64

2K 121 1
                                    

- ممكن أقعد و لا اتفضل؟
" خايفة أقول اتفضل فتقعد "
ضحك و سحب الكرسي اللي قدامي و قعد و هو بيقول : جميل، بتتعلمي بسرعة يا إيمانة
حطيت كوباية العصير على الترابيزة و سألته بكل هدوء ولله بكل هدوء
" يا ايه!؟ "
ابتسم و قال : مريم و البنات بيقولولك يا إيمانة
" جميل و ده مبيلفتش نظرك لحاجة! "
- بصراحة بيلفت نظري لحاجات كتير بس أكتر حاجة لفتت نظرى هى إنك بتبتسمي لما بيقولوا يا إيمانة و بس يا ستي قولت أجرب حظي
بصتله بس ملقتش أى حاجة أقولها أو بالأصح كان في كلام كتير عايزة أقوله بس فضلت اسكت، هو فاهم كويس و أنا فاهمة كويس بس مع ذلك لسة بيحاول أو زي ما بيقول لسة بيجرب حظه
كنت متوقعة إنه هيطلب قهوة كالعادة و عشان كدة اتصدمت لما قال
- عصير فراولة
بصيت لكوباية العصير بتاعتي و بعدين بصتله و قولت : ممكن تطلب قهوة عادي، مش معنى إني مبشربهاش إني بيضايق لما حد يشربها
- و مش معنى إني طلبت عصير إني بطلت أشرب قهوة
في الأغلب الناس اللي بتلمحلنا بحاجة و مبتلقيش مننا ردة فعل بتفتكر إننا مخدناش بالنا فبتلمح تاني بس المرداي بصورة أوضح لكن مبيحطوش في دماغها إحتمال إننا فهمنا التلميح من أول مرة بس إحنا خايفين أو مش مستعدين للحاجة دي أو ده مش الوقت المناسب عشان نتقبل الحاجة دي
- لسة مخلصتيش ملفات الشغل
" بخلصها "
- طب ما بتخلصيهاش بالليل ليه و تصحي الصبح براحتك بدل ما بتصحي بدري و تجي تخلصيها في الكافيه و بعدين تروحي الشغل
" يمكن عشان بنام بالليل مثلا "
- بس انتي مبتناميش
بصتله فرجع بضهره لورا و قال و هو بيبعد عينه عني : اصلك بتبقي اون لاين طول الليل يعني
هو أنا فاهماه بس مش عارفة افهمه ازاي إنه مينفعش و إنه بلاش أنا، بلاش يعيش على أمل، أنا كل اللي حبيتهم في حياتي وقعوا من بين ايديا واحد واحد رغم إني كنت ماسكاهم كويس لكن هما اللي كانوا عايزين يقعوا، بلاش أنا عشان أنا مش حمل وجع جديد و فراق بينتهي دايمًا بإنهم حبوني بس أنا اللي معرفتش احافظ على الحب ده أو مستاهلش حبهم زي ما عينيهم كانت بتقول
- تعرفي إني بفكر في حاجة مجنونة جدًا بس الأول محتاج ألم آراء من كذا حد
" حاجة تخص الشركة "
- مش اوي يعني بس حاجة مهمة
" ربنا يوفقك "
كملت شغلي و العصير بتاعه وصل، عارفة إنه بيبصلي و عارفة إنه بيحاول يفتح أي موضوع و خلاص، أنا واخدة بالي كويس جدًا بس مش حابة الخطوة دي، المشاعر مش حاجة بتستخبى فلما تلمحوا باللي في قلوبكم و متلقوش ريق حلو اعرفوا إنه لاء بس لو انتوا مصممين جربوا يمكن القدر يجي مرة على هوا بني آدم
= أنا قولت بردو إني هلايقك هنا
- عايز ايه يا محمد على الصبح
خدت بالي من محمد و من الحوار اللي دار بينهم بس مكنش فيه أي حاجة موجهه ليا و كمان كان لازم اخلص الشغل اللي في ايدي بسرعة قبل ما نروح الشركة
محمد : كتبتلي الحاجة اللي قولتلك عليها
قررت اسيب الشغل شوية و اتابع الكلام الللي جذبني ده، لقيت أحمد بيطلع ورقة من جيبه و بيديها لمحمد اللي فتحها و بص فيها شوية و بعدين قال : و أنا هقول الكلام ده ازاي!
- معرفش بقى دي مشكلتك أنت
محمد : طب أنا هروح على الشركة و أنت تبقى تعلمني الإلقاء وقت الغدا
مكنتش فاهمة ايه اللي بيتكلموا عنه، أنا بقالي كتير في الشركة و عارفة محمد كويس و عارفة إنه مبيحبش يطلب حاجة من حد أبدًا، الغريب بقى إن أحمد مبقلوش غير كام شهر هنا و قدر يتصاحب مع محمد اوي لدرجة إنه طلب منه حاجة
- بتفكري في ايه؟
" ها، و لا حاجة "
- و لا حاجة خالص و لا و لا حاجة نص نص
ابتسمت و قولتله : و لا حاجة خالص
- يعني مش بتسألي نفسك ايه اللي في الورقة اللي اديتها لمحمد؟!
" يعني استغربت شوية عشان محمد مبيطلبش حاجة من حد "
- دول كام بيت شعر
" شعر! "
- محمد محتاجهم في حاجة كدة
" اها عشان كدة عايز يتعلم الإلقاء "
- ايوة
مش هنكر إني كنت بفكر محمد ليه عايز يتعلم إلقاء الشعر رغم إنه مش من الناس اللي بتحب القراية اوي
- بتحبي الشعر؟
متفاجئتش بالسؤال بس بالنبرة اللي قاله بيها، كأني أول مرة اسمع سؤال زي ده أو يعني متخيلتش إن نطقه يكون بالشكل ده
" لاء "
- خالص؟
بصتله فكمل : قصدي مبتحبيهوش خالص يعني من نوعية الناس اللي مبطقش الشعر و بتشوفه كلام صعب و تقيل كده و لا عادي ممكن تسمعيه أو تقريه بس انتي يعني مش من النوع اللي بيحب يقراه كتير أو يعني بتتقبليه فاهماني و لا أنا بخرف
ضحكت على التوتر اللي في صوته و كلامه اللي مش مترتب و قولت : أنا خلصت شغلي و كمان يدوب نلحق نوصل للشركة
قمنا فعلا و أنا بحاول مضحكش تاني خصوصًا إنه مش عارفة بس متهيألي اتحرج شوية، كوباية العصير المليانة كشفت كدبه و كإن هدفه مكنش العصير
............................................
مريم : أخيرًا هنتغدى، تعرفي إني مفطرتش حتى
" عشان تبقى تصحي بدري "
مريم : راحت عليا نومة و انتي عارفة إن نقطة ضعفي النوم
كنت واقفة جمب الشباك بشم شوية هوا من خنقة المكتب فشوفت أحمد تحت ومعاه محمد، كان مشهد غريب كإن أحمد بيعلموا يقول حاجة بطريقة معينة، افتكرت اللي قالهولي الصبح و ابتسمت
مريم : هما بيعملوا ايه!
اتخضيت لإنها كانت واقفة بعيد عني و فجأة لقيتها جمبي، مسكت ايدي و قالتلي : تعالي نشوف المجانين دول بيعملوا ايه
جبنا الغدا و روحنالهم و مريم وقتها كانت بتكلمني عن الأكل و عن جوعها و إنها مستنية اللحظة اللي هتاكل فيها لحد ما فجأة قالتلي : هما بيتكلموا في ايه؟ معقول هيبدأ الاستبيان بمحمد ده أنا هطين عيشته
" هو مين ده؟ "
مريم : أحمد
" أحمد! استبيان ايه اللي هيبدأه "
مريم : معرفش مقالش لحد دلوقتي الأسئلة هتكون عن ايه بس قال إنها هتكون بسيطة و وعدني هيبدأ بيا
سابت الأكل على الترابيزة قدامي و قامت و هي بتقول : و اهو بدأ بمحمد، ده أنا هروح اطين عيشتهم هما الاتنين
قومت وراها بسرعة و حاولت افهمها لكن لا حياة لمن تنادي، كانت لسة هتتكلم بس أحمد كان بيقول :
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَر ... ٌقَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
و بعدين قعد جمب محمد و كمل : يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ ..  بِهِوَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا
مكنوش واخدين بالهم منا، كنت لسة هكلم مريم بس لقيتها مصدومة و وشها اتخطف و هى بصلهم
مريم : انتي سمعتي اللي سمعته!
مكنتش فاهمة الريأكشن الغريب بتاعها بس قولتلها : ايوة
بصيتلي فجأة بذهول : يالهووي، هما أا
" أ ايه؟ دا أحمد بيعل....
مريم : شواذ
قالتها فجأة لدرجة إني كنت هشرق ولله بس بعد ما استوعبت ضحكت غصب عني خصوصًا مع ريأكشنات مريم، طبعًا بعد الضحك ده كله خدوا بالهم
محمد ارتبك معرفش ليه و بصلنا و قال : اوعوا تقولوا لحد على الموضوع ده اصلي عاملها مفاجأة
مريم كان فضلها سنة و بوقها يوصل للأرض أو يغمى عليها أيهما أقرب و أنا مكنتش قادرة ابطل ضحك عشان أرد عليهم، مريم بصتلهم بقرف و مشيت فأحمد قرب مني و قال : هو في ايه!
" ها لاء اصلها افتكرت إنكم ...
- إننا ايه!
" لا متخدش في بالك "
محمد : أنا قولتلك من الأول نطلع نتغدى بره عشان محدش من الشركة يشوفنا، اهي المفاجأة باظت
" مفاجأة ايه! "
أحمد : اصله عامل مفاجأة لخطيبته و كان ناوي يعمل حفلة صغيرة كدة و يلقي فيها شعر عشان يفاجأها
" أحمد أنا مش فاهمة حاجة بصراحة "
- اصل خطيبته مهووسة بالشعر فهو كان بيتعلم يلقيه حلو ازاي عشان يفاجأها في الحفلة اللي هو هيعملها عشان يفاجأها
" اها فهمت، تمام كملوا و متقلقش يا محمد مش هبوظ المفاجأة "
محمد : طب بالنسبة لمريم؟
" اها مريم...
كتمت ضحكتي و كملت : هبقى افهمها متقلقش، كملوا انتوا و أنا هروح اشوفها
لازم اعترف إني أول مرة اعدي بموقف زي ده في حياتي و كمان لازم الحق مريم قبل ما تفضحهم
.............................................
مريم : يعني هما مش .....
" هو انتي غبية ليه! يعني محمد هيبقى كدة زي و هو خاطب "
مريم : بس أحمد مش خاطب و بعدين ده المبرر يعني!
" ما انتي اللي مصبرتيش عشان افهمك "
مريم : طب كويس إنك لحقيني، ده أنا كنت هرجع الأكل اللي مأكلتوش اصلا
كانا في الطريق للبيت بعد يوم طويل بس مش هنكر إنه كان مختلف عن الروتين المعتاد
مريم : بصي تصدقي أول مرة أعرف إن محمد رومانسي اوي كدة
" متبالغيش، هو بس بيحاول يفرح حد بيحبه "
مريم : اها ما دي اسمها رومانسية
" لاء ده اسمه حب "
مريم : بس تعرفي
" امم "
مريم : اقسم بالله ما مسامحة في الغدا اللي متغدتوش ده و هتطلعه من عينيهم بكره
" يا ساتر! "
.....................................................
مريم كانت واقف جمبي و إحنا بتفرج على أحمد و هو بيعلم محمد، كانت بتتأكد من اللي قولتهولها امبارح، كنت عارفة إن أحمد شايفنا بس مقلش حاجة عشان محمد بيتكسف و في نفس الوقت كنت بحاول امنع مريم من أي تصرف يخلى محمد ياخد باله
محمد : لا حاسس إن الكلام ده تقيل شوية، حاول تلاقي حاجة اسهل
أحمد بصلي شوية فكنت همشي بس مريم قالتلي بسرعة : الحقي أحمد خد باله منا
" انتي ليه بتبهريني بقوة ملاحظتك "
ابتسم و بص لمحمد و قال : ينفع حاجة زي دي
إن ضاعَ قَلْبِي فَأينَ أطلُبُه
أوْ ذاعَ حُبّي فأنْتَ مُوجبُهُ

اسكربتات إيمان أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن