الفصل السابع ❤️

7.4K 356 32
                                    

نوفيلا اصابك عشقًا
الجزء السابع 🖤

صدح صوت والدها مُرحبًا به
( اهلا يا عُمر يابني، اتفضل)
دلف عمر والقى السلام على الجميع قائلًا
( جيت اشوف مراتي اللي جت من غير اذني)
ثم نظر لها فأبعدت نظرها سريعًا بعيدًا عنه وعن الجميع لنقطة بعيدة، ثم سمعوا صراخ ريم الصغيرة وهي تركض ناحية عُمر تحتضنه
( بابـي)
حملها عُمر مبتسمًا بحب ثم احتضنها قائلًا
( روح قلبي)
بادلته الصغيرة الأحضان وهو عينيه عليها لا تبتعد، سيلومها بعنف على مافعلته، وكيف خرجت من بيتهم بدون أذنه، غضب كثيرًا وفارت دماءه بجسده عندما اخبرته والدته أنها ذهبت، ابتعدت ريم عنه قليلًا ثم بادر بهدوء
( عايز سكن شوية على انفراد بعد اذنكم)
هز والدها رأسه بتأكيد
( اكيد يا بني اتفضلوا)
بينما هي داخلها تصرخ ' لا تتركوني معه وحدنا' ابتلعت غصتها وخطت أمامه للغرفة وهو خلفها وأغلق باب الغرفة فأغمضت عينيها مع إغلاقه وظهرها له ثم التفتت له وهي تبتلع غصتها وهمست بتلبُك
( انا..)
وضع سبابـته على فمها مانعًا حديثها
( ششش انتِ ايه؟ انتِ طلعتي بدون أذني يا سكن، انتِ مجنونة؟)
عبست وابعدت يديه بعنف وتحدثت بحدة محاولة اخفاض نبرة صوتها
( لا انا مش مجنونة، بس انا مش حديد عشان استحمل إنك رايح تخطب واحدة تانية وانا اقعد ازغرطلك، وبعدين قولتلك هتطلقني)
قوص حاجبيه بتحدِ قائلاً
( انا مش هطلقك، وأعلى مافي خيلك اركبيه)
هزت رأسها نفيًا وهي تقول
( لا، لا يا عُمر انت هتطلقني عشان احنا مافيش بينا عيشة،وانا مش هستحمل تتجوز عليا اذا كُنت انت عايز تتجوز وبرضو مش همنعك تتجوز...)
اغمضت عينيها ثم أكملت
( بس انا مش هستحمل فـ انا هتطلق، انا تعبت يا اخي متبقاش اناني، حس بيا شوية وحس بـ اللي انا بعيشه، انا مستاهلش كل ده يا عُمر، وانا مش عشان ارملة وخلاص خدت دوري يبقا تيجي تتجوز عليا انت او غيرك)
كان ينظر داخل عينيها فهو يريدها ان تُخرج كل ما بداخلها به الآن، يعلم جيدًا انها تحمل الكثير والكثير لذلك يريد إخراجه منها، أكملت ببكاء مرير ودموع تتساقط على خديها
( عايشة في ألم بيدخل جوا قلبي وبيوجعني جدًا وبيحطمني يا عُمر، فجأة اتحولت من سكن الإيجابية اللي الضحكة مكنتش بتفارق وشها لـ واحدة تانية انا نفسي مش عارفاها، مبقتش بضحك زي الاول وسيطر عليا حُزن كبير اوي، غَيّر كل حاجة فيا ضحكتي وسعادتي والإيجابية اللي فيا)
ينظر داخل عينيها ولملامح وجهها، بالفعل ملامح الحُزن تُغطي وجهها وابتسامتها لم تعد مُشرقة كما كانت، أصبحت ابتسامة مغلوبة، وعينيها مُثقلة بالدموع، على وجنتيها بقايا هموم وفي مقلتيها انهيار، يعلم ان داخلها حرب كبيرة لا تُخبر عنها أحد، بل تعيشها وحدها وتُحارب وحدها، ظلت تنظر داخل عينيه وهو يهمس بحنو
( عارف انك تعبتي، عارف والله كل ده، بس انا عايز اكون جنبك، انا مقدرش اقول لسارة اني مش هتجوزها لأني وعدتها كتير، بس انا عايز اكون معاكي وعايز اساعدك تطلعي من اللي انتِ فيه، وانا كمان محتاجك في حياتي يا سكن، انتِ بتفهميني وبتقدريني، انا محتاجك انتِ)
هزت رأسها بنفي هامسة ببكاء
( مش قادرة، مش قادرة يا عمر اشوفك مع غيري واعيش معاك، مش قادرة ارحمني بقا ارحم تعبي ده)
هز رأسه بنفي هو الآخر ثم احتضنها
( مش هسيبك ومش عايز اسيبك، انا مقدرش اسيبك يا سكن، انا محتاجك في حياتي)
بكت باحضانه بقوة دون أن يُقاطعها تاركًا إياها تُخرج مابداخلها، مرت دقيقة واثنتان حتى وصلت للخامسة وهي بأحضانه فابتعدت مع طرقات خفيفة على الباب مصحوبة بـ حديث مريم اختها
( احم.. سكن يلا هاتي عُمر وتعالوا عشان نتعشى)
كادت ان تتحدث فـ سبقها عُمر مجيبًا
( حاضر طالعين)
ثُم نظر إليها فهمست بهدوء
( هدخل اغسل وشي)
ودلفت للمرحاض لتغسل وجهها جيدًا ليزيح آثار البُكاء ثم خرجوا سويًا ليتناولوا وجبة العشاء مع بقية العائلة تحت نظراتهم لبعضهم...
____________________
إنتهت وجبة العشاء وجلسوا سويًا فـ أشار لها ان تتجهز ليغادروا فهزت رأسها بالنفي فـ عبس بحدة ثم قال
( يلا ياسكن عشان نمشي قبل ما الوقت يتأخر)
هزت رأسها بتحدِ
( لا انا هبات النهاردة هنا)
تحولت تمامًا عما كانت مُنذ قليل، أكان تأثير جوع، يعلم جيدًا هرمونات الإناث تلك فـ هز رأسه
( لا هنمشي قومي)
هزت رأسها هي الأخرى
( مش عايزة امشي)
تنحنح والدها مُتدخلاً
( عيب كدا يا سكن، قومي يلا مع جوزك)
هزت رأسها بنفي قائلة بحدة وتحدي
( عُمر هيطلقني قريب وقبل مايتجوز، باركولوه عشان هيتجوز بقا)
ثُم تركتهم واتجهت لغُرفتها بينما هو ينظر لاثرها بصدمة، بينما قال اخاها بهدوء
( انت بجد هتتجوز؟)
هز رأسه بإيجاب وظل صامتًا ليقول والدها
( خلاص طالما كدا ابعتلها اوراق الطلاق، انتو اصلاً من الاول مش عايزين تتجوزوا واتجوزتوا غصب، انت دلوقتي عايز تشوف حياتك يبقا تتطلق ولما يجيلها بقا نصيبها هي كمان تتجوز)
عبس وهو ينظر لوالدها
( انا مش عايز اطلقها، وهي مش هتجوز غيري، لو سمحت يا عمي انا وهي متفقين)
ثم ابعد بصره
( عن اذنكم انا هدخلها)
ثم توجه لغرفتها قائلًا
( ايه اللي عملتيه برا ده؟ يلا عشان نمشي)
نظرت له ثم ابعدت بصرها بلا مُبالاة
( قولتلك مش همشي يا عُمر، انا عايزة افضل هنا)
صمت قليلاً ثم اقترب منها وجذبها من يدها له قائلًا
( ماشي يا سكن، هسيبك الليلة دي تنامي هنا، بس والله بكرا لو مجتش لقيتك جاهزة هيحصل حاجة متعجبيكش مني)
ثم تركها وغادر تحت نظراتها الهادئة الحزينة..
________________________________
في صباح اليوم التالي ذهبت مريم مع سكن لمقر عملها، بعد إصرارها على سكن ان تتعرف على المكان والعمل ولأنها ستذهب بعدها للتسوق، وبالفعل ذهبت وعند باب الشركة تركتها سكن لتُنهي عمل ما بينما وقفت مريم تنظر هُنا وهُنا وتتفحص المكان وهي تسير ودون قصد ارتطمت بـ شخص ما فـ التفتت بحدة
( ما تحاسب يخويا)
نظر إليها ثم تنحنح قائلاً
( I'm so sorry, I didn't pay attention.) [انا اسف، لم انتبه]
عبست وهي تنظر له وداخلها دومًا تلك الشريرة التي تَخرج بغجرية قائلة
( لا بقولك ايه كلمني كدا عربي، متعملش فيها واد اجنبي وبتاع مدارس لُغات)
ضم شفتيه بعبوس ثم قال بـ لهجة مُتكسرة
( انا بجد اسف، مش قصدي Hit you)[ارتطم بك]
رفعت طرف شفتيها مُستعدة لدخول شجار وهي تقول
( انت بتتكلم كدا ليه، متعلمتش عربي يخويا)
قوص حاجبيه مُتحدثًا
( relax, انتِ شكلك دخلتي هنا غلط)
كان حديثه مُتكسرًا بطريقة مميزة جعلتها تصمت ولم تعيي إلا على صوت سكن قائلة
( مستر يوسف انا..)
لم تُعطها مريم الفرصة وهي تقول بغجرية
( طب ما انت اسمك يوسف اهو يخويا اومال عاوج علينا لسانك ليه وبتتكلم اجنبي)
وضعت سكن يديها على فمها لتمنعها من حديثها السام قائلة
( يخربيتك افصلي شوية، ده المدير يخربيتك يخربيتك)
فتحت عينيها الواسعة بصدمة وابعدت يد سكن لتشهق وهي تنظر له ثم لها
( يلهوي..)
نظر لهم وهز رأسه بقلة حيلة ثم ابعد نظره لتلك التي سرقت انفاسه منذ رؤيتها قائلاً
( No problem guys, محصلش حاجة ، انا يُوسُف)
نطق اسمه بطريقة صحيحة تجعل من يكره الإسم يُحبه وبشدة أبتسمت سكن بتوتر قائلة
( انا آسفة جدًا على اللي حصل يا مستر يوسف،. دي مريم اختي)
هزت مريم رأسها بتأكيد وهي مازالت تنظر له بصدمة
( اه هي زي ما بتقولك كدا انا مريم اختها فعلًا)
هز رأسه بابتسامة خافتة ونظراته موجهة لمريم ثُم غادر من أمامهم لتنظر سكن لمريم بعتاب
( يابنتي قولتلك الف مرة ابقي شوفي اللي قدامك قبل ما تتكلمي، يخربيت لسانك ده سم)
اغلقت مريم فمها من صدمتها ثم قالت
( هو الولا ده اجنبي؟) هزت سكن رأسها بقلة حيلة
( ولا،يخربيتك مبتتعلميش، اه اجنبي)
ابتسمت مريم إبتسامة واسعة كالبلهاء
( يا حللولي اوي، طب مش عايزة تروحي لمُديرك تديله حاجة وهاجي معاكي)
قهقهت سكن بخفة وهي تدفعها برفق
( لا مش عايزة، واتلمي ها)
عبست مريم ثم جلست قائلة
( طب طريق السلامة انتِ خلصي شغل عشان نغور)
هزت سكن رأسها بقلة حيلة فـ لن ينتهي الجدال مع مريم ولن ينتهي حديثها اللاذع بـ لسانها السام، طريقتها الغجرية وعنادها.. مر وقت على جلوسها وتطلعها لهذا وذاك حتى وجدته يتقدم امامها بطوله الفارع وجسده الرياضي، عينيه الخضراء كـ لون الطبيعة الخلابة وبشرته الحنطية وشعره الأسود المموج، همست داخلها بحماس خفي
( فتى احلامي أوي، يا سلام لو تبقى جوزي يالا)
قهقهت على نفسها وعلي سذاجتها حتي وجدته يقف أمامها مباشرةً فـ رفعت رأسها تنظر له ثم ابتلعت غصتها قائلة
( ايه في ايه؟)
أبتسم إبتسامة جانبية قائلًا
( nothing, بس جاي.. اسألـك علـى ســكن)
( ااااه سكن)
تحدثت كـ من يعلم مكانها ثم ابتسمت ابتسامة عريضة وهي تهز كتفها
( لا والله ما اعرف، بس صدقني لو اعرف هقولك)
قوص حاجبيه فابتسمت له قائلة
( اعذرني على اللي حصل من شوية بس تلاقيني لساني مفلوت مني سيكا)
نظر لها باستغراب يحاول فهم ما قالته ثم قال
( What?)
زفرت وكأنها نفذ صبرها منه ولكن في الحقيقة فالعكس صحيح
( اه انت مش فاهم سيكا ولا مش فاهم الكلام كله ، اقولك خلاص مش مشكلة روح دور على سكن اسهل)
هز رأسه بقلة حيلة ثم ذهب من أمامها كـ عاجز يعجز عن الرد عليها، لا يعلم السبب فـ هو دومًا يرد على اي شخص اخر يتعرض له، لكن هذه ليست مثلهم، هذه خطفت شيء ما به..
________________

أصابك عشقٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن