88

1.9K 111 1
                                    

" أنا بحب الرواية دي، شوف كدة "
- يااه، قديمة قريتها قبل كدة
" طب و الكتاب ده؟ "
- قريته زمان
" طب المكتبة قدامك اهى، شوف اللي يعجبك "
- لاء انتي مش فاهماني، كلهم عجبني بس أنا عايز حاجة جديدة
بصيت للمكتبة و للأربع تلاف كتاب و أكتر و بصيتله، ما هو معلش لو اللي بيتكلم مجنون فالمستمع عاقل بردو
" طب حضرتك ممكن تدور براحتك بقى "
بصلي و قال: انتي مش هدوري معايا!
" و أنا دور معاك ليه! "
- تساعديني
" هو حضرتك مشلول! "
- ايه!
" ايه ايه؟ انت زهقتني من الصبح بثقافتك اصلا، ما شاء الله دودة كتب مفيش كتاب مقرتهوش فتفضل بقى دور على الكتب الجديدة براحتك "
سيبته و مشيت و هو منطقش بكلمة، أنا عارفة إن الشغلانة دي تقصف العمر ولله، أي حاجة في تعامل مع البني أدمين تطلع الروح
مريم: متعصبة ليه؟
" أنا خلاص قربت أكره الكتب اللي هى أكتر حاجة بحبها "
ضحكت و قالتلي: إيمان انتي مبقلكيش شهر اومال لو قعدتي سنة زيي هتعملي ايه!؟
" لا بجد يا مريم، في ناس مستفزة بطريقة غبية "
ضحكت و قالت: مش الكتب دي لعبتك و حبك، اشربي بقى
" انتي عارفة ايه اللي مخليني صابرة على المكتبة دي غير الكتب"
مريم : ايه؟
" البحر اللي قدامنا دا "
مريم: و أنا اللي كنت مستنياك تقوليلي انتي، اخص على الصحاب
" ششش أنا جاية هنا تضيع وقت و تغير جو مش اكتر "
مريم: طب قوليلي ايه اللي حصل؟
" واحد يا ستي بقاله ساعة مزهقني، عارف كل الكتب ما شاء الله، لاء و قرأهم كلهم كمان "
استغربت و قالتلي: بتهزري، في حد بيقرأ أكتر منك، على العموم استاذ أحمد جاي النهاردة هو بيعرف يتصرف في المواقف دي
" دا صاحب المكتبة "
مريم: ايوة، عرفت إنه هيجي بس معرفش اتاخر كده ل...يالهوي ده جه!
اتعدلت أشوف مين صاحب المكتبة دا و ياريتني ما اتعدلت، مريم راحت تتكلم معاه و أنا واقفة مكاني، مش مشكلة خالص إنه طلع شاب صغير و أنا كان في مخيلتي إنه رجل كحكوح كده بس ليه يطلع نفس الشاب الخنيق اللي هزقته من شوية، هو أنا هزقته جامد يعني؟
مريم شاورتلي فروحتلها، هو يوم باين من أوله
مريم: و دي إيمان صاحبتي، حضرتك مشوفتهاش قبل كده
لاء شافني يا اختي و ياريته ما شافني
ابتسم و قال: عرفت إنها بتحب الكتب جدًا
مريم بكل ثقة: جدًا، دي ما شاء الله عليها مبتبطلش قراية
- و دا اللي خلاها تشتغل عندنا؟
مريم: طبعًا
رفع ايده بالرواية اللي كنت اقترحتها عليه و قالي قريتها قبل كده و قال: بس ذوقها حلو
مريم استغربت و بصتلي، ما هي لو كانت سكتت شوية كنت فهمتها المصيبة اللي حصلت من شوية
- هى اللي اقترحت عليا الرواية دي
مريم بصت للرواية و قالت: اها، دي رواية حلوة جدًا
و هى مقرتهاش الكدابة، بتقول نفس الكلام على كل الكتب، كانت نظراته ليا فيها زهو شوية اللي هو أنا صاحب المحل و أنا هخاف منه يعني!
بصتله و قولت: المهم تكون مقرأتهاش قبل كدة
- هو في الواقع قرأتها
" خلاص ممكن تدور على رواية تانية مقرأتهاش قبل كده، و لو سمحت و وصلت ليها ابقى قولي عشان في زباين مبيعجبهم العجب"
الاتنين اللي هيستلموا بعدنا وصلوا، فاستئذنت و مشيت و مريم جت ورايا
مريم: هو ايه اللي حصل جوا ده!
" ما هو هو يا غبية "
مريم: هو مين؟
حكيتلها اللي حصل و فهمتها فاتسمرت مكانها و مقالتش غير كلمة واحدة: بتهزري!
" اها بهزر حتى نسيت أحد ايموشن "
مريم: بتتريقي يا إيمان! على فكرة هو بيعمل كدة مع كل حد جديد، أنا نسيت أقولك
" بصي يا مريم أنا مغلطتش، هو اللي كان مستفز و حتى لو كنت عارفة إنه صاحب المكتبة كنت هعمل نفس اللي عملته "
مريم: ربع الثقة اللي عندها يارب
........................................................
مريم: انتي مبتزهقيش من القراية!
" خليكي في حالك "
مريم: طب حطي الرواية مكانها و قومي نشتغل
" هو فين الشغل دا! "
مريم : لو حد جه يعني
" لو بقى "
شوية و لقيتها اتنفضت من مكانها لما أحمد ده دخل و كان معاه حاجات تقريبصا، حطيت الرواية و قمت، الله كتب جديدة
بص لمريم بس الكلام ليكي يا جارة و قال: عشان الناس اللي مبيعجبهاش العجب
عملت نفسي مسمعتش و بدأت أرص الكتب، وقف عند الحسابات و مريم كانت جمبي فقالت: غريبة!
" هى ايه؟ "
مريم: يعني مش عادته يجيب كتب جديدة دلوقتي
" ما هو قالك عشان الزباين التنحين اللي ز...
- التنحين!
اتخضيت من صوته و الكتب اللي كانت في ايدي وقعت، نزلت من على السلم و أنا بدعي عليه، مكنوش وقعوا على دماغه أحسن
مريم خدتهم من ايدي و طلعت ترصهم هيا، بصلي و قال: و مين الزباين التنحين دول بقى؟
اهدي يا إيمان، اهدي عشان تعرفي تفرسيه
" هو المفروض اتعرف عليهم! "
مريم كحت اللي هو خفي شوية بس أنا بكره حد يرخم عليا بالكلام و مردش عليه بنفس الرخامة
- طب ابقى خدي بالك بعد كده عشان متوقعيش الكتب تاني
" حاضر بس لازم المرة الجاية قبل ما تخضني تعرفني عشان أخد بالي من الكتب يعني "
اتعصب اوعى، دي قمة سعادتي دي، مشي فمريم نزلت بسرعة
مريم: ايه اللي عملتيه ده!
" أهم حاجة يا مريم يا بنتي، الرد المناسب في الوقت المناسب و أجدادنا القدماء قالوا ايه؟ "
مريم: ايه؟
" اللي يعاكس القطة تخربشه "
...........................................................
قعدت في ركني المفضل على البحر، ولا نفسي أنزل رجليا بس الفستان هيتبل و مش هعرف امشي بيه كدا
مريم: نفسي مرة ناخد فترة البريك دي في مطعم، ناكل لقمة، نشرب حاجة لكن هعمل ايه أنا بالبحر بتاعك
" به، انتي بتقدريش النعمة اللي انتي فيها خالص، تعرفي كام حد يتمنى القعدة دي؟ "
مريم: أكيد الفاضين اللي زيك و اعملي حسابك إن القعدة مش هتطول عشان زي ما انتي شايفة استاذ أحمد موجود و مش عايزين زعيق، الحمدلله إنه بيعدي كلامك و مبيقولش حاجة
" و هو كلامه اللي زي العسل يعني! "
مريم: هيحصلك حاجة لو سمعتي و فوتي!؟
" اها، هطق "
هزت راسها و قالت: أنا هقوم اجي حاجة اكلها، اشبعي انتي بالبحر بتاعك
كمان شوية هيعدي عمو بتاع عربية الفول بأغانيه الحلوة، اتمنى اغنية النهاردة تكون من الاغاني اللي بحبها
أحبيني ولا تتسائلي كيفَ ... ولا تتلعثمي خجلاً ولا تتساقطي خوفا
كوني البحر والميناء ... كوني الأرضَ والمنفى
كوني الصحوةِ والإعصار ... كوني اللين والعنفَ

اسكربتات إيمان أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن