الفصل السادس 🖤

7K 369 52
                                    

نوفيـلا - أصابـك عشقًا -
الجزء السادس

ضباب يُحيط المكان حولها.. ترى اشخاصًا حولها ولكن رؤيتها غير واضحة، ملامحهم غير واضحة، توجد رائحة طاغية على انفها لقُرب صاحبها وجلوسه جوارها، تلك الرائحة تعرفها جيدًا تمام المعرفة، رائحته التي تطغى في غرفته وملابسه وبه هو شخصيًا، مميزة مثله، بدأت تشعر بنفسها وبمن حولها وبدأت الرؤية تتضح، وجدته جوارها مُمسك بيديها وينظر لها بقلق، ومن الناحية الأخرى توجد ابنتها وجميلتها والدموع بعينيها، ويجلس علي أطراف الفراش سما وحماتها، وعند باب الغُرفة رأت سَارة، هُنا توقف نظرها لثانية عليها ثم اعادته لـ عُمر الذي سأل بقلق واضح
( حاسة بـ إيه دلوقتي؟)
نطقت بصوت ضعيف مُتعب هامسة
( كـويسة، مــتقلقـش)
ضم شفتيه وهمهم بخفوت مُحذرًا
( هنتكلم في حوار قلة الأكل ده بعديـن، قومي دلوقتي عشان تاكلي حاجة يلا)
ابرزت شفتيها بأسى على حالتها المجهولة مُتسائلة
( هو إيه اللي حصلي فجأة؟)
اجابها باقتضاب فـ ما حدث لم يُعجبه قط
( حضرتك اغمى عليكِ عشان مكلتيش من الصبح، وجبنا الدكتور كشف عليكِ وقال ضغط فـ يلا عشان تاكلي وتاخدي الدوا)
تنهدت بخفوت فـما حدث ليس بسبب قلة غذائها بل لوجع قلبها لرؤيته مع سارة، عند مرور الإسم على خاطرها نظرت للباب فوجدتها تقف تكاد تنفجر مـن الضيق وحنـان عُمر الذي تراه مُبالغ به الآن، أعادت بصرها لـ عُمر قائلة
( حاضر، شوف انتَ سارة وانا هاكل واخد الدوا)
سارة؟
لقد نسى تمامًا أنها هُنا بسبب قلقه عليها فالتفت بوجهه يَنظُر لها وهي تبادله النظرات بضيق وغضب واضح، أعاد بصره لـ سكن قائلاً بهدوء
( خلي بالك من نفسك، نص ساعة وهاجيلك)
هزت رأسها بإيجاب ثم اتجه لسارة وخرجا سويًا وهي عابسة بضيق وتغلي من داخلها حتى وصلا للسيارة فنظرت له قبل ان تركبها
( خايف عليها اوي يعني)
نظر لها ثم فتح لها باب السيارة قائلا بهدوء
( اكيد يعني خوفت عليها اي الكلام ده)
ركبت السيارة وشدت بابها منه واغلقته بقوة فتنـهد بعمق ثم اتجه لمقعده مُغادرًا بها والصمت كان سيد المكان حتى بادرت هي بالحديث
( انتَ هتيجي تتقدملي امتى؟)
كان يفرك بذقنه وهو يُتابع الطريق وعندما تحدث وجه نظره لها ثُم أعاده الطريق قائلًا
( هتفق مع عمك واجي ان شاء الله)
هزت رأسها بإيجاب وظلت تتابع الطريق حتى وصلوا لمنزلها فودعته وغادر هو..
_______________________________________________________________________________________________________________________

( هي بقت كويسة دلوقتي، مافيش يعني حاجة خطيرة كان ضغط وقلة غذا)
شرحت سمـا لجاسر في الهاتف ماحدث في خطوبتهم، فـ عندما وقعت سـكن مُغمى عليها هو من أتى بالطبيب وغادر بعدها دون أن يُكمل سهرته معها، اجابها قائلًا
( الف سلامة عليها)
همهمت بهدوء ثم تحدثت بصوت لين كـ إعتذار عما حدث
( متزعلش يعني عشان معرفناش نسهر بس الدنيا اتلخبطت خالص)
اجابها بخفوت
( عادي يابنتي ايه الكلام ده، تتعوض ان شاء الله)
ابتسمت بحب وجلست بجوار شُرفتها قائلة بدلال ( ماشي)
همهم
( همممم مش عايزة تقوليلي حاجة؟)
كانت نبرته تحمل المكر فصمتت قليلاً وعلى ملامحها علامات الاستغراب ثم بدأت تستوعب ما يرمي إليه ف أبتسمت هي بمكر قائلة
( حاجة؟ لا مافيش)
صمتت ثم تساءلت بـ مكر
( حاجة زي ايه يعني؟)
عبس قائلاً
( لا ولا حاجة خلاص)
منعت ضحكتها ثم بدأت تتحدث في أمور أخرى وتتسائل عن حياته أكثر دون ان تطعمه تلك الكلمة، دون ان تُريحه وتُريح قلبه بـ كلمة احبك بعد حديثه معها ومصارحته الكبيرة لها في حفل خطوبتهم ...

أصابك عشقٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن