نوفيـلا - أصابك عشقًا -
الفصل التاسع 🖤بعد قليل من سماع صوت الجرس وانتظار الرد اتاها صوته
( الو؟)
ضمت شفتيها على بعضهما ثم تحدثت بهدوء
( ازيك يا جاسر؟)
( كويس ياقلبي، وانتِ عاملة إيه؟)
أجابته بابتسامة خافتة
( كويسة الحمدلله)
دارت بعينيها المكان ثم اكملت بأضطراب
( الموضوع اللي انت حكتلي عنه وكدا وحوار السفر، وانتَ مـ)
لم تُكمل كلامها بسبب مُقاطعته قائلًا بفضول
( مستني إجابتك، فكرتي؟)
همهمت ثم أجابته
( اممم اه فكرت، انا موافقة، نتجوز وهاجي معاك)
ابتسم سريعًا واردف بحماس
( بجد، مبتهزريش صح؟)
أبتسمت بحُب على حماسه هامسة
( اه بجد، انت بقا تعالى كلم بابا في الموضوع وان شاء الله يوافق)
اجابها بنبرة عاشقة
(متخفيش، كل حاجة هتبقى كويسة انا هكلمه!)
صمت ثُم اكمل
( انا بحبك اوي، واوعدك مش هخليكِ تندمي لحظة وهعوضك عن فترة الخطوبة وكل الحوارات بتاعتها)
ابتسمت بخجل وكأنه أمامها هامسة بنبرة خجلة
( ان شاء الله)
استذكرت ماكانت تود قوله فتحدثت
( اه صحيح، بكرا بليل رايحة مع سكن وعمر حفلة)
( حفلة ايه؟)
اجابته بأبتسامه
( حفلة في شغل سكن، بمناسبة اول مجموعة ازياء ليها هي ومجموعة من زمايلها)
همهم بتفهم قائلًا
( ماشي تمام، ابقي خدي بالك من نفسك)
أبتسمت بحُب
( حاضر...)
ودار حديث طويل بينهم لساعة مُتأخرة حتى غفت وهي تتحدث معه، وانتهى الليل و ينتهي معه الحديث المعسول ولكن يبقى أثره في قلبها وقلبه.
________________________________________
حل صباح يوم جديد واشرقت شمسه بحرارتها الدافئة، كـ دفئ قلوبهم جميعًا هذا اليوم، تقلبت مريم في فراشها يمينًا ويسارًا حتى بدأت في الإستيقاظ، وكـ عادتها اول شيء تفتح عينيها عليه هو هاتفها، ظلت تُقلب به وتفتح الرسائل دون الرد فـ هي ليست بمزاج ولكن فضولها يأكلها ما محتوى تلك الرسائل، وصلت لأشعار من موقع ' الصراحة' فتحته لتجد محتوى الرسالة " افكر بكِ، وكأن عقلي لا يوجد به سواكِ" تفحصت هذه الرسالة والتي تسبقها، ثم اعتدلت سريعًا وجلست وهي تَنظُر للرسالتين، اذًا من يُرسل لها ليس كما توقعت انه يتلاعب فـ سيُرسل واحدة ويكُف، شرد تفكيرها في المجهول المُعجب بها، من هو؟ ظل يدور عقلها طول الوقت في إكتشاف طريقة لمعرفته.
____________________________
انتهوا من وجبة الغداء، وكانت سـكن وسما في المطبخ بينما هو يجلس بالخارج ويتحدث مع سَارة عبر الرسائل، خرجوا من المطبخ بعدما انتهوا من تنظيفه وجلسوا سويًا فـ تساءلت سما
( هو انتِ جبتي فستان لـ حفلة النهاردة؟)
هزت سكن رأسها بـ نفي قائلة
( مجبتش بصراحة بس كُنت هلبس فستان عندي شكله حلو يعني. )
كانت انظراه عليهم ثُم للهاتف فقالت سما
( طب ما تقومي نروح تشتري واحد وانا اشتري ومريم كانت عايزة تروح تشتري برضو)
وجهت سَكن نظرها لـ عُمر مُنتظرة إجابته فنظر لها مبتسمًا بهدوء
( مافيش مشاكل، هاجي اوصلكو)
اتت الصغيرة ريم ركضًا وهي تقول بحماس
( وانا كمان يا مامي بليز عايزة.. اجي معاكو واشتري فستان)
قهقه عُمر ثم جذبها لأحضانه
( عايزة فستان للحفلة؟)
تابعت وهي تهز راسها بإيجاب مبتسمة بحماس طفولي
( ايوه ايوه، فستان شكله حلو والف بيه كدا)
ابتعدت عنه وبدأت تدور حول نفسها وهي تطلق الضحكات من فمها الصغير وهُم يقهقهون معها، حملها عُمر على كتفه متوجهًا بها لغرفتها قائلًا
( طب قوموا البسوا يلا عشان نروح ونيجي بدري.. هوصلك ريم الاوضة لبسيها يلا)
بالفعل بدأوا يتجهزوا بينما هو جلس مُنتظرًا فـ وصل لهاتفه اتصال من سارة، ظل ينظر للهاتف بهدوء ثُم أجاب
( الو؟)
تسائلت
( كُنت بتقول خارج، رايح فين؟)
اجابها وهو يبعد نظره لنقطة وهمية شاردًا
( رايح اوصل سكن وسما عشان يشتروا حاجات للحفلة)
تسائلت مرة أخرى
( حفلة إيه؟)
اجابها بأقتضاب
( حفلة في شُغل سكن، زي عرض لتصاميمها كدا)
همهمت سَارة قائلة
( طب انا كمان كُنت عايزة اروح اشتري هدوم ، عدي عليا خدني معاكم)
صمت لثوانِ يُفكر ان منعها سيحدث العجائب وتعتقد انه لا يريد وانه يُفضل سكن عنها
( تمام اجهزي يلا)
ثُم ودعها واغلق الإتصال مُنتظرًا سما وسكن، وما هي إلا دقائق حتى غادروا المنزل في سيارته، كانت سما مشغولة في هاتفها بـ إخبار جاسر بأنها ستذهب للتسوق، كان يسير في طريق غير طريق محلات التسوق لتسأله سكن
( أنتَ ماشي من هنا ليه؟)
اجابها بخفوت هادئ
( عشان هجيب معانا سارة، عشان عايزة تروح تشتري هدوم كمان!)
صمتت قليلًا وهي تحملق به ثُم ابعدت بصرها دون ان تُضيف حرفًا، بينما هو تنهد يُخرج ما بصدره وقلبه ، فهو يعلم جيدًا كم ساء مزاجُها الآن، وصل أمام منزل سارة فـ اتت هي الأخرى وركبت جوار سما وريم بالخلف وألقت التحية
( ازيكم يا جماعة؟)
اجابتها سما بلا مشاعر
( كويسين!)
بينما سكن اكتفت بالصمت وعُمر ايضًا واكمل قيادته للمكان المطلوب.
ترجلوا جميعًا من السيارة لأول محل به فساتين ودلفوا بينما هو استند على السيارة ينتظرهم، وبعد قليل شاركتهم مريـم في البحث عن فُستان لـ سكن اولًا، ظلت مريم تدور وتبحث وبين حين وآخر تَنظر لـ سارة نظرات قرف وبغض، ثُم لمعت في رأسها فكرة ما فأبتسمت بخُبث قائلة
( سوسو حبيبتي، فكريني لون عُمر المفضل كان إيه؟)
قوصت سكن حاجبيها باستغراب وهي تُجيبها
( ازرق فاتح، ليه؟)
همهمت مريم بتفهم وظلت تدور و تدور حتى وصلت لـ فستان باللون الازرق الفاتح بأكمام كاملة، بسيط وذو رونق جذاب، إبتسمت مريم بمكر
( ده جميل جدًا جدًا وهيعجب عُمر، مش كدا يا سما؟)
شاركتها سما اللُعبة قائلة
( اه طبعًا، اساسًا عُمر بيحب اللون ده على سكن اوي)
بينما سَارة كانت تقف وتشتاط غيظًا، كاد الدُخان يخرج من انفها واذنيها من غضبها الجامح، بينما سكن نظرت لها بطرف عينيها ثم اقتربت منهم واخذت الفستان مُتحدثة بدلال
( تصدقوا شكله حلو، طب هاتولي طرحة تليق عليه بقا)
نظرت مريم لـ سما وغمزت لها
( هاتيلها طرحة لونها ازرق فاتح تليق عالفستان وانا جاية)
ثُم خرجت من المحل لعُمر تُناديه فـ دلف معها مُتسائلًا
( في إيه يابنتي انتِ؟)
ابتسمت مريم وهي تقول
( تدددا، ايه رأيك فـ الفُستان الجامد ده؟)
نظر للفستان بـ يد سكن واقترب منها حتى وقف أمامها مباشرةً وهو يمد يديه يُمسك الفستان يتفحصه بينما هي كانت تنظر داخل عيونه بحُب فأبتسم هو الآخر
( تُحفة، وسكن هتخليه أجمل انا مُتأكد)
ازدادت إبتسامتها توسعًا ثم همست بسرور
( عيونك الحلوين)
استمع لهمسها مُبتسمًا بينما قالت مريم بنبرة تَغيظُ بها سارة
( ماشاءالله ربنا يحميكم من العين ياحبايب قلبي انتو)
قهقه عُمر على حديثها ثُم التفت ينظر لها فـ اتت عينيه على سَارة التي كانت تشتاط غيظًا وغضبًا وغيرةً، لو كانت النظرات تحرق لاحترقوا جميعًا من نظراتِها، تنحنح بخفوت وتسائل
( انتو خلصتوا ولا نظامكم إيه؟)
اجابته سما بمرح مزيف
( ايوه انا جبت وسكن جابت ومريم وكمان جبنا لـ ريم، بس مم سارة مجابتش مش عارفة ليه؟ )
مثلّت في نهاية حديثها بالحُزن على سارة التي أجابتها بحدة
( لا انا هجيب هدوم من محل تاني، عُمر تعالى معايا يلا لحد ما يخلصوا هما الرفايع بتاعتهم)
أجابتها مريم سريعًا
( لا استني، هنروح معاكم لأني عايزة اروح محل تاني برضه اشتري حاجة، ويمكن المحل اللي هتروحيه يعجبني فيه حاجة)
فأجابها عُمر وعزم على انهاء الجدال الذي كان سـيحدث الان
( خلاص نستنى نروح كُلنا سوا)
غضبت سارة اكثر وابعدت نظرها قليلًا عنهم ثم ادارته لـ عُمر فوجدت نظره موجه على سكن بنظرات حُب واضحة جدًا للاعمى، نظرات جديدة تحمل العشق تجاه سكن، شاردًا بها وبتفاصيلها وهي تُساعد الفتيات فـ إختيار الألوان وتنسيقاتها، كانت تَنظر له بنظرة تحمل غضبًا لا يقل عن الصدمة، داخلها مُحمل بالألم تجاهه وتجاه تلك المشاعر التي يكذب بها تجاهها هي، ابعدت نظرها لـ سكن مُتسائلة
( سكن هو انا ينفع اجي معاكو الحفلة النهاردة؟)
نظرت لها سكن مُجيبه باحراج
(اكيد، بتحجزي تذكرة وبتدخلي عادي)
هزت سارة رأسها مبتسمة ابتسامة مزيفة
( تمام انا هاجي معاكم)
فوجهوا الانثتين نظرهن لعُمر بينما هو كان ينظُر لسكن ثُم نظر لسَارة
( مافيش مشكلة، هحجزلك وتيجي معانا)
هزت سارة رأسها ثُم اتجهوا جميعًا للمحل الآخر واشترت سارة ماتريده ثم غادروا جميعًا للمنزل، منهم من يُخطط ومنهم الحزين ومنهم المُتحمس للحفلة..
كان تتجهز في غُرفتها وهي شاردة فيما دار بينها وبين سارة اليوم، تُرى ما الخطأ الذي ارتكبته في حياتها حتى يضع الله في طريقها عُمر وحبيبته سارة، لم ترتكب خطأ قط حتى تشعر بكل هذا الألم الذي تَشعُر به، إن وضعنا الثلاث اطراف في القصة فهي المظلومة ليس غيرها، فتلك الأخرى تكيد في المكايد، وهو لا يُحدد مشاعره إن كانت معها او مع سارة، هي ستتقبل حتمًا قراره ليس إلا بسبب حُزنها الشديد وشعورها بالألم جواره في هذه الظروف، بالتأكيد البُعد أفضل، أخبرته ان يختار بينهم، واخبرته ان يتخلى عنها من أجل الأخرى ولكنه لا يستمع إليها، بالتأكيد المُستقبل سيكون أفضل من الحاضر، هي دومًا تدعي ربها أن يضعها في الطريق الصحيح بعيدًا عن أيةً مشاكل.. انتهت من ارتداء فُستانها الرقيق وحجابها وزينتها الأخرى، جلست على الفراش وارتدت حذائها ثُم رفعت بصرها على دخوله الغرفة وهو ينظر لهاتفه مُتأنق هو الآخر يرتدي حلته الزرقاء الغامقة، رفع بصره ونظر لها صامتًا لثوانِ من أجل هذا الجمال، بينما هي وقفت مكانها تنظُر له بتوتر ثم قالت
( إيه، الفستان حلو؟)
اقترب منها ثم مال على وجهها يطبع قُبلة رقيقة على خدها هامسًا
( انتِ اللي محلية الفستان بجد، إيه الجمال ده!)
اخفضت بصرها بخجل ثُم رفعته تَنظر لعينيه بحب قائلة بخفوت يملئه الحُب
( وانت كمان،شكلك حلو اوي)
غمز لها مُداعبًا إياها قائلًا بمكر
( إيه ده انتِ بتعاكسيني بقا!)
احمرت وجنتيها أكثر من خجلها وهمست
( بس بقا يا عُمر الله، امم يلا عشان نمشي)
هز رأسه لها بإيجاب ثم امسك يدها مُغادرين ومعهم سما وفي طريقهم اخذوا سارة ايضًا التي كانت ترتدي فُستان من اللون الاسود بأكمام طويلة وترفع شعرها للأعلى فـ كان يُعطيها رونق جذاب، وصلوا لمكان الحفل وتشبكت به سارة تحت نظرات سكن اليائسة والتي دلفت برفقة سما وهي هادئة وعلى ملامحها الحُزن الهادئ، جلسوا جوار بعضهم وما هي إلا دقائق حتى اتت مريم هي الأخرى لتُشاركهم السهرة مع نظرات الغيظ التي تحملها لـ سارة، ظلوا جالسين حتى انتهت استعدادات الحفل وبدأت العارضات بالخروج بتصاميم سكن وزملائها، بدأ الجميع يُشاهد بانبهار حتى اتى شخص ما يُخبر سكن انهم يريدونها بالداخل، نظرت لعمر الجالس جوارها هامسة
( مش هتأخر)
هز رأسه لها فـ غادرت ومعها مريم حتى تكون جوارها، فهي تعلم جيدًا أنها حزينة بسبب قدوم سارة وتشبثها بالآخر، دلفوا للبروڨة ووقفت سكن تُساعد العارضات في وضع زينتهم وترتيب ملابسهم، بينما اكتفت مريم بالاستناد بفُستانها الرصاصي المُلفت بلونه، ذو اكمام طويلة، يحمل زينة بسيطة ومع حجابها البسيط ايضًا فـ كانت في غاية الجمال به، كانت تقف تشتاط غيظًا من سارة وهي تسُبها في سرها هامسة
( نفسي اخنقها)
استيقظت من غيظها على دخول هذا الأجنبي للمكان واقفًا امامها وظهره لها يتحدث من العارضات
( يلا كل واحدة تجهز لدروها، I don't want any mistakes)
كانت تنظر لظهره ولطريقة حديثه الجذابة وهي تُقسم انها لم تستمع لأحد يتحدث بالإنجليزية والعربية بهذه الطريقة الرائعة التي اسرت قلبها الصغير، ولكن هُناك جزء غجري داخلها دومًا يدفعها للشجار معه بالرغم من ان هُناك جزء صغير للغاية رقيق، ألتفت ليُغادر فوجدها أمامه بـ فستانها الجذاب، نظر لها من الأسفل للأعلى بأعجاب واضح ثم استقرت عينيه في عينيها فقوصت هي حاجبيها بـ طريقة مُخيفة مُتسائلة كـ غجرية ' ليك شوق في حاجة؟'
لم تكن علامات وجهها تحمل معنى سوى هذه العبارة، تنحنح بأحراج قائلًا بصراحة ( so beautiful, امم اتمنى تستمتعي بالعرض يا انسة - مريم -) ثُم ابتسم إبتسامة خافتة وغادر من أمامها بينما هي كانت تنظر لأثره وهي تُردد مثلما ردد اسمها بتيه
( مريم، يلهوي انا اول مرة اسمع حد بينطق الاسم بالشكل الحلو ده، دانا حبيت اسمي اكتر منا بحبه)
ابتسمت ببلاهه فداخلها جزء مجنون للغاية.
_______________
انتهى العرض بعدما تكرمت سكن ومن معها، واتى عُمر جوارها يُشاركها سعادتها ونجاحها المُبهر، يُشاركها بداية طريق حلمها، اُخذ لهم بعض الصور ومنهم صور ينظُر لها بعشق بها، تمنى لهم الجميع السعادة وغادروا تحت نظرات سَارة الحارقة، وقفوا جوار سيارته وخرج يوسف وهو يبتسم بسرور لها
( congratulations, اتمنى لكِ النجاح دايمًا)
ثم مد يديه لتصافحه فقابلته يد عُمر متحدثًا بصوت ثابت
( متشكرين جدًا يا..)
ابتسم يوسف قائلًا
( يُوسُف)
تنحنحت سكن بأحراج ثم قالت بشكر
( شكرًا جدًا يا استاذ يوسف)
ابتسم لها ثم ابعد نظره لمريم التي كانت تنظر له وعندما تلاقت اعينهم ابعدت نظرها سريعًا، ابعد نظره لعُمر مرة أخرى قائلًا
( بالاذن)
ثم القى اخر نظرة لمريم وغادر تحت نظراتها وهي تركب السيارة مع البقية، كانت سكن متوجهة للمقعد الأمامي ولكن وجدت من تضع يديها علي مقبض الباب فنظرت لها سكن وتنهدت والتفتت لتركب بالخلف واثناء مشيها سمعوا صوت قطع فُستان، لم يكن سوا فُستانها الذي ضغطت عليه سارة بقدمها فقُطع من الأسفل، وقفت سكن مكانها مغمضة العين واتى الجميع حولها لتقول سارة بأعتذار ساخر
( انا آسفة بجد مقصدتش اني ادوس عليه)
كانت نظرات سما ومريم لها نارية لتقول سما
( متزعليش يا سكن قطع بسيط، راح الشر)
كان عُمر ينظر لها ويعلم جيدًا مدى حُزنها الآن بسبب ما حدث فتنهد بحرارة قائلًا
( خلاص حصل خير، اركبي يلا عشان نمشي)
وبالفعل ركبوا جميعًا وقام عُمر بتوصيل مريم وسارة ثُم عاد للمنزل بـ سما وسكن، صعدت سكن فور دخولها لغرفتها ثم للحمام وقامت بغسل وجهها ثُم استندت بيديها على الحوض وبكت بصمت، صمت مُبالغ به وهي تراه مع أخرى، تشاركها اياه، لماذا هي مُضطرة لتعيش كل هذا، لماذا لا تُغادر بصمت، فهذه ليست حياتها ولا هو شريكها، بل شريك سارة، اخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها جيدًا وخرجت من المرحاض للغُرفة فوجدته يجلس على طرف فراشهم، وعندما خرجت رفع بصره لها وتوجه لها واقفًا امامها ثم امسك يديها بين يديه قائلًا بحب ومُحاولًا تخفيف ما حدث
( الف مبروك عالنجاح الجميل ده، وان شاء الله اشوفك ناجحة دايمًا)
ثُم القى نظرة على فُستانها قائلًا
( متخليش حاجة بسيطة زي دي تبوظ سعادة يومك النهاردة)
صمت ينتظر ردًا منها لتقول ببرود
( شكرًا، انا بكرا هاخد بنتي وامشي على بيت خالد اللي كنا قاعدين فيه، ده مكاني الصح انا وبنتي، وعايزة ورقة طلاقي توصلني لو سمحت ياعُمر، انا مبقتش مستحملة العيشة دي خلاص، وسارة ده حقها انها تعيش معاك لانها بتحبك و)
صمتت لثانية ثُم أكملت
( وانت بتحبها)
كان ينظر لها بهدوء ثُم رفع حاجبيه قائلًا
( ده اخر كلام؟)
هزت رأسها بإيجاب فهز رأسه هو الاخر بعند ( ماشي)
ثم ترك يديها بنفور وغادر للمرحاض تحت نظراتها المصدومة، ابتلعت غصتها وجلست على طرف الفراش حتى لا تقع ارضًا، لقد وافق على حديثها وسيفعل ما طلبته، هكذا سيتخلى عنها، بتلك السهولة؟ وما حدث بينهم هل سينساه؟ اخذت ملابسها وجرت ماتبقى من قوتها وقلة حيلتها لغُرفة ابنتها ونامت جوار ماتبقى لها من هذه الحياة.
أنت تقرأ
أصابك عشقٌ
Romanceالحُبُّ يَدُق في القَلب من غَيْر مُقَدِّمَات يَتَملَّكهُ ويغلفهُ من جَمِيـع النَّواحِي ، فلا مَفَر مِنْه إنْ كَانَ حَقِيقِيًّا صَادِقًا ... أَصَابَتْنِي بـ سِهَام الْحُبُّ فِي قَلْبِي فأصبحتُ مُتيم بِهَا وَكَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ لِغَيْرِي مِنْ قبل...