الفصل الرابع 💛

8K 364 22
                                    

نوفيـلا - أصابك عشقاً -
الجزء الرابع 💛
.
كانت تنظر له والشرار يتطاير من عينيها لرؤيتها له مع سكن زوجته الأولى .. تلك الحقيقة وستظل كذلك هي زوجته الأولى وإن تركها سيُسمى مُطلق في نظر المجتمع كله، تغليها تلك الفكرة من داخلـها وتؤلمها كثيرًا، كان ينظر لها هو الآخر بهدوء حتى وجدها تقترب منهم وعلى وجهها إبتسامة خافتة مُنكسرة لِحزنها وايضًا لمحة ابتسامة ساخرة
اقتربت حتى وقفت أمامهم فعرفتها سكن فورًا فهو أراها صورتها من قبل، عندما اخبرها وخالد سويًا عن وجود فتاة بحياته يُحبها ويود الزواج منها ، ابتلعت غصتها بينما نظرت لها من أعلاها لاسفلها فكانت سارة ترتدي جينز ضيق وفوقه كنزة من اللون الابيض بنصف كُم ويتدلل شعرها على ظهرها
وصلت سارة امامهم هاتفة بنبرة ساخرة
( أهلاً بالعرسان)
قلب عمر عينيه وهو يستمع لتلك التراهات التي تخرج من فمها لأنزعاجها بزواجه من سكن ، بينما سكن وجهت بصرها له ثم تفوهت بخفوت
( ازيك يا سَارة؟)
نظرت لها بوجه متهكم وتحدثت بغيظٍ
( كويسة)
ثم أكملت بضيق
( عن اذنكم بقا عشان ورايا مشاوير)
ثم ابتعدت ذاهبة وهي تمر من جواره تدفعه في كتفه بغيظ ذاهبة فنظر لها وهي تُغادر ثم زفر بضيق ناظرًا لسكن
( يلا عشان نمشي)
اكتفت بـ هز رأسها مُغادرة معه إلى المنزل وأثناء قيادته تتابعه كل فترة لترى وجوم ملامحه بضيق، هل ذلك الضيق بسبب وجودها معه ام بسبب رؤيتهم سوياً في السوق ام ماذا؟
تتألم بشـدة لـفكرة أنها كانت سببًا في إبتعاد الحبيبين عن بعضهم وبسبب وصية زوجها السابق، ذهب خاطرها للماضي لتلك الذكرى التي كانت بينهم
فلاش باك -
خرج من غُرفة ابنته بعدما اقنعها أخيرًا بالنوم وبعد كثير من الحديث معها والاسئلة الغير وجودية التي تسألها.. نامت أخيرًا، ذهب إلى المطبخ حيث تقف أجمل ما حصل عليها في حياته من وجهة نظره، اقترب منها مبتسمًا بعشقٍ
( الجميل بيعمل ايه؟)
أبتسمت له بحب وهمست
  ( بعملكم كيكة بالشوكولاته وتاكلوها بكرا ان شاء الله تكون بردت ، ريم نامت؟ )
تنفس براحة ملتقطًا أنفاسه
( الحمدلله نامت بعد ماسألت خمستلاف سؤال ملوش اي لازمة)
قهقهت بخفة فـ هم يوميًا على تلك الحالة، تعذبهم ريم حتى تنام فهي تريد ان تظل مُستيقظة اربعة وعشرون ساعة دون النوم، ساعدها خالد في إعداد الكيك ثم ذهبوا سويًا لغرفة نومهم وجلس جوارها ضاممًا إياها لصدره متحدثًا بنبرة عاشق ولهان
( ربنا يديمك ليا يا اجمل حاجة في حياتي)
أبتسمت بحب وهي تضم يديها بيده مُجيبة بنفس نبرة العشق الذي يحملها صوته
( ويديمك ياروحي، بتقول كلام كبير وأنا مش قده)
ضحكوا سويًا ليتحدث بنبرة ضاحكة مُحببه لقلبها
( مش مشكلة، المهم إني بعرفك انتِ بالنسبالي إيه؟ )
ثم أكمل بتنهيدة غلفتها الحُزن
( مش عارف أنا يومي هيجي امتى بس اوعدك لحد آخر نفس هفضل أحبك واحافظ عليكِ وبعد ما أموت اوعدك كمان هتكوني كويسة)
ابتعدت عنه وهي تنظر له بتأنيب حزين
( إيه اللي أنت بتقوله ده يا خالد.. بعد الشر عليك ياحبيبي، ربنا يخليك لينا يارب)
أبتسم بحب لحنانها وحبها ثم امسك يديها بين يده مُقبلًا إياها بحنان
( ان شاء الله ياقلبي)
أبتسمت بحب ثم اقتربت تُعانقه مرة أخرى..
باك -
( سكـن... سكـن)
انتبهت لمن يُناديها وهي تنظر له محاولة تجميع شتاتها
( ها؟)
قوص حاجبيه باستغراب مُتسائلًا
( ها إيه بقالي ساعة بناديكِ وأنتِ مش هنا خالص) تنحنحت بإحراج ثم اخذت نفسًا عميقًا مبتسمة ابتسامة بسيطة
( سرحت شويـة بـس)
نظرت حولها فوجدت أنهم أمام المنزل فـ هبطت من السيارة تحت نظراته المُتسائلة عن حالها، اخذوا الأشياء من السيارة ودلفوا للمنزل بينما هي ذهبت إلى غرفتهم سريعًا دون التحدث لأحد..
كان يتابعها وهي تُغادر فأنتبه لتساؤل والدته مُتسائلة بقلقٍ
( اومال سكن مالها يابني؟)
هز كتفيه بجهل قائلًا بهدوء
( معرفش، تلاقيها تعبانة شوية من السوق والشغل)
ثم تركها وغادر للغرفة واغلق بابها خلفه، فوجدها تخرج من مرحاض الغرفة وهي تُنشف وجهها وتفك ربطة حجابها، اقترب قليلًا ووقف أمامها يقوص حاجبيه مُتسائلًا
( ممكن أعرف مالك؟)
لم تنظر له بل التفتت وفتحت خزانة الملابس تُخرج ملابس لها مُجيبة
( مليش يا عُمر)
امسكها من ذراعيها ولفها له مُصرًا على سؤاله
( لا فيه، جاوبيني مالك؟)
تنهدت بملامح عابسة وتحدثت بنبرة مُستاءة
( خلاص يا عُمر قولتلك مافيش حاجة يعني هيكون فيه إيه!)
تابع ملامحها قليلًا متفحصًا كل إنش بوجهها ثم تركها قائلًا بتنهيدة
( ماشي يا سكن براحتك)
ثم تركها ودلف للمرحاض بينما هي وضعت يديها علي ذراعيها تمسد مسكته العنيفة وأخذت نفسًا عميقًا تُخرج مابداخلها للمرة الألف .
آفاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها فأخذته مُجيبة
( الو يا مريم؟)
صمتت قليلًا تستمع لها ثم أجابت
( اه الحمدلله كويسين، ماما عاملة ايه وبابا واخوكِ؟)
صمتت حتي اجابتها مريم ثم أكملت
( ان شاء الله دايمًا ياقلبي، ريم كويسة الحمدلله كانت عمالة تسأل عليكِ امبارح عايزة اروح لخالتو مريم عايزة اروح لخالتو مريم)
أبتسمت وهي تُكمل حديثها فقهقهت عما قالته مريم لتُكمل
( داهية اما تقرفكم انتو الأتنين)
اختفت إبتسامتها تدريجيًا لتقول بتنهيدة
( عُمر كمان كويس)
ثم أكملت
( حاضر الله يسلمك)
أكملت سريعًا حتى تنهي الحديث عن عمر قائلة ( ابقي تعالي اقعدي معانا شوية)
ظلت صامتة تستمع لما تقوله مريم حتى اجابتها
( مفيهوش حاجة صوتي، أنا بس تعبانة شوية عشان كُنت فالشغل والسوق وكدا)
أكملت بأصرار كاذب
( مضايقة شوية بسبب اللي بيحصل وعشان عُمر )
صمتت تستمع لما تقوله اختها فأجابتها
( لا، انا مش مضايقة عشان احنا متجوزين، اممم)
صمتت قليلًا ثم أكملت
( مضايقة عشانه هو وسارة يعني حرام اللي بيحصلهم وبالذات ان البنت ملهاش ذنب)
تنهدت بقوة وهي تستمع لاختها التي تدعو لها بصلاح الحال ثم قالت
( ماشي ياقلبي، مع السلامة)
ثم امسكت الهاتف تَضُمه لفمها المُغلق وهي تهز الهاتف للوراء ثم لفمها مرة أخرى دليل لشرودها وتفكيرها المُفرط..
كان يقف جوار خزنة الملابس يستمع لكل حـرف مما قالته، إذًا هي ليس لديها مُشكلة في زواجها منه وإنما مشكلتها مع سارة.. اخذ نفسًا عميقا ثم توجه ناحيتها كأنه خرج الآن وليس منذ قليل ليبادر الحديث
( يلا عشان نتعشى)
هزت رأسها بإيجاب له وخطت بقدميها أمامه لخارج الغرفة وجلسوا مع العائلة..
____________________
انتهى عشائهم اللذيذ واخذت سكن ريم لغُرفتها لتنام، جلست بجانبها وهي تمسد على شعرها بحنان، حنان الأم البالغ وحبها لأبنتها، رفعت ريم رأسها تنظر لوالدتها مُتسائلة بحزن
( مامي، هو ليه بابـي مات؟)
نظرت لها سكن سريعًا بحزن ثم قالت
( عشان ربنا رايد كدا ياحبيبتي، كلنا هنموت في يوم من الأيام، وده كان يوم بابي انه يروح عند ربنا)
همهمت ريم ثم برزت شفتيها السفلية بحزن اكبر
( بس هو وحشني اوي)
كان سكن تنظر لها وتتابع ملامحها الحزينة بتنهيدة عميقة ثم نامت جوارها وهي تضمها لها هامسة
( ووحشني انا كمان، بس احنا منقدرش نعمل حاجة دلوقتي غير اننا ندعيله دايمًا، ادعيله كتير اوي يا ريم ماشي؟)
هزت ريم رأسها بإيجاب قائلة
( حاضر)
تنهدت سكن وابتسمت لها بحنان
( يلا ياحبيبتي نامي)
اغمضت ريم عينيها وفي خلال دقيقتين كانت في سبات عميق مع احلامها الصغيرة الوردية، اقتربت سكن وقبلت رأسها بحنان ثم ابتعدت من جوارها متجه لغرفتها هي وعُمر كما يُقال..
دلفت للغرفة فوجدته يجلس في الشُرفة ويتحدث بالهاتف بأنفعال قائلاً
( يعني انتِ عايزة ايه ياسارة؟)
وقفت مكانها حتى لا يتوقف عن الحديث مع سارة وهي تستمع لما يقول فعاود مرة أخرى التحدث قائلًا
( خلاص لما تعرفي انتِ عاوزة ايه هبقا اكلمك، سلام)
ثم أغلق الهاتف وخرج من الشرفة ليجدها تقف أمامه تنظر له بهدوء فبادلها النظرات بملامح محتدة بسبب حديثه مع سارة، تتحنحت بأحراج ثم قالت بهدوء مُتسائلة
( بتتخانقوا بسبب الي حصل صح؟)
قوص حاجبيه متسائلًا
( ايه اللي حصل؟)
تنهدت ثم تفوهت وهي تُبعد نظرها عنه وتُشبك يديها ببعضهم
( أنها شافتنا سوا فالسوق)
همهم بهدوء قائلًا
( متفكريش فالموضوع كتير، كل حاجة هتتحل)
هزت رأسها بإبتسامة خافتة ثم أخرجت نفسًا طويلًا من داخلها قائلة
( تمام انا داخلة اغير هدومي)
ثم دلفت إلى مرحاض غرفتهم وبدلت ثيابها بثوب ابيض يجعلها اكثر رقة مع بياض بشرتها و عينيها الملونه ، خرجت من المرحاض وبحثت عنه بعينيها فـ لم تجده فتنهدت للمرة المليون اليوم بسبب ما تُعانيه من هذا الزواج معه وكم هو مُعقد، خرجت لشُرفة غُرفته شاردة في حياتها وما يحدث معهم هذه الأيام،  وجود عُمر جوارها وزواجهم، سارة ومشاكلها مع عُمر بسبب هذه الزيجة، تشعر بالذنب تجاهها فهي السبب في تلك المشاكل كما ترى، انتبهت لصوت قطرات الماء التي تتساقط من السماء فأبتسمت ابتسامة واسعة بعيون لامعة كـ طفل نال ما يُريد، هرولت للخارج تحديدًا للحديقة تحت المطر الغزير الذي يتساقط فوقها فردت يديها واغمضت عينيها تستمتع بالقطرات التي تتساقط عليها، رأها وهي تخرج من المنزل فقوص حاجبيه مُستغربًا فـ توجه خلفها ووقف عند الباب ينظر إليها بشرود، كـ ملاك يقف بـ ملابسها البيضاء الفضفاضة وحجابها العشوائي على شعرها، بُصمت هذه اللحظة في قلبه قبل عقله، وأسرت قلبه بـ رقتها وخفتها، أقترب منها ثم مد يديه يُمسك كف يديها المفرود فـ جفلت منه ثم التفتت تنظر له فوجدته ينظر لها بحـب ولمعة غريبة لأول مرة تراها في عينيه، جذبها من يدها له لتتصادم مع صدره وخرجت شهقة صغيرة بسبب جذبه لها، رفعت عينيها تنظر له بـ قطرات تتساقط من رموشها وشفتين ترتجفان من البرودة، مال أكثر لها لتغمض عينيها سريعًا فهمس
( اسمحيلي بالـرقصة دي يا Honey)
أبتسمت برقة واحمرت وجنتيها لذلك اللقب الذي اخرجه واكتفت بـ هز رأسها بإيجاب فأخفض يده يلفها حول خصرها بينما هي رفعت يدها على صدره والثانية مُختفية بين كف يده الثانية لصغر حجمها، بدأ يتحرك يمينًا ويسارًا بها ثم مشى قليلًا تجاهها وهي تراجعت للخلف ومالت قليلًا فعاد بها مرة أخرى ولف يده اكثر حول خصرها ليتملكه، ظلوا اكثر من عشر دقائق على تلك الطريقة وهو ينظر داخل عينيها بتمعن وهي تنظر له ولملامحه تتفحص كل انش بها حتي وصلت لعينيه فـ تلبكت وابعدت نظرها بخجل وهي تعض على شفتيها، امسك يدها ولفها مكانها فخرجت منها ضحكة رقيقة تُعبر عن سعادتها، امسك كفها وابتعد بينما هي دارت وهي تتجه له حتى وصلت لاحضانه مرة أخرى فأبتسم بحب ولفها ليصبح ظهرها له ثم اقترب لاذنها هامسًا لها
( يا احلى رقصة رقصتها في حياتي)
كانت مُغمضة العينين بأنفاس عالية وصدرها يعلو ويهبط دليل على ذلك، تمسك بيده بقوة بينما هو يغوص في عنقها يُقبل كل انش به برقة جعلتها تذوب مكانها ولا تتحمل الوقوف على قدميها، شفتيها ترتجفان بعنف ليس من برودة الجو ولكن من شدة خجلها وتأثرها بما يفعل.. همست بضعف وصوت خافت لاهث
( عُــ.. ـمـر إحنا فالجـنيـنة)
إنتبه لتو أنهم في الحديقة، اللعنة لما حدث لعقله بسببها، فهي اضاعته تمامًا، أكد على حديثها هامسًا
( انتِ صح، يبقا ندخل اوضتنا)
ثم مال يحملها فخرجت منها شهقة نتيجة لما حدث، لم يُعطيها الفرصة ودلف لغُرفتهم وأغلق الباب خلفه، أنزلها أمام الفراش ونظر داخل عينيها بـ هيـام مُغيبًا في جمال سحر عيونها فـ سبحان من وضع البحر في عينيها ليجعلك تشعر براحة داخلك، اقترب بوجهه يُقبلها للمرة الأولى بينهم، شحنات كهربائية تنتقل منها له ومنه لها، لوهلة جفلت مما يحدث ولكن لم يدُم طويلًا ثم بادلته ذلك الجنون الذي بدأ فيه لتو، جذبها من خصرها له كمن يخاف أن يضيع من يده شيئًا او يخسر شيء، أبتعدت وهي تُخفض وجهها للأسفل وجبهتها أمام شفتيه، فأقترب يطبع قبلة على جبهتها ثم تقدم خطوة ناحيتها كادت أن تهمس بشيئًا ولكن لسانُها كمن أكله قط لا تقوى على الحديث، شعر أنها تود قول شيء فـ همس في اذنها قائلًا بـ نهم
( انتِ مراتي وده حقنا، وصدقيني لا انا هندم ولا هخليكِ تندمي)
ابتلعت غصتها سريعًا وتملك الضعف جسدها أمام لمساته وهمساته التي بدت كأنها اقتنعت بها فأستسلمت له، يستطيع الآن أن يقول بصدر واسع هي ليست زوجتي على الورق فقط، لا ليس بعد، منذ أن طلت له بالأبيض وهو يعلم ان قلبه تأثر بها و حُبس داخل قلبها ليضمان بعضهم كـ من بينهم قصة حُب قديمة من زمن بعيد، منذ ذلك الوقت وهو يعلم أنها ستفتعل العواصف داخله ولن ترحم روحه برقتها ودلالها البريء...
____________________________________________________________________________________________________________________________________________
في صباح يوم المواجهة، مواجهة الحياة بمتاعبها ومواجهة اليوم بتفاصيله الكثيرة، مواجهة التحديات، مواجهة العائلة، مواجهة عُمر.. هُنا فتحت عينيها بثقل ولم يكن امامها سواه، يَلف يديه حولها ويحتضنها بينما هي مختبئة داخل أحضانه كـ طفلة صغيرة في مأوي والدتها، رأسها بجوار صدره ابعدت عينيها لنقطة وهمية وهي شاردة يحاورها عقلها بحديث حزين خافت عما يدور به، فهي لا ترحمه من كثرة الحديث، ويشكو لها قلبها بألم عما يشعر به، فهي لا ترحمه من كثرة الضغط والحُزن المُبالغ، ويشكو لها جسدها بتعب، من شدة التعب الذي به بسبب ما يحدث لعقلها وقلبها، بينما جميعهم وهي أيضًا يريدون هذه الأيام ان تتوقف على الضغط عليهم، وأن ينقضي اليوم بـ ثمن أقل وضجيج أقل وإرهاق أقل وبطريقة هادئة فحسب، يحثها عقلها دومًا على المواجهة والمقاومة والمحاربة أكثر وأكثر ولكنها لا تستمع له بل تُتعبه في كثرة التفكير، تُخبئ دومًا انفعالاتها وصراعتها لنفسها تحت ابتسامة خافتة تبتسمها في وجه الجميع يوميًا، انتبهت لـ عيون تُراقبها منذ قليل بـ تمعن وشرود فرفعت بصرها تنظر له فأبتسم لها بحنان هامسًا
(صباح الخير)
اجابته بهدوء
( صباح النور)
مرر يديه على خصلات شعرها ثم أبعد تلك الخصلة الغجرية عن وجهها مُتسائلًا
( كُنتِ سرحانة في إيه، ومالك دلوقتي؟)
هزت رأسها بنفي ثم اجابت
( مكنتش سرحانة، وماليش)
ثم أمسكت الغطاء ورفعته عليها لتعتدل في جلستها لتقوم ولكنه أسرع منها في جذبه لها لتتسطح جواره مرة أخرى قائلًا بأصرار حتى تُجيبه
( لا فيه حاجة وحابب اني أسمعها، فـ لو سمحت قوليلي مالك؟)
صمتت قليلًا وهو يتابع ملامحها التي بدأت في الأنكماش وعينيها التي تلألأت بالدموع كـ لؤلؤ في بحر عيونها، ابتلع غصته لرؤية كل هذا الحزن داخلها فـ هَم بسؤالها مرة أخرى بقلق
( في إيه ياسكن؟)
رفعت بصرها تَنظر له بحزن طاغي علي ملامحها وصوتها قائلة بنبرة مختنقة
( أنا تعبت من كل اللي بيحصل يا عُمر، انا انضغطت اوي من بعد ماخالد مات، كل حاجة كل حاجة بقت متلغبطة ومتكركبة، انا نفسي عانيت مع ريم لحد ما استوعبت وفجأة يطلع خالد كاتب وصية جوازنا)
أكملت مُبررة
( انا مش ندمانة على جوازنا ولا ندمانة على اللي حصل دلوقتي، بس انا حاسة بتأنيب ضمير تجاهك انت وسَارة، انت ملكش ذنب تعيش مع ارملة ولا هي ليها ذنب أنها تستحمل تشوفك مع واحدة تانية)
وضع يديه علي فمها يمنعها ان تُكمل ثم قال بتأنيب لها
( متقوليش كدا تاني يا سكن، انتِ ملكيش ذنب في اي حاجة حصلت، لا ليكي ذنب في موت خالد الله يرحمه ولا انه كتب الوصية ولا ليكي ذنب فـي حاجـة خالص، ده نصيب وكلنا بنعيش نصيبنا)
اغمضت عينيها تستمع لما يقوله والدموع تسير على خديها فمسد على شعرها بحنان قائلًا وهو يمسح دموعها
( خلاص بقا متزعليش، اهدي عشان خاطري)
ظل يحاول تهدءتها وهو يهمس لها بـ كلام معسول عله يُخفف عنها ويملئ ما بداخلها من حزن وألم واحتياج..
___________________________________________________________________________________________________________________________________________

خرج من منزله متوجهًا لـ كافية لمُقابلة جاسر، وصل هُناك وحاول إيجاده بعينيه وبالفعل وجده وتوجه ناحيته قائلًا بنبرته الخشنة
( مساء الخير)
ابتسم جاسر سريعًا ومد يده له للمصافحة فصافحه عمر مع قول جاسر
( مساء النور)
جلس عُمر فنادى جاسر النادل واملاه طلب عُمر ونظر له بإبتسامة هادئة
( بشكرك جدًا أنك جيت تقابلني وتسمع مني)
هز عمر رأسه مبتسمًا
( مافيش داعي للشكر)
ثم اكمل بنبرة مُتسائلة
( ممكن أعرف انت شوفت أختي فين عشان تفضل مُصر كدا علي الجواز منها؟)
تنحنح جاسر مُجيبًا
( أول مرة شوفتها كانت في خناقة)
قوص عمر حاجبيه
( خناقة؟)
هز جاسر رأسه مبتسمًا
( متقلقش، هو كانت خناقة بسيطة كدا مع واحد كان بيتعدى على بنت صغيرة بتبيع ورد، وانا تدخلت وشوفتها ودي كانت المرة الأولى، أما المرة التانية فكانت قدام الجامعة بتاعتها لما كنت بوصل اختي، هما الاتنين مع بعض في نفس الجامعة)
اكتفى لـ هنا بهذا الحديث ولم يُكمل ما حدث من بعده فـ هو كان يُشبه " البلطجية " فأبعد نظره بإحراج عن عُمر الذي أكمل حديثه قائلًا
( اممم، تمام عرفني عنك يعني شغلك حياتك كدا!)
أعاد جاسر نظره له ثم اكمل بفخر بنفسه
( انا مُهندس وبشتغل في شركة كبيرة)
صمت قليلًا ثم أكمل بحزم
( انا طالب ايد الآنسة سما في الحلال وتكون مراتي وأم عيالي ان شاء الله، وانا مش جاي عشان انتقم ولا عشان العيلتين كانوا اعداء زمان، إطلاقًا أنا مستحيل أعمل حاجة زي دي)
كان عُمر يتابعه ويتابع حديثه وملامحه بملامح هادئة عله يحاول تجميع شيئًا مما داخل جاسر، فهو من الأشخاص الذين يستنبطون من أمامهم من أول جلسة، أكمل جاسر حديثه
( عمومًا فترة الخطوبة حددوها انتو سواء شهور سنة سنتين الي تحبوه لحد ماترتاحولي)
همهم عمر بتفكير ثم قال بعبث
( هنشوف، شكلك واقع وانا بصراحة هساعدك واكلم والدي وهديك معاد حاضر بس لما اسأل عليك كويس)
ابتسم جاسر بفرحة كـ طفل صغير يتلألأ بعينيه الفرحة قائلًا
( أشكرك جدًا حقيقي وانا هستنى المعاد ده)
اكتفى عُمر بهز رأسه بإبتسامة ثم جلسوا سويًا يتحدثون قليلًا ويتعرف عليه عُمر اكثر
ثم غادر عُمر بعدها لمُقابلة سارة كما طلبت منه وبالفعل تحدثوا واوصلها منزلها ثم غادر للمنزل بوجه عابس وملامح واجمة ودلف لهم ليجدهم جميعًا جالسون فنظر لـ سكن التي أبتسمت إبتسامة واسعة عندما رأته وكادت ان تتحدث ليتحدث هو بحزم
( في حاجة مهمة عايز اقولها؟)
قوصت سكن حاجبيها والجميع بدا عليهم ملامح الاستغراب ليُكمل
( انا هتجوز سارة وهنروح نتقدملها بكرا).....

يتبع
..
إيه رأيكم فالصدمة ديي 😂😂🏌️
رأيكم فالشخصيات❤️
رأي مفصص ها❤️😔

أصابك عشقٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن