الفصل الثالث ❤️

8.2K 387 31
                                    


نوفيلا - أصابك عشقاً -
الفصل الثالث 💚
.
كانت تجلس في محاضراتها بشرود تـام وهدوء مُبالغ.. تسند رأسها شاردة فاللاشيء تُفكر فيما حدث لها اليوم معه، كان شيء كبيرًا عليها وعلى طاقتها وهي تُشبه الهشة في تصرفاتها وقامتها ، ولتفكيرها السخيف اعتقدت أنه حقًا سيختطفها ويطلب فدية من أهلها ويُعذبها او ينتهي بها الأمر مقتولة، أخذت نفسًا عميقًا وهي تُفكر به وبما فعل، حقًا ما فعله لأنه يحبها؟ هل هناك من يحب هكذا الآن!؟ قطع حبل شرودها جلوس فتاة جوارها بسيطة الملامح بأعين واسعة باللون العسـلي، في الحقيقة ملامحها تُشبه ذلك الجاسر، ضيقت عينيها تنظر لها بتركيز أكثر بينما الأخرى أبتسمت لها مؤكدة عما داخل عقلها
( ايوه انا جنى اخت جاسر، انا معاكي هنا فالكلية من زمان على فكرة بس مكناش صُحاب كادت ان تتحدث سما بِعُنف لولا مقاطعة جنى لها وهي تمسك يديها قائلة لها بهدوء لتطمئن قلبها
( أهدي، انا جاية اديكِ فونك اللي نسيتيه مع جاسر)
ثم وضعت هاتفها الذي اخذه منها في السيارة حتى لا تتحدث مع أحدهم لتطلب النجدة، ابتلعت ريقها بأحراج من أخته فهي الآن تعتقد أنها رافقته وخرجت معه لتنسى هاتفها، لذلك ودون سابق إنذار حاولت تبرير ماحدث قائلة
(أنا مطلعتش معاه هو اللي خطفني الصبح)
أبتسمت جنى برقة كـ رقة ملامحها الصغيرة متحدثة
( هو بجد بيحاول معاكِ وبيحبك أوي، حاولي تقنعي أهلك ويجيلك تاني يتقدملك وصدقيني مش هتندمي، مش عشان هو أخويا وبتاع لا، عشان مافيش حد بيحب حد بالأسلوب ده في الزمن اللي إحنا فيه)
نظرت لها سما بشرود قليلًا ثم أخذت هاتفها وقامت من مكانها هامسة بغل
(دانا هطين عيشته على اللي عمله معايا الصبح)
ثم تخطت جنى وغادرت قاعة المحاضرة كلها وهي تلعن وتسب في جاسر ومن أوقعه أمامها، جلست وحدها تشرب عصيرها المفضل وهي تُفكر كيف ستوفي بعهدها بـ (تطيين عيشته)!!
ياترى هل تُخبر والدها واخاها بما حدث وتحدث مشكلة كبيرة بسببها أم تسكت ويتكرر ما حدث اليوم وتعيش هي برعب، قامت من مكانها وغادرت الجامعة دون ان تحضر بقية محاضراتها اللعينة بسبب توترها وتفكيرها المُفرط، كانت تسير على قدميها خوفًا من أن يحدث ما حدث صباحًا مرة أخرى وخائفة من السير على قدميها فـ يلحقها ويتحدث عنها الناس، وعندما تعبت من كثرة المشي ولم تجد له أثر اوقفت سيارة تاكسي وغادرت بها لمنزلها أخيرًا بسـلام..

_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
غادروا سويًا من المنزل حتى يذهب لعمله وهي أيضًا لتلك الشركة التي ستُقدم بها، كان يقود السيارة وهو يتحدث معها بتساؤل
( اطلع معاكِ الشركة لحد ما تعملي المقابلة ونمشي سوا؟)
نظرت له بإبتسامة صغيرة
( لو حابب تيجي مافيش مشكلة، المهم متتعطلش عن شغلك)
إبتسم لها واكتفى بـ هز رأسه بإيجاب حتى وصلوا للشركة وصعد معها تحت نظرات من هُنا وهُنا لكونهم وجوه جديدة اول مرة يروها، قابلهم "السكرتير" بترحاب وهو يمد يديه لها ويتحدث بنبرة معسولة
( اهلا اهلا بالمدام سَكن)
كادت أن تصافحه ولكن عُمر كان الأسرع بـ مصافحته قائلًا
( اهلًا وسهلًا، انا جوزها) هز الرجل رأسه و تنحنح بأحراج وهو يردد
( احم، أهلًا وسهلًا بحضرتك، دقيقة هبلغ المدير)
ثم غادر من جوارهم بينما مال عُمر على اذنها هامسًا
( ده بقا اسمه تحرش يا استاذة سكن، عشان تبقي تقوليلي حلو بتتحرش بيا وانا برئ مبعملش حاجة )
ضيقت عينيها بـذم وهي تنظر له فـ اكتفى بهز كتفيه وابعد نظره عنها ببراءة وهو يبرز شفتيه السفلية هامسًا
( ظلم ظلم يعني مافيش كدا)
أنهى جملته وهو يهز رأسه يمينًا ويسارًا بـتظلم فقهقهت هي على شكله بنبرة منخفضة كاد هو ان يسمعها فأبتسم على رقة ضحكتها الخارجة من داخلها دون أي تزييف، متأملًا انفراج شفتيها الصغيرة لتتوسع فتبرز غمازتيها المحفروتين في خديها بأبداع، يُقسم داخله انه يود ان يُقبل تلك الغمزتين ولكن لسوء الظروف مكانًا وزمنًا...أنهى ماكانوا به عودة السكرتير قائلًا
( اتفضلي يا استاذة سكن، المدير مستني حضرتك)
أخذت نفسًا عميقًا وهي تنظر له ليقول لها بطمأنينة
( انتِ قدها، بالتوفيق)
توسعت إبتسامتها بثقة أكثر عما هي مُقبلة عليه ثم توجهت ناحية مكتب المدير بينما هو جلس ينتظرها بالخارج ويُفكر في كل الأحداث التي مرت عليهم، عفويته الزائدة معها واقترابه منها، سارة وما يحدث معهم، لا يعلم شيء سوى انه به قليل من التشتت الداخلي وهو بارع في إخفاء تشتته...
مر وقت على جلوسه حتى شعر بها تتجه نحوه بعدما خرجت من مكتب المدير، رفع رأسه ينظر لها واقفًا مكانه وعلى وجه علامات التساؤل مقوص حاجبيها حتى تجيبه بما حدث.. اقتربت منه حتى وقفت أمامه هامسة بصوت مليئًا بالحماس والسعادة
( اتقبلت)
شقت الإبتسامة طريقها على وجهه هو الآخر قائلا بإبتسامة
( الف مبروك)
ثم امسك كفها بين كفه ضاغطًا عليه كـ نوع من أنواع المُباركة، فتوجه بصرها ليديهم ثم له بإبتسامة مُغادرين سويًا الشركة بينما هو أوصلها للمنزل وغادر لعمله... تاركًا عائلته تُبارك لها وهي تستعد بحماس للغد فهو اول أيام عملها
...
كانت تجلس في شرفة غُرفته فأصبحت إدمان لها أن تجلس بتلك الشُرفة المليئة بالأزهـار والروائح الجميلة، هو دومًا مُبدع في إختيار اشياءه وترتيبها، كانت ممسكة في يديها جهاز لوحي وقلم وترسم، بدأت تستعد بـ حماس لعملها وكما هي العادة وجدت باب الغُرفة يُفتح بقـوة كما يفعل، فهو دومًا ينسى أنها تعيش معه في نفس الغرفة، ينسى أن هناك قلبًا يفزع من طريقة دخوله الغرفة كالمُتحرش كما اسمته سرًا وعلنًا، وقف أمامها مُبتسمًا بترحاب
( سكن، هو انتِ هنا؟)
هزت رأسها بإيجاب مبتسمة إبتسامة صفراء قائلة بنبرة مُمازحة
( لا هناك هه، اه هنا)
قلب عينيه من تلك السخافة المعهودة بينهم منذ زمن ثم مال برأسه ليرى ماذا ترسم قائلًا بإنبهار
( الله، دا رسمك وريني كدا!؟)
مدت له الجهاز اللوحي وهو يتفحص رسمة الفُستان الازرق الطويل، تصاميمها رائعة حقًا وهي مُبدعة، أبتسم بصدق قائلًا
( حبيته اوي، ماشاءالله عليكِ)
بادلته هي الأخرى الإبتسامة شاكرة اياه
( شكراً اوي)
مال ليعطيها الجهاز اللوحي فأبتعدت سريعًا ليقوص حاجبيها وهو يستمع لها تُبرر
(هتتحرش بيا؟)
ظل ينظر لها لـ ثوانِ يستوعب أنها حقاً تعتقد أنه كلما أقترب منها ولو خطوة تعتقد انه سيتحرش بها، وهنا استغل تلك النقطة استغلال في صالحه، ذلك عمُر المُنحرف وافكاره.. اقترب منها أكثر بينما هي وقفت سريعًا مكانها وابتعدت من أمامه لتدلف الغرفة لكنه مسكها سريعًا مُحاصرًا إياها وخلفها الحائط
( استني بس، اللي انتي مفكراه دا مكنش تحرش، انا بقا هوريكي التحرش بيبقا ازاي عشان يبقا عندك خلفية)
تلعثمت في كلامها وكأن لسانها رُبط
( متتهــورش يا عُمـر)
إقترب أكثر بجسده هامسًا
( عُمر ايه بس، دانا كدا لازم أتهور بقا)
دفعته سريعًا وانفاسها تزداد ثُقلاً في صدرها بينما اكتفت بمواجهته بالنظرات وثم غادرت من الغُرفة راكضة ...

أصابك عشقٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن