الخاتمة

7.5K 335 11
                                    

نوفيلا - اصابك عشقًا -
الخاتمة

كان المنزل يملئه الضجيج لتلك المُناسبة التي اقتربت وهي زفاف سما وجاسر، الزينة تُحيط بالمنزل فهذا هو يومها المعهود، يوم كتب كتابها، وغدًا هو يوم زواجها منه وذهابها معه لبلدٍ غريب عنها، لتعيش معه بقية حياتها، ليس الأمر سهلًا ابدًا عليها وعلى قلبها لفراق عائلتها، ولكن حان الوقت وجاء فارس أحلامها لأخذها معه لحياة جديدة يملؤها الحُب كما عاهدها، والحنان، والإحترام والمودة.
خرجت من غرفتها بفستانها الأبيض البسيط، تبدو وكأنها اميرة مُدللة اليوم، بينما هو نظره كان مثبت عليها وعلى جمالها الذي سرق قلبه كـ طبيعة الحال، ولكن اليوم مُختلف تمامًا فهي ستصبح زوجته وله فقط، تلك الطلة لن ينساها قلبه ابدًا، طلتها له لتكون رفيقة دربه مدى الحياة
تم عقد قرانها وتعالت مباركات الجميع فأقترب هو منها مُمسكًا يديها بِحُب وهامسًا لها
( اخيرًا يا سما، اخيرًا بقيتِ مراتي وليا)
ابتسمت بخجل واضح واخفضت بصرها ارضًا فأقترب يعانقها بقوة وتعالت صوت ضحكاته مع ضحكاتها ثُم رفعها عن الأرض ودار بها وسط الجميع مُعبرًا عن سعادته كـ طائر يطير بمن يحب
انتهى من الدوران بها واوقفها جواره يحاوط خصرها بيده كـ من يعبر عن شيء يملكه، وبدأ الجميع يأتي ليباركوا لهم مرة أخرى.
_________________
( اه بجد رجلي هتموتني، كان يوم طويل اوي)
جلست وهي تُمسك قدميها تمسدهم بتعب واضح وكانت كلماتها موجهة لـ عُمر الذي جلس أمامها على الاريكة قائلًا بتعب
( اوي بجد.. يوم طويل ومتعب)
قهقهت بسخرية
( اتنين عواجيز والله)
ثم غادرت من أمامه للمرحاض لتنعم بـ حمامٍ ساخن يُنعش جسدها، انتهت وفعل مثلها هو الآخر ثُم جلسوا سويًا في الشُرفة؛ المكان المفضل لكليهما، والمكان المريح لهم ولقلوبهم، حدث به الكثير من الذكريات وها هو عُمر يُحييها مستطردًا بالموضوع
( عارفة يا سكن، انا ابان شخص اناني مكنش عارف يفكر يختار مين فيكم، انتِ ولا سارة، بس انا مش اناني، انا مكنتش عايز اظلم حد فيكم، محدش يستاهل انه يتظلم، ولو كان المفروض حد يتعاقب فـ هو انا.. عشان مقدرتش اخد قرار من الأول في الموضوع ده، يا ارفض جوازنا يا أبعد سارة عن حياتي)
تنهد تنهيدة طويلة مُكملًا
( مليون حاجة كانت بتدور في دماغي عشانكم، انا عشت مع سارة كتير وشوفت معاها كتير حلو، بس مجربتش الإحساس اللي عشته معاكِ معاها، كأن الحُب الحقيقي فعلًا كان معاكِ، وكأن كل حاجة كانت معاكِ ليها طعم تاني مختلف... مقدرتش اسيبها عشان مبقاش في نظرهم مليش كلمة، وفي نظرها ظالم وظلمتها وغدرت بيها، وفي نفس الوقت مقدرتش اسيبك عشان قلبي كان متعلق بيكِ)
كانت تنظر له وتستمتع لما يقول بتركيز ثُم اخرجت تنهيدة واردفت بحنان
( ننسى اللي حصل يا عُمر، ننسى ونعيش حياة جديدة وسارة ربنا هيعوضها خير، مكنتش حابة ده يحصل بينكم بسببي لأنك كُنت متمسك بيها، بس انت عوضتني عن حاجات كتير خلتني مبقتش قادرة اتخلى عنك... خالد الله يرحمه لما كتب الوصية دي كان عارف انا هكون بمر بـ إيه بعد موته وكان عارف هيقدر يعوضني ازاي... يعوضني بيك انت وبحنانك اللي انا فعلًا محتاجاه طول الوقت)
اقترب منها وقبّلها على رأسها بحنان ثم جذبها لأحضانه هامسًا بحب
( هعوضك وهنكون كويسين، اوعدك بـ ده)
________________________

أصابك عشقٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن