نوفيلا - أصابك عشقًا -
الفصل الخامس 💛فلاش باك -
( في إيه يا سَارة انتِ مالك جيباني على ملا وشي كدا ليه؟)
هتف بـ حدة وهو ينظر لها بينما هي تقف أمامه مُتكتفة اليدين وعينيها مليئة بالدموع والقهر عما أصاب حبهم وحياتهم لتقول بـ حدة مُماثلة لحدته ولكن بصوت مُرتفع
( عايزة الاقي حل للهباب إللي احنا فيه ده يا عُمر، انا تعبت ياخي انت ليه مش حاسس بيا بقا، انا تعبت من شوفتي ليك مع واحدة غيري)
ثم أكملت بِبُكاء مرير
( حس بيا بقا)
اغمض عينيه يحاول تجميع شتات ما بداخله ليصرخ في وجهها من علو صوتها
( متزعقيــش احـنا في الشــارع)
صمتت فزعة وهي تنظُر داخل عينيه تعلم جيدًا مدى كرهه للصوت العالي ولكن أعصابها وانفعالاتها لم يعد لها حسبان، بينمـا هو بارد الأعصـاب لا يتحرك ولا يُهون عليها في هذه الأيام بل تراه معها هُنا وهُنا فـ يشتعل قلبها بـ فتيل موقدًا بـ نار عنيفة تلك هي نار الغيرة، وتلك هي اكبر جروحها ..
كان ينظر داخل عينيها بحدة متحدثًا بصوت هادئ يحاول السيطرة على أعصابه
( انا حاسس بيكِ، بس انا مش عارف أعمل إيه، وانتِ من الأول موافقة عالجواز، إيه اللي أتغير دلوقتي؟؟)
اجابته بـ قهر
( اللي اتغير أنك بتقرب منها وبتنساني)
لم يكن لديه أي إجابة لذلك السؤال، فـ إن آتينا لتلك النقطة فـ هذه هي سبب الحرب داخله، أكملت سارة بتحدٍ
( لو أنت لسه بتحبني بجد، تعالىٰ اتقدملي)
قوص حاجبيه بتساؤل
( وسكن علي ذمتي؟)
هتفت بنفس نبرة التحدي وهي تنظر داخل عينيه
(اه، وسكن على ذمتك)
ثم أكملت بـ ثقة لما تقول
( لأننا هنتجـوز وانتَ هتطلق سكن!)
باك -
صدمة حلت على الجالسين جميعًا، بينما هي كانت تنظر له وحدقتيها على وسعهمها بصدمة، بل وكأن صاعق من السماء هبط عليها فـ لسعها بشدة لدرجة أنه ادمى قلبها، كانت منذ دقائق تشعر وكأنها تُحلق في سابع سماء كيف وصلت للأرض وبكل هذا الألم، هل تركها من الأعلى لتَسقط وحدها مُتألمة، أخذلها بعدما حدث بينهم ليلة أمس؟ كانت تتذكر مقتطفات الليلة فـ تبتسم بخجل والآن هي تشعر بإشمئزاز التخاذل، كان هو الآخر يتابع ملامحها وينظر لها دون أن يحرك بصره عنها، يعلم جيدًا أنها الآن في حالة صدمة لا تُحسد عليها، يعلم أنها فاجعة بالنسبة لها، آفاق على صراخ والده الحاد
( انت اتجننت؟ ايه اللي انت بتقوله ده؟)
لفت هي الأخرى بصرها لحماها بنظرات غائبة عما يدور وكأنها تخبره " أنظر ماذا يقول ابنك، أنظر كيف يكسر خاطري؟" التفتت بنظرها لـ حماتها وهي تقول هي الأخرى بتوعية لابنها
( جواز ايه يابني، انت متجوز سكن!)
ثم أبعدت نظرها له مرة أخرى تنتظر منه إجابة، أكان كله حلم أم كان املًا فارغًا تنتظره، هاهي تتابع شفتيه التي بررت قائلًا بهدوء يُحسد عليه
( انا واعد سارة من زمان على الجواز حتى قبل ما اتجوز سكن، ثُم إن جوازي انا وسكن كان)
صمت قليلًا وهو يتابع نظرات الإنكسار على ملامحها مُكملًا
( كان عشان الوصية)
تساءل والده بإنفعال
( تقصد إنك هتطلقها؟)
صمت حل المكان وانفاسها المُتسارعة تتسابق مع هواء المكان، تنتظر منه إجابة عن هذه التراهات لتسمعه يقول بحزم وإصرار
( لا مش هطلقها، هتفضل على ذمتي)
أبعدت بصرها عنه للأرض تنظر لنقطة بعيدة مُزيفة، تلك النقطة التي رأت بها ليلتهم ثم الخذل، معه حق فـ من البداية تعلم أنه يحب سارة وسارة تحبه، فـ لماذا تركت الزمام لقلبها لينبض لأجل كذبة بـ مسمى أنها زوجته ومن حقهم وأنه من الممكن أن تكون حياتهم جيدة، كسر من جديد ولكن هذه المرة مُختلفة، مُختلفة كـ وجوده فـ موت خالد كان قضاء ولم تجده بعدها يُخفف عنها ولكن عُمر موجود ولن يُخفف عنها.. قامت وهي تسير نحو غرفتهم تحمل بقية كرامتها وما يتكاثر من حُزنها على كتفها، شاردة مُنكسرة مُهمدة... كان يتابع سيرها وجميعهم كذلك ويُتابعون كيف تسير وكيف تحمل الهم على اكتافها، دلفت للغرفة واغلقت الباب خلفها فـ نظر محمود لـ عُمر صارخًا بحدة
( عُمر انا مش موافق عالكلام الفاضي ده، مافيش جواز من سارة.، انت خلاص اتجوزت)
كان يقف محاولًا إمساك اعصابه ولكن دون قُدرة التحمل انتهت فأنفلت في ضيق صارخًا
( دي حياتي وانا اللي هعيشها مش انتو، محدش فيكو اجبر خالد يتجوز مين ولا حد فيكو قاله روح لـ دي هو اللي راح واختار بنفسه وجه قالكم، انتو ليه بتعملوا معايا انا كدا، انا كان ممكن منفذش الوصية دي بس انا نفذتها عشان خاطرك انت يا بابا)
ثم تركهم ودلف للغرفة وأغلق الباب خلفه بقوة تاركًا صراخ والده بـ عدم الموافقة وتهدئة والدته له وسما ايضًا، بينما الصغيرة انكمشت على نفسها في زواية الكرسي حزينة على ما أصاب تلك العائلة من تفرقة بعدما كانوا يعيشون في هناء سويًا، وكأنها تفهم شيئًا ولكنها تشعر بذلك الحُزن الطاغي على الجميع..
______________________________________________________________________________________________________________________________
أنت تقرأ
أصابك عشقٌ
Romantikالحُبُّ يَدُق في القَلب من غَيْر مُقَدِّمَات يَتَملَّكهُ ويغلفهُ من جَمِيـع النَّواحِي ، فلا مَفَر مِنْه إنْ كَانَ حَقِيقِيًّا صَادِقًا ... أَصَابَتْنِي بـ سِهَام الْحُبُّ فِي قَلْبِي فأصبحتُ مُتيم بِهَا وَكَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ لِغَيْرِي مِنْ قبل...