بسخونة علي خديها فما كانت سوى دموعها الساخنة التي تهبط بِغذارة لتُخرج ذلك الألم الذي داخلها وتلك الطاقة السلبية التي تحاوط قلبها.. تبكي بقهر وحُزن شديد.. رفعت يديها لتضعها على فمها تمنع صوت شهقاتها من الخروج حتى لا توقظ ابنتها.. أطفأ الموت ما كانت تضيئه الحياة في داخلهم ولم يكن وراءه سوى ظلام حالك اجتاح قلبها وحياتها وحياة ابنتها.. لم تكُن تلك الحياة معه سوى حُلم فأوقظها منه الموت وهو يأخد زوجها ليذهب امام عينيها محمولا في نعشه وموضوعًا في تربته وفوقه التراب يغطيه.. جسد هش صعدت روحه إلى السماء والى من خلقها.. فلا يعز علي الخالق أحد .......
ها هي تستجمع شتاتها مرة اخرى متجهة للمرحاض تجر ماتبقى من قوتها.. فهي لم تعد تملك أي قوة هذه الليلة كلها تبخرت بعد ما حدث.. اغتسلت جيدًا وخرجت تؤدي فرضها ثم ذهبت في سباتٍ عميق جوار ابنتها
________________________________________ ________________________________________________________________________________

أصابك عشقٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن