30-

6.2K 468 218
                                    

لا أصدق ينتهي بي المطاف في حديقة

جلست هاني بتعب و أنفاس مسلوبة و طاقة استنفذت لركضها المتواصل، لم تفكر بشيء سوى أنه يجب عليها مغادرة ذلك المكان

رمت هيكلها فوق الكرسي الخشبي تراقب ما حولها حيث جاورتها عجوز منشغلة بحياكة الصوف
جذب نظر هاني أصوات تذمر عائدة للأطفال قد قوطعت متعة لعبهم أمهاتهم يطالبونهم بالعودة للمنزل
حولت نظرها للجهة الأخرى حيث بعض العجائز يمارسون رياضة خفيفة مناسبة لكبر سنهم و مسايرةٍ لوهن عظامهم

تقدم أحد العجزة أمامها أو بجانبها
هو يتجه لزوجته هي الأخرى قد تفنن الزمن في نحت ملامحها المجعدة رغم ذلك هم يبدون بغاية نشاطهم

أخرجت المرأة قارورة مياه تسقي بها زوجها و منشفة يمسح بها تعرقه

زفرت هاني أنفاسها مما خالجها من شعور يجعلها تتسأل
أحقا سيأتي ذلك اليوم
ذلك اليوم الذي سنضحك فيه مع بعض للشيء نفسه
نحزن في اللحظة نفسها
نشتعل و ننطفئ معًا

" الحب الذي يستمر للفترة الأطول هو الحب الذي لا يعود" تمتمت تحت أنفاسها من ما رأته من خلال تعامل هذين الزوجين.

رغم ذلك لما لا أستطيع تصنيف مشاعري لجونغكوك على أنها حب
أيعقل أنها نزوة، هل أنا فقط أكن له مشاعر الإعجاب لا غير
لكن ما هو الحب حقا؟

" صدقتِ " إلتفتت برأسها ناحية من تابعت عملها في الحكاية

تعجبت هاني بالأول لكن تركت زمام أمورها للسانها
"أجوما، ما هو الحب؟ "

توقفت كلتا يديها عن ما كانت بها تفعل نزعت نظاراتها و التي على ما يبدو هي خاصة بعملها، أخذت المسنة برهة قبل أن تستأنف الحديث
" الحب هو الحب فقط ، لا يوجد ما يمكن وصفه به".

بهتت ملامح هاني ، جعلتها تتحمس لإجابةٍ لم تشبع بطن فضولها

تنهدت العجوز بحسرة جيل هذا اليوم لا يفقه شيئا
" يبقى الحب مجرد كلمة حتى يأتي أحدهم ويعطيها معنى في الماضي كنت من هواة القراءة، فذلك ملجأنا لم يكن لنا ما لكم من أساليب الترفيه، كنت ما أقرأ عن ملحمات العشق و تراجيديا الحب و أسمى مراحل الهيام لكن لم أفقه شيء كانت مجرد كلمات في سطور حتى جاء هو "
بنهاية كلامها أدارت ببصرها نحو شريكها
" حينما جاء أعطى معانٍ لذلك الحبر المكتوب، و كأنما كل ما قرأته تجسد على شكل خيوط تشابكت لتربط بيننا، حينها علمت أن قلبه يسكنني و قلبي يسكنه أنا ملك له و هو ملك لي و كلانا للآخر "
ابتسمت المسنة بخفة مع لمعة في عينيها بحديثها احتل السكون قلبها.

 °Farm man ° || ° J.J.K °حيث تعيش القصص. اكتشف الآن