***************
كانت جالسة وهي تظم قدميها اليها تبكي بحرقة وهستيرية ، تلتصق بالحائط علها تبتعد اكثر عن جثث الخيول و رائحتهم العفنة التي تعبق بالمكان ، و التي بدأت تسبب لها الاختناق . كانت منهارة و مدمرة بشكل كامل ، فقد مرت اكثر من ساعة على احتجازه لها هنا في الإصطبل ، كان المنظر مثيرا للاشمئزاز و مخيف بشدة ، و مع ذلك لم يشفق عليها و هو يسحبها بقسوة الى هنا ليحتجزها ، تمتمت باكية :
- فليساعدني احد ارجوكم ، سوف أموت هنا ، اين انت اخي ؟ انا احتاجك بشدة لما لا تأتي و تأخدني من هنا ؟ لما اصبحت قاسي القلب و لا تبحث عني او تبالي بي لما ؟ كيف طاوعك قلبك على ذلك كيف ؟ لا طالم كنت سندي والى جانبي ، منذ أن تركتني و حياتي كلها ألم و معاناة ، ليتني رحلت معك ، ليتني لم أقابلك سيلينا او على الأقل كنت مت معك في ذلك الحادث ، على الأقل لم أكن لأقابل ذلك القاسي سلفادور ...
كانت تبكي بحرقة وصوت بكائها العالي أشعر العمال بالشفقة عليها ، رغم فداحة الجرم الذي ارتكبته إلا انهم يرون ان هذا العقاب قاس جدا عليها . وقف صمويل امام باب الإسطبل عاجزا عن مساعدتها ، لان سلفادور كان صارما في اوامره بشدة ومنعه من الدخول إليها ، فمنذ أن إكتشف انها من سممت تلك الخيول وهو هائج كالمجنون ، و لا أحد كان يتجرأ على الاقتراب منه ، كيف لا و الصدمة كانت قوية عليه ، فسبب موت خيوله كانت زوجته التي سممتهم ، انه إلى حد الآن لا يصدق ان ارسيليا تقدم على مثل هذا الجرم ، فقد كانت تبدوا هادئة بريئة و من المستحيل ان تفعل ذلك ، لم يخطر على بال احد انها قد تقدم على مثل هذا الفعل ، الآن فقط يفسر سبب انهيارها .
كان صمويل غارق في افكاره عندما جاءت ارمينيا اليه ، سألها بقلق :
- ماذا هناك لما جأت إلى هنا ؟ هل من خطب ما ؟؟
كان الحزن واضحا على وجهها عندمت سألته بقلق :
- هل فعلا حبسها بالداخل ؟
هز رأسه موافقا بأسف ، أحست ارمينيا بالشفقة نحوها ، حتى وان كانت تستحق العقاب لكن ليس بهذه الطريقة .
كان جالسا بغرفته في ظلام غير مصدق انها قد اقدمت على فعل ذلك ، كيف طاوعها قلبها على مثل ذلك الجرم ، كل تلك البراءة كانت مجرد قناع قذر تبرع برسمها على وجهها المخادع ، لدرجة انها جعلته يتخلى عن انتقامه منها ومساحتها عن جريمتها .
أحس بالدموع تخز عيناه و شعر بغصة ألم حادة بقلبه ، عاد بذكرياته الى الصباح حيث كان بجوارها يضمها إليه وهو يشعر بالقلق عليها ، بسبب انهيارها وبكائها ، كانت مشاعره صادقة جدا و كم تمنى لو انه يخلصها من حزنها لاعتقاده انها مصدومة مما حصل لفرسها ، لم يكن يدري ان خلف ذلك الحزن يوجد خبث و شر لم يتصوره حتى في اسوء كوابسه ؛
أنت تقرأ
A prisoner of love & سجينة الحب
Romanceوضعت كريم الحلاقة على ذقنه بيد مرتعشة فقال لها ببرود جعلها ترتجف : - اذا سببت لي و لو جرح صغير في وجهي فليلتك ستكون سوداء . هزت رأسها بخوف و هي تقاوم تلك الدموع المتجمعة في عينيها ، شكلها الضعيف و الخائف ألمه بشدة لكنه رفض إظهار ذرة من الشفقة ن...